"تعظيم سلام".. الدولة تتجاوز فخ الثانوية العامة في زمن كورونا

03:23 م | الاثنين 20 يوليو 2020

"نفسي الناس تثق في قدرة الدولة المصرية"، تصريحات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم في حديثه عن سير امتحانات الثانوية العامة، الذي وصفه بـ"الجيد جدًا"، متابعًا: "بقالنا كام سنة بنقول إننا فخورين بالعاملين بالوزارة جدًا، إحنا بنشتغل بطريقة منهجية، بس نفسي الناس تثق في قدرة الدولة المصرية".

إجراءات احترازية وبوابات تعليمية ومداخل إلكترونية وتعقيم وتطهير وغيرها من الاستعدادات التي أشار إليها وزير التربية والتعليم في تصريحاته خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية"، مع الإعلامي عمرو أديب، على شاشة "MBC مصر"، للحديث عن سير العملية الامتحانية التي على وشك الانتهاء لجميع طلاب الثانوية العامة غدا الثلاثاء باستكمال طلاب عملي رياضية امتحاناتهم.

أستاذ إدارة محلية: المحافظ ينوب عن كل الوزارات والامتحانات شهدت تنسيقا على مستوى 27 محافظة

أشاد الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية، بإدارة الدولة المصرية لأزمة إجراء الامتحانات في أثناء تفشي فيروس كورونا المستجد، "الدول عاملة جهود قوية، نظرا لأنه حسب قانون 43 لسنة 1979 المادة 25 من قانون الإدارة المحلية، أن المحافظ ينوب عن جميع الوزراء في أماكنهم لترتيب الأوضاع الداخلية لكل محافظة بحسب طبيعتها.

وأوضح عرفة لـ"الوطن"، أن وزارة التربية والتعليم الوحيدة خلال الـ15 عاما الماضية التي منحت المحافظين صلاحيات مالية وإدارية فيما يخص تطبيق اللا مركزية المالية الإدارية، وكان المحافظين ينسقون مع مديرية الأمن لتوصيل أوراق الامتحانات، ومع تفشي فيروس كورنا اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية.

وتابع خبير الإدارة المحلية، أنه تم التنسيق للتأمين أمام اللجان، وتواجد ممثل إسعاف داخل كل لجنة، مع تخصيص لجنة خاصة بالعزل وطبيب منتدب من الهيئة القومية للتأمين الصحي، وطوال أيام الامتحانات استطاع 27 محافظا إدارة الأمر بالتنسيق مع كافة الوزارات.

خبير تربوي: الدولة بذلت جهودا غير مسبوقة

وقال الدكتور مجدي حمزة الخبير التربوي، إن بعض الشعب المصري لم يكن واثقا بالفعل في قدرة وزارة التربية والتعليم على تقديم هذه البيئة الآمنة للطلاب في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، لكن تحت إصرار وزارة التربية والتعليم وكل الجهات، أجرى الطلاب امتحاناتهم بالفعل، وسط مخاوف على الطلاب، وبالفعل أجريت الامتحانات وسط تجهيزات غير مسبوقة وتعاون بين وزارات الدولة المختلفة تؤكد أن الطلاب بالفعل كانوا في أياد أمينة.

وأشار حمزة لـ"الوطن" إلى أن تأمين أكثر من 600 ألف طالب ثانوية عامة ومثلهم طلاب الدبلومات وأكثر من 450 إداريا ومعلما لتنظيم وإدارة العملية الامتحانية يبرز المجهود المبذول، قائلا: "دا نجاح منقطع النظير يثبت مدى نجاح الدولة بقدرتها المختلفة وقدرة الوزارات على التعاون للخروج بنتائج باهرة".

وأوضح الخبير التربوي، أن الجهود التي بذلتها الدول لم تكن في الامتحانات فقط بل مع بداية كورونا تحديدا من شهر مارس الماضي، وبداية مذاكرة الطلاب من المنازل وهناك حرص على بث قنوات تعليمية وتنشيط التعليم عن بعد إلى جانب الأبحاث وامتحانات الطلاب على "التابلت" للصفين الأول والثاني الثانوي.

أستاذ الطب الوقائي: الدولة طبقت كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية الطلاب

وقالت الدكتورة أماني مختار أستاذ الطب الوقائي بجامعة عين شمس، إن ما تم رصده خلال امتحانات الثانوية العامة للطلاب وهم يرتدون الكمامات وحريصون على التباعد الاجتماعي، إلى جانب التعامل بحرص مع أي طالب تظهر عليه أعراض كورونا، كان دليلا على نجاح العملية الامتحانية، مشيرة إلى أن جميع أطراف العملية كانوا ملتزمين بالإجراءات.

وتابعت أستاذة الطب الوقائي لـ"الوطن"، أن الدولة قامت بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية الطلاب، ونفذتها رغم بعض التجاوزات في اليوم الأول، إلا أنها تداركت الأمر سريعا ليعود سير العملية الامتحانية لوضع آمن وجيد جدا.

أستاذة علم اجتماع: على الشعب المصري الشعور بالمسؤولية واعتياد التعامل مع الأزمات

من جانبها، قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، إن تنظيم الامتحانات في ظل أزمة بحجم تفشي فيروس كورونا المستجد يعد ظاهرة جديدة من نوعها، والإنسان المصري اعتاد على الحياة الهادئة دون ظروف عامة استثنائية، فنحن لا نعيش عواصف أو أعاصير أو زلازل أو حتى درجات حرارة منخفضة لعدة أيام، وبالتالي غير مهيئين للكوارث.

وأضافت "خضر" لـ"الوطن" أن من الضروري أن يعتاد الشعب على الشعور بالمسؤولية تجاه الدولة والصبر في وقت الأزمات وعدم التبرم والملل، موضحة أن على الإنسان التعود على الصعوبة حتى لا يشعر بأنها وضع مستحيل التعايش معه، وإنما ظرفا استثنائيا تداركته الدول المنظمة.