إدمان الألعاب الإلكترونية يفجر أزمة في المنازل.. "يعني لا خروج ولا لعب"

كتب: محمد سعيد الشماع

إدمان الألعاب الإلكترونية يفجر أزمة في المنازل.. "يعني لا خروج ولا لعب"

إدمان الألعاب الإلكترونية يفجر أزمة في المنازل.. "يعني لا خروج ولا لعب"

فجر إدمان الألعاب الإلكترونية أزمة كبيرة داخل البيوت بيبب قلق الأهالي من تحول أبنائهم إلى مدمنين لهذه الألعاب وخصوصا فى زمن انتشار كورونا، الأبناء يرون أنها المتنفس الوحيد لهم خلال عدم الخروج من المنزل، والأهالي يرفضون ذلك ويعتبرون أن قضاء أوقات طويلة أمام الالعاب الإلكترونية يسبب أضرارًا كثيرة على المستوى البدني والتواصل الأسري، لكن الطرفين اتفقا على أنها ظروف استثنائية ولا يجب الضغط على الأبناء أكثر من ذلك خلال الفترة الحالية.

"عمرو": "بابجي" لعبتي الوحيدة في زمن "كورونا"

عمرو طارق، 18 عامًا، طالب بالفرقة الأولى في كلية الفنون الجميلة، قال إن خروجه من المنزل أصبح نادرًا للغاية خلال الفترة الأخيرة، لذا يقضي أوقات فراغه خلال الفترة الحالية إما في تحضير الأبحاث تمهيدًا لتسليمها لكليته، أو نائمًا، أو قضاء غالبية الوقت أمام لعبة "بابجي"، وهي اللعبة المفضلة والوحيدة لديه، مضيفا: "قبل ظهور الفيروس لما كنت لسة بنزل الجامعة مكنش عندي وقت فاضي زي دلوقتي، كنت بلعب على الموبايل لمدة ساعتين في اليوم كله بليل كدة قبل ما أنام، لكن مع ظهور كورونا بقيت بلعب طول اليوم بالليل وبالنهار".

وتابع "عمرو":"أمي وجهت لى لوما شديدا بسبب جلوسى وحيدًا أمام الموبايل منشغلاً بالألعاب الإلكترونية على مدار اليوم، وكانت بتقولي تعالى أقعد معانا ومتقعدش لوحدك كتير كدة، وتسألني اذا كنت متضايق من حاجة أو كدة، ولما اتضح أن الموضوع مطول زهقوا من الكلام خالص واتعودوا على الوضع الجديد ده"، مشيرًا إلى أنه قبل ظهور كورونا كان يقضي أوقات فراغه في الخروج مع أصحابه وتناول الأكل مع بعضهم، أو ممارسة لعبة كرة القدم، أو الجلوس على المقاهي ولعب البلايستيشن سويًا.

وأكد أنه لا توجد وسائل للترفيه أو التسلية خلال الفترة الحالية في ظل تفشي الوباء في مختلف أنحاء العالم وليس مصر فقط، متابعًا: "أوقات كتير جدًا بزهق من بابجي، بس لما أقفلها مبلاقيش حاجة تانية أعملها، فبروح فاتحها تاني وأقعد ألعب"، وأوضح أنه يشاهد المسلسلات الأجنبية على الموبايل أو اللاب توب في بعض الأوقات، ولعبة "بابجي" أصبحت وسيلة جيدة للغاية في ظل الظروف الراهنة من أجل مساعدتنا في التواصل مع الآخرين ممن لن نستطيع مقابلتهم "بتكلم مع أصحابي وأقاربي وألعب معاهم في الوقت اللي مبعرفش أشوفهم أو أقابلهم عشان الكورونا، وممكن برضه ألعب مع اخواتي جيم ولا اتنين.

"مصطفى": "معنديش حاجة تانية أعملها وخايف من الفيروس"

أحمد مصطفى، 21 عامًا، طالب بالفرقة الثالثة فى كلية الأداب، انتهى من تسليم الأبحاث الخاصة به، وأصبح لديه وقت فراغ طويل لا يجد ما يفعله به سوى استخدام الألعاب الإلكترونية على الموبايل، موضحًا أنه يلعب "بابجي" بصفة أساسية يوميًا في الصباح والمساء، وبعض الألعاب البسيطة أمثال "الليدو"، و"بلياردو"، قائلا: "ما انا معنديش حاجة تانية أعملها، ومش بنزل خالص من البيت عشان خايف من الاصابة بالفيروس، وكمان الوضع صعب في كل الأماكن".

