غموض يكتنف تفاصيل تفجيرين وقعا خلال أقل من أسبوع في إيران

غموض يكتنف تفاصيل تفجيرين وقعا خلال أقل من أسبوع في إيران
لا يزال الغموض يكتنف تفاصيل تفجيرين، وقعا خلال أقل من أسبوع في موقعين عسكريين إيرانيين، على درجة عالية من الحساسية، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من التكهنات، بشأن ما إذا كان الحادثان عرضيين، أم نتيجة نوع من الهجمات السيبرانية، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
وعلى الرغم من أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين، قللوا من الأضرار الناجمة عن التفجيرين، فإن محللين غربيين في مجال الدفاع يضعون ما جرى في إطار الحرب السيبرانية الدائرة بين إيران وخصومها، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولم يستبعد القائد في الحرس الثوري الإيراني، غلام رضا جلالي، أن يكون الانفجار الهائل الذي هز شرقي طهران، في 26 يونيو الماضي كان بسبب "قرصنة إلكترونية"، وسط تكهنات بأن الحادث كان بمثابة "عملية تخريب".
وقال جلالي، رئيس ما تسمى "مؤسسة الدفاع السلبي": "في انفجار منشآت غاز بارشين، ذُكر أن الحادث نتج عن اختراق أنظمة الكمبيوتر في المركز، لكن حتى نصل إلى استنتاج حول أبعاد هذا الحادث، لا يمكننا التعليق".
وأظهرت صور التقطها القمر الاصطناعي الأوروبي "سنتينال 2"، أن الانفجار وقع في منطقة جبلية شرقي العاصمة، يعتقد محللون أنها تحتوي على شبكة أنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة ومواقع لإنتاج الصواريخ، وربما لها علاقة بنشاط إيران النووي.
وأكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أن الانفجار حدث في "موقع خوجير"، موضحا أنه "موقع لأنفاق عديدة يشتبه في أنها تستخدم في تخزين الأسلحة".
وحاولت السلطات الإيرانية التقليل من شأن الانفجار، وقالت إنه انفجار خزان غاز في منطقة صناعية، لكن هذا التستر أضاف المزيد من التكهنات بشأن احتمال أن يكون التفجير ناجم عن عمل تخريبي إلكتروني.
وجاء الانفجار الثاني، أمس الأول الخميس، في موقع قيد الإنشاء في مجمع نطنز النووي، ليزيد من الشكوك بأن الحرب السيبرانية بدأت تحل بالفعل مكان الحرب التقليدية في التصدي لبرنامج إيران النووي.
وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، إن سبب حريق منشأة نطنز النووية معروف، لكن لن يكشف حاليا "لدواع أمنية"، في مؤشر على القلق الذي تستشعره أعلى مستويات السلطة في إيران بشأن الحادثة.
وتعليقا على ذلك، قال المحقق في مجال التهديدات السيبرانية بمركز الدراسات الاستخبارات المتقدمة في نيويورك دانييل فراي: "إن هناك دافعا على الدوام لدى من يقوم بالهجمات الإلكترونية ألا يترك آثارا تدينه".
وأضاف فراي في تصريحات لموقع "ناشونال إنتريستس"، أن "استخدام الهجمات الإلكترونية كسلاح بات أمرا واردا هذه الأيام، لا سيما في ظل تصاعد النزاعات ذات المخاطر والتداعيات الجيوسياسية العالية".
وذكّر فراي، بالهجوم الإلكتروني باستخدام برنامج "ستوكس نت" الذي استهدف قبل سنوات عدة أنظمة المعلومات في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية.
وأوضح فراي، أن إيران وكوريا الشمالية الآن "في المرتبة الثانية بعد روسيا والصين" فيما يتعلق بقدرات الحرب السيبرانية، مضيفا أنه "من الواضح أن إيران تشكل الآن تهديدا للبنية التحتية الحيوية، وأن حكومة الولايات المتحدة نفسها تعترف بذلك".
وحذر المسؤولون الأمريكيون من أن الترسانة السيبرانية الإيرانية معقدة بشكل متزايد، وكشف مختصون في مركز الدراسات الاستخباراتية المتقدمة أن كيانًا إلكترونيًا إيرانيًا يُدعى "أخيل"، ربما يكون وراء الهجوم على حسابات تابعة للحكومة البريطانية وصناعة الدفاع الأسترالية.
وقال رئيس الأبحاث في مركز الاستخبارات المتقدمة في نيويورك، يليسي بوجوسلافسكي، إن "أخيل ليس نشطا فحسب، بل يعمل أيضًا على توسيع أنشطة القرصنة التي تستهدف البنية التحتية الوطنية الحرجة" بالتعاون مع مهاجمين يعرفون باسم "دفع الفدية" ناطقين باللغة الروسية.
وأضاف بوجو سلافسكي، أن "إيران لديها بعض الردع السيبراني ضد الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن ذلك قد يشكل خطرا على الولايات المتحدة وإسرائيل.