متخصصون: التجمع حول الأضحية يتنافى مع التباعد الاجتماعي

كتب: أحمد عصر

متخصصون: التجمع حول الأضحية يتنافى مع التباعد الاجتماعي

متخصصون: التجمع حول الأضحية يتنافى مع التباعد الاجتماعي

مجموعة من الإجراءات الاحترازية يجب الالتزام بها، بحسب أطباء متخصصين في الصحة العامة والطب البيطري، عند عملية ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك، وهي إجراءات لا تتعلق فقط بأزمة كورونا أو بمسألة انتشار الفيروس، وإنما تتعلق أيضًا بمجموعة من الأمراض الأخرى قد تنتقل إلى الإنسان من الحيوان إن لم يتبع بعض الإجراءات المعينة، ومن ثم الاهتمام بتطبيق الإجراءات الوقائية عند الذبح بشكل عام أمر لا بد منه، بحسب قولهم.

في هذا الصدد، تقول الدكتورة إيناس عبدالرحيم، مدرس الصحة العامة والطب الوقائي في كلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن عملية ذبح الأضحية، بعيدًا عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والإصابة به، من الممكن أن تعرض من يقوم بها أو من حوله لأمراض كثيرة كان تعاني منها المواشي نفسها قبل الذبح، والتي تنتقل عن طريق تناثر نقاط الدم على الجلد أو على منطقة العين والفم أثناء عملية الذبح.

وحول الإجراءات الواجب إتباعها عند عملية الذبح بشكل عام، تقول "إيناس": إن هناك عدد من الإجراءات المعينة التي يجب إتباعها عند الذبح، تتلخص أهمها في الالتزام بارتداء الملابس الواقية، بحيث يجب أن يرتدي الجزار أو من يقوم بعملية الذبح قفازا ثقيلا ومخصص لذلك، بالإضافة إلى ارتداء الكمامة، ويفضل معها ارتداء واقي للوجه بشكل كامل من أجل تغطية العين لحماية أكبر، وكذلك ارتداء مريلة جلد على كامل الجسد، وذلك للوقاية من دم الأضحية عند ذبحها بحيث لا يطول الجلد أو أي منطقة من الممكن أن تسبب عدوى بفيروس أو مرض ما مصاب به الأضحية، مشيرة إلى أن الصوف والجلد الخاص بالأضحية أيضًا يجب الحرص منه بصورة كبيرة، خاصة أن هناك من يعملون في جمع هذه الجلود وبيعها، ويجب أيضًا أن يرتدي الشخص الواقيات الشخصية عند التعامل معها لأنه من الممكن أن تكون هذه الجلود حاملة لبكتيريا وميكروبات حيوانية موجودة في شعر الحيوان تنتقل بسهولة إلى الإنسان، بحسب "إيناس".

هذه الإجراءات كلها خاصة بالشخص الذي سيقوم بعملية الذبح سواء كان جزارًا أو صاحب الضحية نفسها وكذلك بالنسبة لمن يتعامل مع جلود الأضاحي، أما بالنسبة لغيره من المتجمعين حوله أثناء الذبح فهؤلاء، وفق قول "إيناس"، يجب أن يتنازلون عن هذه العادة العام الحالي نظرًا للظرف الراهن، مضيفة: هذا التجمع يتنافى تمامًا مع التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية الأخرى التي يجب إتباعها ومراعاتها هذه الفترة بسبب فيروس كورونا، ومن ثم لا داعي لهذا التجمع الكبير حول الضحية أثناء ذبحها كما هو الحال كل عام، ويفضل أن يكون الذبح في المجازر المخصصة لذلك تفاديًا من أي تجمع لا داعي له مثل هذا، متمنية أن تساهم كورونا في التقليل من مشاهد الدم في الشوارع التي تعودنا أن نراها في عيد الأضحى، والابتعاد عن العادات السيئة المتمثلة في الذبح في أي مكان قدر الإمكان.

ويقول الدكتور أيمن عنتر، طبيب بيطري، إنه لا توجد علاقة مباشرة بين الأضحية وبين فيروس كورونا من حيث أكل لحومها أو عملية الذبح نفسها، وإنما يكون الخوف من انتقال الفيروس من الجزار القادم إلى البيت لذبح الأضحية أو العكس.

ويضيف "عنتر": هناك أمراض كثيرة جدا، غير فيروس كورونا المستجد، يمكن أن تنتقل عن طريق لحوم الأضحية إلى آكليها، مثل أمراض الحمى القلاعية وجميع الأمراض الفيروسية التي تصيب المواشي بشكل عام وتنتقل إلى الإنسان عن طريق اللحوم، موضحًا أن "المنظر العام" للأضحية قبل ذبحها ضروري بصورة كبيرة ويجب أن يراعيه المشتري، معبرًا عن ذلك بقوله: "عشان الواحد يحمي نفسه من أمراض اللحوم، لازم يحاول يفحص الدبيحة كويس وهي حية قبل ما يشتريها، يعنى صحتها لازم تكون كويسة وحركتها كويسة وبتاكل كويس، وكمان شعرها وعينها يكون شكلهم طبيعي، والأرضية بتاعت العين نفسها تكون طبيعية، وميكونش فيه عرج ولا تضخمات معينة في مناطق معينة من الجسم"، مشيرًا إلى أن هذه كلها أعراض ظاهرية تدل في الغالب على خلو الأضحية من أي أمراض أو إصابتها بها إذا كان أي منها موجود، وفي حال اكتشف صاحب الماشية بعد الذبح أن لحم الأضحية غير طبيعي فعليه فقط غسلها وتسويتها جيدًا بعد تركها فترة كافية في الثلاجة. 


مواضيع متعلقة