أقدم راقصي فرقة رضا: الأجانب وقفوا يتفرجوا وقت تصوير عرض "الأقصر بلدنا"

كتب: سمر صالح

أقدم راقصي فرقة رضا: الأجانب وقفوا يتفرجوا وقت تصوير عرض "الأقصر بلدنا"

أقدم راقصي فرقة رضا: الأجانب وقفوا يتفرجوا وقت تصوير عرض "الأقصر بلدنا"

قبل أكثر من 60 عاما خطفت فرقة رضا الاستعراضية الأنظار إليها، تميزت بأداء فلكلوري خاص منحها الفرصة لتتربع على عرش الفرق المنافسة في ذلك الوقت، كأهم وأشهر الفرق الاستعراضية العربية، التي تخصصت في تقديم الفنون الشعبية بشكل منظم، تنقل فريقها من أمام أهرامات الجيزة إلى معابد مدينة الأقصر جنوب مصر، حتى خارج حدود الدولة حاملين على عاتقهم إحياء الفولكلور الشعبي عبر الموسيقى الشعبية وفنون الاستعراض والرقص.

علاقة صداقة وشراكة نجاح دامت أكثر من 60 عاما، بدأت بمعرفة من خلال عضويتهم بنادي القاهرة الرياضي، وسرعان ما تطورت لعلاقة صداقة قوية، حتى اشتعلت شرارة فكرة تأسيسي فرقة رقص استعراضي إلى ذهن الراحل محمود رضا وعرض الأمر على صديقه نبيل، "الفكرة جاتله بعد حضوره عرض فني في أشهر ملهى ليلي بالقاهرة وقتها بعد ما شاف عرض الفرقة الأرجنتينية "ألاريا" وشاء القدر اتصاب واحد من راقصي الفرقة ومدير الفرقة عرض على محمود يرقص مكانه فترة العرض من هنا كبر الحلم جواه"، يقول مبروك أقدم راقصي فرقة رضا في بداية حديثه لـ"الوطن".

الفرقة بدأت بـ6 شباب و6 بنات وأول عرض على مسرح الأزبكية كنا بناخد 15 جنيه في الشهر

استأجر محمود رضا فيلا بالزمالك وحولها إلى مكان لتدريب فرقته التي أسسها بـ6 شباب و6 فتيات من الراقصين ووبدأت الفرقة تدريبات لمدة 6 أشهر، وبحسب قول مبروك، في أغسطس 1952 كان أول عرض للفرقة مكون من 8 رقصات على مسرح الأزبكية الصيفي لمدة شهر كامل،" كنا بناخد 15 جنيه في الشهر"، ثم انتقلت العروض إلى مسرح متروبول بمنطقة العتبة، ثم انتقلت إلى مسرح المهندسين وهنا قرر الأخوين محمود وعلي رضا زيادة عدد أعضاء الفرقة لـ 12 شاب و12 فتاة وأصبح ذلك الجيل الثاني من الفرقة.

لمدة 17 عاما ظل مبروك الصديق المقرب لمحمود رضا، ومساعد له وأحد الراقصين الأساسيين بالفرقة كلاهما أثر في الآخر، على المستويين الشخصي والفني، وصفه بـ"صديق العمر اللي اتعلمت منه الإلتزام وحب العمل".

استعراضات فنية مختلفة قدمها الصديقان معا في الداخل والخارج وحصدا معا جوائز محلية وعالمية بعد أن ذاع صيت الفرقة في غضون سنوات قليلة بعد تأسيسها، لايزال بعضها محفورا في ذهن مبروك أشهرهم استعراض أغنية فيلم"غرام في الكرنك"، يروي ذكرياتها قائلا،"فكرة الرقص بالحنطور كانت فكرة محمود ووقت التصوير الأجانب كانوا بيسيبوا الجولات السياحية ويقفوا يصورونا ويتفرجوا علينا مستغربين اللي بنعمله ومبسوطين بيه".

مبروك: الأجانب وقفوا يصورونا وقت عرض الأقصر بلدنا

واعتبر مبروك العرض الاستعراضي الشهير في أغنية"الأقصر بلدنا" حقق دعما كبيرا للسياحة في الأقصر في تلك الفترة بعد النجاح الكبير الذي حققته الأغنية.

مواقف مختلفة تعلم منها مبروك الالتزام وحب العمل من صديقه الراحل محمود رضا، يتذكر أحدهم حين كانت تستعد الفرقة للسفر إلى أمريكا لتقديم عرض فني هناك،" كان عندي تدريب مع الأعضاء الجدد في الفرقة وبنحاول نقسم الرقصات على الأعضاء عشان مفيش واحد يرقص رقصتين ورا بعض وقعدت أخلص التقسيم في نص ساعة" وفي تلك الفترة دخل محمود رضا يتولى تدريب أفراد الفرقة،"لما رجعت أوضة التدريب لقيته بيدربهم وقالي متأخر عن شغلك ليه عندك خصم 3 أيام"،وهو ما يؤكد حرص الفنان الراحل على ضبط مواعيد العمل وتقسيمها بشكل جيد.

اللقاء الأخير الذي جمع نبيل مبروك، وصديقه الراحل محمود رضا كانت منذ 15 يوم فقط، اتصل الأخير بالأول يشكو له تعبه، سرعان ما استدعى مبروك الطبيب الخاص بالقنان الراحل محمود رضا وشخص حالته بأنها أمراض شيخوخة لا علاج لها حتى فوجئ بخبر وفاته ظهر الجمعة، "كنت متوقع ده لإن الدكتور قال مفيش علاج ورغم كده الخبر صدمني وحزنت على صديقي".

 


مواضيع متعلقة