بطلة من الجيش الأبيض: الناس بتخاف مننا.. وزميلتنا أهلها رفضوا يدخلوها
بطلة من الجيش الأبيض: الناس بتخاف مننا.. وزميلتنا أهلها رفضوا يدخلوها
"أهلي رفضوا عملي في العزل في بداية الأمر، وحاولوا يجبروني على المكوث في المنزل وعدم الذهاب للعمل خوفا من إصابتي بفيروس كورونا، دون جدوي، مش هنسى مشهد زميلتي وهي منهارة حينما أصيبت والدتها وشقيقتها بالفيروس، لتموت والدتها متأثرة بإصابتها، لتظن زميلتنا أنها السبب في ذلك"، بتلك الكلمات بدأت آية فاروق، 24 عاما، حاصلة على معهد فني تمريض، وإحدى بطلات الجيش الأبيض حديثها لـ" الوطن".
تقول الممرضة التي تعمل بالعناية المركزة بمستشفى حميات كفر الشيخ، "أعمل قبل 3 سنوات في البداية كانت الأسرة خائفة علي أعمل بعزل حالات كورونا خشية انتقال العدوى وأرادوا كثيرا أن أمكث في المنزل وأترك العمل وأقنعتهم كثيرا أن هذا لا يجوز وهذا واجبي لازم أخدم الناس فمن الممكن أن يصاب أقرب الناس لى وأوضع في الموقف ذاته وبالفعل اقتنعوا، وكنت يوميا بروح كل يوم في الصباح للعمل وأحيانا فترات مسائية على أن أعود في الصباح للمنزل".
وعن أصعب المواقف التي مرت عليها، تقول "فاروق"، "لن أنسى حينما أصيب زملاء لنا وكنا نتعامل معهم ونعالجهم ومن بينهم حالات حرجة، كنا مرعوبين عليهم ونفسنا يخفوا، وأصيبت زميلة لى كما أصيبت شقيقتها الحامل في شهورها الأخيرة، كما أصيبت والدتهما وتوفيت بعد ثلاثة أيام من الإصابة وهو الموقف الأصعب على العاملين بالمستشفى، وحينها انهارت زميلتنا وكانت تظن أنها السبب في فقدان والدتها، علاوة على ذلك زميلة لنا بعد إصابتها بكورونا فوجئت برفض والدتها ووالدها رجوعها المنزل خشية أن تنقل لهما العدوى وبعدما تم علاجها وقضت مدة العزل وتحولت نتيجتها لسلبية تحدثنا لأسرتها وفهمناهم طبيعة الموقف لتعود زميلتنا إلى منزلها مجددا".
وتردف "آية" قائلة "أجد نظرات ثاقبة وغريبة لى حينما استقل سيارة ميكروباص وأقول للسائق عايزة أنزل أمام مستشفى الحميات، الركاب ينظرون نظرات غريبة لى كأنني معدية أو فيا حاجة مش كويسة"، متابعة "لن أنسى حينما علمت بإصابة شقيقتي الكبيرة بالفيروس كان هذا من أصعب المواقف التي مرت علي خاصة وأنها أحد الأطقم الطبية".
ووجهت "آية"، رسالتها للمواطنين قائلة "حافظوا على أنفسكم والتزموا بالتعليمات وارتدوا الكمامة وعليكم بالتباعد الاجتماعي".
