مارسيل خليفة عن محمود درويش: الله خلقني من أجل قصائده

كتب: محمود الرفاعى

مارسيل خليفة عن محمود درويش: الله خلقني من أجل قصائده

مارسيل خليفة عن محمود درويش: الله خلقني من أجل قصائده

"أتمنى أن يكون درويش راضيًا عني".. هكذا أجاب الموسيقار اللبناني الكبير، مارسيل خليفة، حينما سألناه عن شعوره بعد أن فارق صديق عمره الشاعر الفلسطيني الراحل، محمود درويش، الحياة، وكوّن معه أحد أهم الثنائيات في تاريخ الأغنية العربية، وقدما سويا مجموعة من أهم وأجمل الأغنيات، التي ما زالت تتردد على لسان الجميع حتى الآن.

رحلة مارسيل مع درويش، انطلقت في العام 1976، حينما لحّن مارسيل قصيدة "وعود من العاصفة"، ووقتها لم يكن تعرف بعد على درويش، لكنه كان اشترى ديوان قصائده، وأعجب بتلك القصيدة، ولحّنها، معتقدا أن القصائد متاحة للجميع، ومن حق أي شخص أن يتغنى بها، أو يلحنها دون استأذن صاحبها، وذكر مارسيل أنه لحّن القصيدة في أثناء الحرب الأهلية، التي كانت تعصف بلبنان.

صداقة درويش ومارسيل تكونت مع منتصف الثمانيات من القرن الماضي، حينما تقابلا، وتفاجئ درويش بمارسيل، وقال له أخيرا تعرفت على الشخص الذى يلحن ويغني قصائدي دون الرجوع إلى، ومن هنا انطلقت رحلة الثنائي معا، وتعيد "الوطن" نشر أجزاء من الحوار الأخير، في نوفمبر من العام الماضي، التقت فيه بمارسيل خليفة، بمناسبة طرحه لألبوم "أندلس الحب"، وتحدث باستفاضة عن رفيق عمره.

وكشف مارسيل في الحوار عن سبب اختيار قصيدة "أندلس الحب" لكي يقدمها في ألبومه قائلا: "كان عليّ أن أقدم التحية لصديقي الراحل الشاعر محمود درويش، ولم أجد أفضل من تلك القصيدة لأهديها لروحه، فدرويش ظل فترات طويلة يطلب مني تلحين تلك القصيدة، لكني تأخرت في تنفيذ طلبه، وبعد رحيله قررت أن أُظهر مشروعه للنور، وفضّلت أن تكون تلك القصيدة هي مشروعي الغنائي الجديد، الذي أعود من خلاله للجمهور بعد فترة غياب طويلة."

و"أندلس الحب" قصيدة رومانسية تدور حول معاناة الحب، كتبها درويش في العام 1984، في قصيدة مطولة بعنوان "يطير الحمام"، من ديوان "حصار لمدائح البحر".

وأشار مارسيل عن مدى حزنه العميق لرحيل درويش، قائلا : "أمس كنت مرتبطًا بشخصيته وفكره، واليوم أصبحت علاقتي مقتصرة على شعره، وأتمنى أن يكون درويش راضيًا عن كل ما أقدمه من أشعاره بعد رحيله، وأن يكون الجمهور متذكراً كيف اجتهد درويش من أجل تقديم تلك القصائد."

وتحدث مارسيل باستضافة عن علاقته بدرويش، وكيف نشأت الصداقة بينهم، قائلا :" خلال فترة مراهقتي وقبل انطلاق الحرب ببلدي لبنان، كنت شابًا مولعًا بالموسيقى، حيث كنت قد تخرجت من معهد الكونسرفتوار، وطيلة تلك الفترة كنت أجمع الدواوين الشعرية، واحتفظ بها في منزلي، وبعد أن انطلقت الحرب، انعزلت في منزلي الصغير، وبدأت أقرأ في مجموعة الدواوين التي كنت احتفظ بها، فوجدت أن معظم تلك الدواوين كانت لمحمود درويش".

أضاف "من هنا بدأت رحلتي معه، حيث صرت ألحن تلك القصائد مع نفسي، وظللت لسنوات أفعل ذلك، وهنا انفجرت داخلي، وبسبب تلك القصائد، هموم القضية الفلسطينية، وأصبحت متعاطفًا وبشدة معها، وتكونت ميولي اليسارية معها، ومن هنا قررت أن ابتعد عن قريتي ومدينتي، وأن أصدر أول أسطوانة خاصة بي".

"وبعد سنوات عديدة من طرح الأسطوانة في الأسواق، تقابلت بالصدفة مع محمود درويش، وبدأت صداقتنا الحميمة، وظللنا لما يقرب من 10 سنوات لا نفترق، وعشنا معًا في مدينة باريس، وقدمنا خلال تلك الفترة أحلى وأجمل القصائد التي عشقها الناس."

واختتم مارسيل حديثه عن الصعوبات التي كان يواجهها في تلحين قصائد درويش، فقال : "أسهل وأمتع القصائد التي لحنتها بحياتي الفنية، فأنا أرى أن الله أوجدني في هذه الحياة من أجل أن ألحن قصائده، فنحن كنا نكمل بعضنا البعض، فرغم اختلاف أفكار ورؤى محمود في قصائده، لكنني دائمًا كنت أعرف التعامل معها، وسأظل أتعامل معها حتى بعد أن فارق حياتنا."


مواضيع متعلقة