وأضاف "مصطفى" أن الألعاب الإلكترونية الجماعية خلال الفترة الحالية هي البديل الوحيد للتواصل مع الأصدقاء والأقارب في ظل الظروف الحالية، وتعتبر وسيلة التسلية والتواصل في نفس الوقت، متابعا: "بقيت بكلم أصحابي وقرايبي كل يوم، وبقت الألعاب رغم إن معظمنا زهق منها، إلا انها بتهون علينا القعدة في البيت اللي طولت أوي"، مشيرًا إلى أنه رغم عدم تقبل والديه هذا الوضع وجلوسه في غرفته طويلا أثناء اللعب، إلا أنهم متفهمين أنه أفضل كثيرًا من النزول إلى الشارع لأنه خطر فى زمن كورونا.

"هند": "ولادي قاعدين 24 ساعة على الموبايل.. وابنى بيدخل بيه الحمام عشان ما يخسرش الجيم"

الأهالي الذين يجدون صعوبة كبيرة في السيطرة على أبنائهم في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، ومنهم هند شاهين، 40 عامًا، مُدرسة فلسفة، ولديها طفلين في المرحلة الابتدائية وهما "عبدالله" في الصف السادس، ورموش في الصف الثاني، وقالت نبرة يأس: "الاتنين قاعدين 24 ساعة على الموبايل بيلعبوا عليه، وطبعا حاجة تزهق ومسؤلية كبيرة عليا كوالدتهم، والموضوع بقى مزعج جدًا، لأنهم مش بيسيبوا الموبايل غير لما بيناموا"، مشيرة إلى أنه في نفس الفترة من العام الماضي كانت الأسرة تذهب إلى النوادي الرياضية، أو تسافر إلى إحدى المدن الساحلية، أو زيارة الأقارب، لكن الجميع حاليًا مجبر على استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية لأنه ليس لديهم بديل.

ونصحت "هند" أبنائها بترك الموبايل وتقليل فترات استخدامه في الألعاب، لأنها ترى أنها ممكن أن تجعل سلوكه عنيفا مع الآخرين وتابعت: «بنتي الصغيرة بتلعب ألعاب مناسبة لسنها، لكن عبدالله بيلعب بابجي، وهو بياكل قاعد بيلعبها، وهو قاعد قدام التليفزيون بيلعبها، لدرجة انه ممكن يدخل بالموبايل الحمام عشان ميخسرش الدور أو حد يقتله"، مشيرة إلى أن الافراط في استخدام هذه الألعاب يضعف العلاقات الأسرية، لأن كل فرد داخل الأسرة يمسك موبايله، وتقلصت الأوقات التي يقضونها سويًا، مؤكدة أنها تحاول إبعادهم قدر الاستطاعة عنها، عن طريق مشاهدة فيلم أو مسلسل سويًا على شاشة التليفزيون، أو برامج على شبكة الانترنت بها الكثير من المعلومات العامة حتى يستفيدوا منها.

"سلوى": "بسيبهم براحتهم بسبب الملل ومتابعاهم باستمرار"

واتفقت معها فى الرأى سلوى صلاح، 48 عامًا، ربة منزل، وأم لثلاثة أبناء، بنت في الصف الثاني الثانوي، وأخرى في الثاني الإعدادي، والصغير في السادس الابتدائي، قائلة: «ولادي قاعدين يلعبوا طول الليل، ونايمين طول النهار، وأنا بصراحة بسيبهم براحتهم بسبب الملل اللي كلنا حاسين بيه، لأني مش بيسبهم يخرجوا من باب البيت في أي حتة، بس في نفس الوقت ببقى قاعدة متابعاهم بشكل مستمر في انهم بيلعبوا ايه ومع مين، وأسألهم بتكلموا مين، عشان احافظ عليهم، وبفضل سهرانة معاهم وهما بيلعبوا"، مشيرة إلى أنها لا تستطيع الضغط عليهم كثيرًا لأنها أجبرتهم على عدم النزول إلى الشارع تمامًا.

وأكدت "سلوى" أنها خلال فترة ما قبل ظهور فيروس كورونا، لم يكن أبنائها يقضون أوقات كثيرة في الألعاب الإلكترونية، ولم يكن يعرفوا "بابجي" نهائيًا، وكان استخدامهم للموبايل مقتصر على التحدث مع أصحابهم وزملائهم عن طريق الفيس بوك وواتساب، أو مشاهدة الفيديوهات على موقع يوتيوب، مضيفة: «دلوقتي بقى بيلعبوا طول الوقت بابجي، وكمان بيتفرجوا على فيديوهات للعبة عشان يعرفوا ايه الصح وايه الغلط في اللعبة وما يكرروهوش تاني، وقبل كدة كنت بقدر أمنع موضوع اللعب على الموبايل، لكن دلوقتي مش هعرف أعمل كدة، بس بحاول أهددهم ان باقة الانترنت قربت تخلص عشان يقللوا اللعب شوية»، موضحة أن الأهالي منزعجين من قضاء أبنائهم ساعات طويلة مع هذه الألعاب، لكن ليس في أيديهم ما يفعلوه في ظل منعهم من الخروج من المنازل خوفًا من الإصابة.


مواضيع متعلقة