"والنبي ناولوني الولاعة".. هل كان نيرون سببا في حريق روما؟

"والنبي ناولوني الولاعة".. هل كان نيرون سببا في حريق روما؟
- نيرون
- حريق روما
- ذكرى حريق روما
- من حرق روما
- هل حرق نيرون روما
- نيرون
- حريق روما
- ذكرى حريق روما
- من حرق روما
- هل حرق نيرون روما
"والنبي ناولوني الولاعة، عايز أولع روما بحالها.. هتقول إيه يا نيرون سمعنا، متعنا بخطبك متعنا".. كلمات من أوبريت "العقلاء" وهو أغنية حوارية يؤديها مجموعة من المجانين، مع الكوميديان الكبير إسماعيل ياسين، فكرة وكلمات المؤلف الكبير الراحل أبو السعود الإبيارى، ومن ألحان الملحن الراحل عزت الجاهلى، وقدم الأوبريت محاكاة ساخرة لكل من نابليون بونابرت والإمبراطور الروماني نيرون وعنترة بن شداد، وقام بدور نيرون الراحل إبراهيم فوزى، الشهير بإبراهيم كجله.
في وقت حكم الإمبرطور الرومانى نيرون، والذى حكم البلاد وهو فى سن السابعة عشر، وبالتحديد، 13 أكتوبر 54 ميلادية، وعرفه المصريون من خلال الأوبريت الكوميدي الشهير، وقع حريق ضخم وشهير بعاصمة الدولة الرومانية آنذاك روما، تمر اليوم الذكرى الـ1956 له.
وجهت لنيرون أصابع الاتهام بأنه السبب في حريق روما، بسبب تصرفاته غير العاقلة التي اشتهر بها، ولكن تظل هناك الكثير من وجهات النظر عن حريق روما الكبير، ولا أحد يعرف من كان السبب فيه، خاصة مع اختلاف المؤرخين حوله.
بحسب المؤرخ الروماني "كاسيوس ديو" كان نيرون يريد دائما أن يرى روما تحترق، وقيل إنه وقف يغني بالقيثارة أشعارًا لهوميروس متفرجًا على مدينته وهي تحترق، كما قيل إن نيرون لم يخف أنه كان وراء الحريق، وكان عذره أنه لم تعجبه بشاعة المباني القديمة وحرق المدينة علانية وحطم أي مبنى لم يحترق.
وفي كتاب "الطاغية نيرون سنوات الهرطقة والمحرقة" ذكر الكاتب محمد عصمت، أن نيرون كان جالساً فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذى خلد له وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة، حيث سيطرت عليه فكرة أنه كان بارعا فى الغناء والتمثيل، فكان يخرج إلى اليونان ويطوف مدنها يحصد الجوائز فى مجال التمثيل والغناء، جوائز لا تجرؤ لجان تحكيمها على أن تنتقده أو تعطى الجائزة الأولى لغيره فى كل المجالات التى يدخل فيها، وهو ما يفسر سبب عزفه خلال حريق روما.
وبحسب كتاب "على رقاب العباد" للكاتب الكبير أنيس منصور، فإن نيرون ورث النزعة الدموية من أمه "أجربينا" التى قتلت زوجها الإمبراطور كلوديوس، فقتل كل إنسان يهدده ووصفه المؤرخون بأنه إنسان مشوه له كرش وله ساقان نحيفتان وشعر أصفر منكوش دائما وعينان زرقاوان.
ودون المؤرخ تاسيتس أن نيرون كان في حاجة إلى كبش فداء بعدما حملة الجميع مسئولية الحريق.. وكان أمامه اختيار إما اليهود أو المسيحية الحديثة في روما، ولكن كان اليهود تحت حماية بوبياسبينا إحدى زوجات نيرون، فألصق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهى الشعب في القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما.
بينما جاءت آراء أخرى تشير إلى أن ما يتردد حول حريق نيرون لورما مجرد شائعة، وهو ما ذكرته دراسة للأنبا يوانس أسقف الغربية، وفى حديثه عن المتسبب فى حريق عاصمة الإمبراطورية الرومانية "روما"، أكد المؤلف أن أغلب الشائعات وكتابات المؤرخين تشير بأصبعها إلى نيرون على أنه الفاعل، وأنه أراد أن يستمتع بمنظر طروادة تحترق مرة أخرى.
كما ذكر المؤرخ "تاسيتس" ورئيس قضاة الإمبراطورية الرومانية فى كتابه التاريخى الشهير "الحوليات"، أن نيرون كان موجوداً فى مدينة "أنتيوم" وقت وقوع الحريق، وعاد على الفور إلى روما لتنظيم المساعدات للمتضررين منه، بل دفع أموالاً من ميزانيته الخاصة، وفتح قصوره للناجين من الحريق ووضع خطة تنمية جديدة للمدينة، بحيث لم تعد المنازل متلاصقة ببعضها، وأعيد بناؤها من حجارة القرميد، فضلاً عن توسعة الطرق.
كما أشار تاليتس فى "الحوليات" إلى أن نيرون بنى قصراً أسماه "دوموس أوريا" أو"البيت الذهبى" لتجميل المنطقة التى دمرها الحريق وزاد مساحة الحدائق المحيطة بالقصر لتصل إلى 1.2 كم مربع.