ثانوية عامة 2020.. تاريخ لا يسقط بالتقادم يوثقه كورونا والنظام الجديد

02:38 م | الثلاثاء 21 يوليو 2020

قلق وتوتر وضربات متسارعة بالقلب، ومذاكرة لعدة ساعات قبل البداية الفعلية للعام الدراسي، لحين تعطيله بشكل مفاجئ في مارس الماضي، لتتبدل الأحوال لطلاب الثانوية العامة هذا العام، وتتغير الخريطة المعدة مسبقا منهم ومن وزارة التربية والتعليم التي اتخذت إجرءات فريدة من نوعها من أجل حماية الطلبة، ليحملوا لقبا مميزا هو "دفعة تاريخية".

بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، شهدت الثانوية العامة لهذا العام عدة تغييرات وإجراءات استثنائية، قبل بداية الامتحانات منذ 21 يونيو الماضي، ولحين انتهائها اليوم، حيث هنأ الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، الطلاب والمعلمين والموظفين بنهاية تلك الفترة المهمة.

وكتب شوقي: "مبروك للطلاب وأولياء أمورهم انتهاء آخر ثانوية عامة بالشكل التقليدي في ظروف استثنائية بسلام وبأقل المشكلات، خالص شكري وامتناني لمنظومة التعليم المصرية وكافة مؤسسات الدولة".

آخر سنة "بوكليت"

الشكل التقليدي للامتحانات الاستثنائية هذا العام، يرجع لكونها آخر دفعة بنظام "البوكليت" المطبق بالبلاد منذ عدة أعوام، حيث يبدأ من العام المقبل نظام الثانوية العامة الجديد الذي وضعه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم.

ويرجع نظام "البوكليت" إلى قبل شهر من تولي شوقي الوزارة، حيث إنه في 16 يناير 2017، وافق البرلمان على إقرار نظام امتحانات الثانوية العامة الجديد، لتطوير المنظومة والقضاء على الغش، من خلال دمج ورقتي الأسئلة والإجابة معا، وهو ما عُرف بنظام البوكليت، وهو عبارة عن امتحان قومي موحد على مستوى الجمهورية، مع اختلاف ترتيب الأسئلة بين نماذج الامتحانات الأربعة "أ، ب، ج، د"، ويحتفظ بنفس درجة الصعوبة أو السهولة لجميع الطلاب، تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بين الطلاب.

ويتضمن "البوكليت" أسئلة مقالية وموضوعية تشمل "اختيار من متعدد، وأكمل العبارات"، على أن تكون الأسئلة والإجابة بالورقة نفسها لضمان عدم فقدان الطالب للدرجات، والحد من الدروس الخصوصية، كما تكون الأسئلة مختصرة وواضحة ومتناسبة مع وقت الامتحان، حيث تم تدريب الطلاب والمعلمين على ذلك النظام لضمان جودة تطبيقه.

حذف أجزاء من المناهج وتأجيل الامتحانات

بعد أشهر من انتظام الدراسة بالعام الحالي، وانتهاء الفصل الدراسي الأول، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، ليتفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في العالم وينتقل من كونه وباء لجائحة عالمية، ليتم تعطيل الدراسة في مصر يوم 21 مارس الماضي.

ورغم القلق الضخم من تلك الجائحة، لكنها حملت في داخلها قرارات لأول مرة تتخذها الوزارة، حيث تم حذف أجزاء من المناهج، لتشمل الامتحانات كل ما درسه الطالب في العام الدراسي "الفصل الدراسي الأول + الفصل الدراسي الثاني حتى 15 مارس 2020"، أي أنه تم تقليص جزء لا يستهان به من المنهج تخفيفا على الطلاب.

وخلال الجائحة، أعلنت التعليم تأجيل امتحانات الامتحانات لمدة أسبوعين، لتبدأ من 21 يونيو 2020 وحتى يوليو 2020، مع حزمة من القرارات الاستثنائية لحماية الطلاب.

إجراءات خاصة باللجان

وسط إجراءات استثنائية بسبب فيروس كورونا، اتخذت الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية، عدة إجراءات لحماية الطلاب والمعلمين والموظفين، حيث تم توزيع 24 مليونا و37 ألفا و829 كمامة على الطلاب بشكل يومي بمختلف المحافظات، وإجراء الامتحانات في 10 صباحا، موعد بداية الامتحان بدلا من التاسعة.

14 طالب باللجنة الواحدة، هو العدد الجديد للطلاب بالامتحانات، وفقا لقرارات التعليم، كما نصت أيضا على ضرورة ترك 2 متر بين كل طالب في اللجنة، فيما شارك بالامتحانات 152167 معلما وموظفا، وتوفير أماكن للاستراحات بالمدارس، و16 ألفا و575 جهاز لقياس درجة حرارة الطلاب.

التأجيل لمن لا يرغب

كما أتاحت "التعليم" لأول مرة إمكانية تأجيل امتحانات الثانوية العامة للعام المقبل، ولكن لم يتقدم أي من الطلاب لذلك، قبل بداية الامتحانات، فيما سمحت بدخول الطالب لامتحانات الدور الثاني بالدرجة الفعلية للطالب الذي يثبت عدم سلامته الصحية مع ارتفاع في درجة الحرارة، بناء على التقرير الطبي.

اختبارات من المنزل

وتسهيلا على طلاب الثانوية العامة قرر دكتور طارق شوقي، أن تكون امتحانات التربية الدينية والاقتصاد والإحصاء والتربية الوطنية "من المنزل"، وتسليم البوكليت الخاص بهم مع موعد امتحان يوم الأحد 12 يوليو.

زيادة درجات الرأفة للطلاب الضعيفة

وفي إجراء آخر استثنائي، بعد وجود مشاكل فنية بامتحاني الديناميكا والفيزياء للثانوية العامة، للتخفيف عن الطلاب، أعلن الدكتور رضا حجازي رئيس امتحانات الثانوية العامة، رفع درجات الرأفة لمساعدة الطلاب بالمادة، حيث تضاف 5 درجات رأفة للمواد التي يصل مجموعها النهائى 60 درجة، قائلا: "زودنا درجات الرأفة ووزير التعليم وافق على هذا الأمر، وذلك بواقع 10% من المادة".

وأوضح حجازي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى مقدم برنامج "على مسؤوليتي"، عبر شاشة "صدى البلد"، أن مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا، ستخصص لها 6 درجات رأفة كاملة، أما اللغة الإنجليزية والفرنسية 4 درجات، بينما تصل درجات الرأفة في اللغة العربية إلى 8 درجات والرياضيات إلى 12 درجة.