صور.. مؤيدو أسقف سيدني المستبعد يخترقون صفحة الإيبارشية
أتباع الأنبا دانييل ينشرون مستندات كنسية سرية على "فيس بوك" لتبرأته
الأنبا دانييل
اخترق مؤيدون للأنبا دانييل أسقف سيدني للأقباط الأرثوذكس بأستراليا، صفحة الإيبارشية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وغيروا اسمها.
ونشر مؤيدو أسقف سيدني مستندات سرية خاصة بالأمور المالية ودستور الكنيسة، في محاولة لتبرئة دانييل من اتهامه بالفساد المالي وانتهاك قانون الكنسية.
والأنبا دانييل، مستبعد حاليا عن إيبارشية سيدني، بقرار من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ويتواجد حاليا في ديره الذي ترهبن به وهو دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، منذ نهاية العام الماضي، فيما يتولى إدارة الإيبارشية الأنبا تادرس، مطران بورسعيد، كنائب بابوي، الذي بدأ منذ العام الجاري في إعادة هيكلة الإيبارشية.
بعد أكثر من 7 أشهر من إعادته للقاهرة.. أتباع دانييل ينشرون مستندات كنسية سرية على مواقع التواصل
ومؤيدو الأسقف المستبعد، الذين استولوا على صفحة الإيبارشية بدأوا الآونة الأخيرة نشر مستندات رسمية للأوضاع داخل الإيبارشية لتفنيد ما قالوا إنها شائعات طالت الأنبا دانييل، منها، نشر التقرير المالي الخاص بأوضاع الإيبارشية والذي جرى إقراره في 12 مايو الماضي وأرسل للحكومة الأسترالية، ويظهر الاستثمارات الخاصة بالإيبارشية.
كما جرى عمل مقارنة بين الأوضاع المالية للإيبارشية بين عامي 2009 و2019، تظهر أن إجمالي الممتلكات والعقارات المتضمنة المدارس ارتفعت خلال عشر سنوات من 80 مليون دولار إلى 223 مليون دولار، مع ارتفاع ديون الإيبارشية من 23 مليون دولار إلى 70 مليون دولار، وارتفاع أرباح الإيبارشية من 2 مليون دولار في 2009 إلى 12.5 مليون دولار في 2019، وبلغ إجمالي السيولة النقدية في البنوك 35 مليون دولار في 2019 بدلا من 10.5 مليون دولار في 2009.
أيضا ارتفاع قيمة الأصول النهائية لـ180 مليون دولار عام 2019 مقارنة بـ64 مليون دولار في 2009، كما وصل عدد كنائس الإيبارشية لـ35 كنيسة يرعاهم 78 كاهنا في 2019.
وجرى نشر وثيقة للرد على ما أشيع عن امتلاك الأنبا دانييل صالة للألعاب الرياضية ومخزن لبيع المشروبات الكحولية، تظهر أن اللجان المالية والإدارية بالإيبارشية اشترت تلك المباني بغرض مساعدة المطرانية على تحسين دخلها لدعم جميع الأنشطة الرئيسية في الإيبارشية، وتم تأجير تلك المباني لأصحاب أعمال مختلفة، وأن الإيبارشية غير مسئولة عما يتم في تلك المباني.
ونشرت التعديلات التي أدخلت على دستور الإيبارشية في عهد البابا شنودة الثالث، ليتم نفي قيام الأسقف المستبعد بتغيير دستور الكنيسة لمصلحته الشخصية وأفكاره الخاصة.
بينما نفى أتباع الأسقف المستبعد، ما أثير حول تواجد الأنبا دانييل في مصر لحمايته من احتمال القبض عليه من الشرطة الأسترالية بسبب تورطه في قضية قتل قبطي لزوجته في سيدني العام الماضي، بسبب ضغط الكنيسة على السيدة للعودة لزوجها وتعريض حياتها للخطر، مشيرين إلى أن الأسقف ليس متورطا في قضية العنف الأسري المعروفة، مبرهين على ذلك بخطاب من محامي الأسقف الذي يتواصل مع الشرطة الأسترالية بأن الأنبا دانييل ليس قيد أي تحقيق ولكن هو مطلوب للأدلاء بأقواله في القضية فقط.
كما نفى أتباع الأنبا دانيال شائعة إصابته بمرض "انفصام الشخصية"، حيث روج البعض أنه كان محجوزا في مستشفى نفسي خاص لمدة أربعة أشهر في منتصف 2009، مشيرين إلى أن ما يتم تداوله حول هذا الشأن هو تقرير طبي مزور، مدللين على صحة حديثهم بتقرير طبي من المستشفى ذاته يكذب اسم مريض يدعى "الأنبا دانييل" بسجلاته، قائلين: "إن الأسقف لم يرغب في إظهار هذا التقرير من قبل لأنه لا يحب الدفاع عن نفسه وكما دائما يفعل، ولا يصدق أن يكون الأنبا دانييل في هذا الوقت مصاب ويعود للإيبارشية مرة أخرى في 2012 مع العلم أن هذا المرض لا يؤهله لممارسة الأسقفية، وأن في تلك الفترة التي قيل أن الأسقف محجوز فيها في المستشفى كان في مصر يتحرك بحرية شخصية ويحضر عظة البابا شنودة الثالث كل أربعاء، بالإضافة إلى حضوره تدشين كنائس وسيامات كهنة مع البابا، وكان دائم السفر في مؤتمرات مختلفة مع الأنبا بيشوي، مطران كفر الشيخ الراحل".
