ماذا قال وزير الخارجية في جلسة مجلس الأمن لحل أزمة سد النهضة؟

ماذا قال وزير الخارجية في جلسة مجلس الأمن لحل أزمة سد النهضة؟
ألقى السفير سامح شكري، وزير الخارجية المصري، كلمة مصر في مجلس الأمن، والتي انعقدت بدعوة من مصر لبحث ملف سد النهضة، فذكر أنه يتعين على الجميع من أجل تحقيق الرفاهية أن نتجاوز المصالح الضيقة إعلاء روابط التضامن بين المجتمع الدولي، من أجل الإنسانية، "نحن أسرة إنسانية واحدة رغم تعدد الثقافات والعقائد وتنوع الأمم والشعوب".
وأضاف "شكري"، أن المجتمع الدولي يُعد عائلة إنسانية واحدة ونحن دائما نتطلع إلى مصالحنا جميعا وندعو إلى التضامن داخل مجتمعنا الدولي، موضحًا أن القضية التي يتحدث عنها اليوم لها عواقب كثيرة على الشعب المصري، وتطلب جهود الجميع من أجل حلها مثلما تكاتفت الجهود الدولية من أجل مجابهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد19"، ويجب أن نحترم روح التعاون.
وأكد وزير الخارجية، خلال كلمته بجلسه مجلس الأمن الخاصة بمناقشة ملف سد النهضة، أنه يجب أن نعترف أنه ليس هناك أي دولة جزيرة بنفسها ومعزولة، لكن جزء من مجتمع وتربطنا صلات ومستقبلا واحد، "هذه القضية التي ظهرت وتخص طبعًا حياة أكثر من 100 مليون شخص، سد النهضة الاثيوبي وطبعًا هو برنامج عملاق وبنته أثيوبيا على نهر النيل يمكن أن يُعرض الأمن والغذاء في مصر والسودان للخطر".
وتابع: "مع إدراكنا أهمية هذا المشروع لأهداف تنمية الشعب الأثيوبي ولكن فأننا بكل تأكيد ندعم هذا الأمر ولكن من المهم أن ندرك أن هذا السد الذي هو أكبر منشآه مائية أفريقية يهدد أيضًا رفاهية وجود الملايين من المصريين والسودانيين".
وأوضح شكري، أن العملية الأحادية من أثيوبيا لبناء سد النهضة دون توقيع اي اتفاق يضمن حماية الدول التي يصب فيها النهر هذا يضر كثيرًا، ويزيد من التوترات والأزمات والنزاعات، والتي يمكن أن تزعزع أكثر من منطقة غير مستقرة، ومن المهم أن ينظر مجلس الأمن في هذه القضية، كونه الهيئة التي تفوضها المجتمع الدولي مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.
وأضاف أنه يجب أن يكون مجلس الأمن حذرًا في تعامله مع ملف سد النهضة حتى نمنع أن ينشأ نزاع، وأن يتم احتواء الأزمة التي من الممكن أن تُهدد السلام في منطقة هشة، " نثق بأنه اذا التزم مجلس الأمن بمسؤوليته فأن مجلس الأمن سيتحرك بحزم حتى يحقق هذا الأمر".
وتابع: "يجب على مجلس الأمن منع التحركات الاحادية التي يمكن أن تقود عالمنا الدولي ويلقى اعباء كبيرة على المجتمع الدولي كلاعبين مهمين، مصر جلبت هذه القضية إلى مجلس الأمن حتى نتجنب توترات أكثر وحتى لا تكون تحركات احادية تقود السلام والاستقرار وحتى نحمي حقوق دول المصب".
وأكد السفير سامح شكري، وزير الخارجية، أن سد النهضة الأثيوبي سيهدد حياة أكثر من 150 مليون مصري وسوداني، وربما قد يؤدي إلى تغذية النزاعات في المنطقة، "نحن قد تشجعنا بأن مجلس الأمن الآن يقود هذه الجلسة من المحادثات هذا يعكس التزام الدول الأعضاء حتى يقوم هذه الهيئة بعملها الذي كتب في ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف "شكري"، أن مصر لديها كثافة سكانية، ونعاني من فقر في المياه، كما أن الحقيقة الصعبة أن 70% من أراضي بلادنا لا يعيش فيها مواطنين، "نحن كمصريين كميتنا من المياه قليل جدا بالنسبة لعدد المواطنين، أثيوبيا طبعًا لديها العديد من الموارد المائية حيث تصب عليها الأمطار".
وأشار وزير الخارجية، إلى أن هناك مليارات المكعبة من المياه تهطل على أثيوبيا، وهم لا يعانون من شح في المياه، وهناك 11 دولة أخرى تتقاسم في مياه النيل، "كلها تقدم فرص كبيرة للتعاون الاقليمي، هذا يعني بأنه إذا هذا السد تم مليئه أحاديا في غياب اطراف يحمي دول المصب فأن هذا سيضغط علينا أكثر، ويعرض الخطر الملايين من السودانيين والمصريين".
وأوضح أن مصر دعمت الدول الأفريقية وخاصة التي يمر عبرها نهر النيل في جهودها لتحقيق الرفاهية، وهذا كان واضحًا في تعاون مصر مع كل الدول التي يمر عبرها النيل من خلال بناء السدود وكذلك في العديد من المشاريع الاستثمارية وحفر الآبار، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالمياه، "هذا يظهر بأننا لدينا مستقبل واحد".
وأكد أن هذا الأمر يظهر اقتناع مصر بالكامل بأـن النيل يصب في مصلحة الجميع، وليس في مصلحة دولة واحدة، " هذا الإرث المشترك وهناك ثقة بين شعوبنا، بدأنا مفاوضات بشأن النيل، والهدف خلال تلك المفاوضات للوصول إلى اتفاق يضمن أن تحقق أثيوبيا أهدافها التنموية".
وأردف وزير الخارجية، أن التفاوض كان بهدف أيضًا تقليل الأضرار السيئة السلبية على دول التي يصب فيها النهر، " نحن نريد أن نتوصل إلى اتفاق يقدم ويوفر التنمية ولكن لا يحد من الرفاهية للشعبين المصري والسوداني".