وحاولت "الوطن" الحصول على رد رسمي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن موقفها إزاء هذا اختراق صفحة الإيبارشية ونشر مستندات الكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن دون جدوى.
وخلال الأشهر الماضية، عمل الأنبا تادرس على إعادة هيكلة إيبارشية سيدني، حيث شكل لجنة للتعليم مكونة من "القمص أنطونيوس قلدس راعي كنيسة الملاك ميخائيل، والقديس الأنبا بيشوي، بمونت درويت، والقمص رافائيل أسكندر، راعي كنيسة مار جرجس بكينسنجتون، والقمص ميخائيل ميخائيل، راعي كاتدرائية العذراء، ومار مينا ببيكيسلي"، لمراجعة مناهج مدارس الأحد، والكلية الأكليريكية، والتأكد من أن جميع مناهجها مطابقة للإيمان والتعاليم الأرثوذكسية القويمة.
واعتمد حركة تنقلات لكهنة الإيبارشية، جرى تطبيقها اعتبارا من مارس الماضي، إذ تم نقل القساوسة دانييل فانوس، وسام فانوس، من كنيسة القديسين بطرس وبولس، بحي ولونجونج للخدمة الدائمة بكنيسة القديس لوقا في حي سيلفانيا، ونقل القس مويسيس عياد، من كنيسة القديسة العذراء والقديس مارمرمرقس باليابان، لخدمة كنيسة القديسين بطرس وبولس بحي ولونجونج، واختيار القمص يوحنا بسوروس، للإشراف على خدمة كنيسة القديسة العذراء والقديس مارمرقس باليابان، بالتعاون مع الكهنة المسؤولين عن خدمة الكنائس التابعة للإيبارشية في آسيا.
وعين تادرس وكيلا جديدا للإيبارشية، وبحث تغيير دستور الإيبارشية لدى المؤسسات الرسمية في أستراليا، وتعيين لجنة (قيمين) كأوصياء على ممتلكات وأموال الإيبارشية، وتعيين لجنة مالية انتقالية لإدارة شؤونها المالية لحين تعيين مدير مالي لها، مع وضع دير العذراء للراهبات بسيدني تحت رعاية وإشراف البابا تواضروس.
وكان البابا الراحل شنودة الثالث، استبعد في 2008، الأنبا دانييل، من إيبارشية سيدني وأعاده إلى دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، لارتكابه مخالفات مالية وإدارية.
وبعد وفاة البابا شنودة، وفي فترة القائم مقام الأنبا باخوميوس، وتحديدا في أغسطس 2012، جرى إعادة الأسقف للإيبارشية مرة أخرى، بعد تشكيل المجمع المقدس لجنة كنسية لبحث عودة الأسقف ضمت في عضويتها وقتها البابا تواضروس وقت أن كان أسقفا عاما بالبحيرة.
إلا أن المشاكل عادت من جديد للإيبارشية خلال السبع سنوات الماضية، وطاردت الاتهامات المالية والمخالفات الكنسية الأنبا دانييل، ما جعل البابا يشكل لجنة للتحقق من الأمر ضمت: "الأنبا دانيال أسقف المعادي سكرتير المجمع المقدس، الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، والأنبا يوسف أسقف جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية"، وذلك في الفترة من 27 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر، انتهت لرفع تقرير للبابا اتخذ بناء عليه قرار بعودة الأنبا دانييل، لدير الأنبا أنطونيوس، وتعيين الأنبا تادرس نائبا بابويا على إيبارشية سيدني، واستبعاد كل من: "القمص تادرس سمعان وكيل عام إيبارشية سيدني، والقمص رافائيل إسكندر وكيل ولاية نيو ساوث ويلز مسؤول الكنيسة في الولاية بأستراليا" من منصبيهما.
والأنبا دانييل، اسمه الحقيقي أديب ميخائيل أندراوس جرجس، وهو سوداني الأصل من مواليد عطبرة بالسودان في 7 مارس 1959م، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية عام 1982، ترهبن في 5 أغسطس 1984م، بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، باسم الراهب متاؤس الأنطوني، شغل منصب وكيل عام إيبارشية الخرطوم وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، وشغل منصب رئيس مجلس اللجنة المالية ولجنة التبرعات بمجلس الكنائس السودانية، ثم جرى تعيينه وكيلا عاما لإيبارشية إيرلندا وأسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها، وجرى رسامته أسقفا على سيدني في 23 يونيو 2002م.