«معركة الكرامة»: المخابرات الليبية تعلن تأييد «حفتر»

كتب: عبدالعزيز الشرفى، ووكالات

«معركة الكرامة»: المخابرات الليبية تعلن تأييد «حفتر»

«معركة الكرامة»: المخابرات الليبية تعلن تأييد «حفتر»

تواصلت تداعيات الأزمة الليبية بعد إعلان اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر، قبل أيام، إطلاق عملية «كرامة ليبيا» للقضاء على الميليشيات المتطرفة واستعادة الأمن فى البلاد، وأعلن وزير الثقافة الليبى حبيب الأمين، أمس، دعم العملية العسكرية التى يقودها «حفتر»، وقال: «أنا أدعم هذه العملية ضد المجموعات الإرهابية، والمؤتمر الوطنى العام الذى يحمى الإرهابيين لم يعد يمثلنى»، ويعد «الأمين» هو أول وزير يفصح علنا عن تأييده لـ«حفتر»، بعد إعلان القوات الخاصة فى بنغازى وضباط سلاح الجو وقوات الشرطة والجيش انضمامهم إلى قوات «حفتر».[FirstQuote] وأعلن جهاز المخابرات الليبية فرع أجدابيا والواحات، انضمامه إلى قوات «حفتر» ضد عناصر الإرهابيين، وقال، فى بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية: «إن الجهاز مستعد تماماً لتقديم كل ما فى مجهودهم لإنجاح هذه العملية لحماية البلاد والعباد، من أجل الوطن وإرادة الشعب». وقال فوزى عبدالعال، وزير الداخلية السابق: «ندعم هذه العملية، لكن على محركيها أن يعطونا هدفاً محدداً»، فيما نفى وزير الداخلية الليبى صالح مازق، صحة ما تداولته المواقع الإخبارية الليبية بشأن تأييده لعملية «كرامة ليبيا» التى أطلقها «حفتر». وقال رئيس الوزراء الليبى السابق على زيدان إن الدعوة إلى حل البرلمان الليبى وتحديد موعد الانتخابات لم تعد مجرد ظاهرة لتأييد «حفتر»، وإنما ظاهرة الشعب الليبى بأكمله. وكشف «زيدان»، فى حوار مع إذاعة «دويتش فيله» الألمانية، عن أن المزيد من القوات المسلحة الليبية أعلنوا انضمامهم إلى «حفتر»، مؤكداً أن ما يقرب من 45 عضواً من أعضاء المؤتمر الوطنى وبعض أعضاء المجلس الانتقالى السابق، اجتمعوا من أجل إيجاد مخرج للبلاد، داعياً إلى الانخراط بقوة فى الانتخابات المقبلة. ودعا «حفتر»، مساء أمس الأول، إلى تشكيل مجلس رئاسى يشرف على مرحلة انتقالية جديدة فى ليبيا وعلى الانتخابات التشريعية التى أعلن عن تنظيمها فى يونيو المقبل لانتشال البلاد من الأزمة التى تعصف بها. وقال «حفتر»، فى بيان، «إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يطالب المجلس الأعلى للقضاء بتكليف مجلس أعلى لرئاسة الدولة يكون مدنياً ويكون من مهامه تكليف حكومة طوارئ تشرف على الانتخابات البرلمانية المقبلة»، وأضاف «حفتر»: «المجلس الرئاسى سيسلم السلطة للبرلمان المنتخب فى الانتخابات التى أعلنت عنها السلطات المؤقتة فى 25 يونيو، كمحاولة للخروج من الأزمة». وأكد «حفتر» أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يتولى سوى مسألة الأمن فقط خلال المرحلة الانتقالية وما يليها، وقال «إن الجيش اتخذ هذه القرارات بعد رفض المؤتمر الوطنى العام تعليق أعماله كما يطالب الشعب»، مؤكداً أنه سيعيد تنظيم صفوف قواته وأنه لا يسعى إلى الحكم نهائياً. من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة تأييدها إجراء الانتخابات التشريعية فى ليبيا خلال شهر يونيو المقبل، إلا أنها أكدت أنها تقف على مسافة كبيرة حيال العملية التى يقودها «حفتر»، وأكدت أنها لا تدعم ولا تؤيد التحركات الجارية على الأرض. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر بساكى: «نحن مستعدون للمساهمة فى الإعداد للانتخابات»، فيما أجرى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، محادثات هاتفية مع نظرائه المصرى نبيل فهمى والتركى أحمد داود أوغلو والفرنسى لوران فابيوس، لمناقشة الأوضاع المأساوية فى ليبيا، داعياً إلى تقديم اقتراحات حول ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولى لحل الأزمة. وقالت السفيرة الأمريكية فى طرابلس ديبرا جونز، خلال زيارة إلى «واشنطن»، إن إيجاد حل لوضع التفكك السياسى فى البلاد سيتطلب عملاً شاقاً، مؤكدة أنها تحاول التواصل مع كل الجهات التى لها تأثير فى المجتمع، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، مشددة على أن «واشنطن» لم تكن على علم مسبق بتحركات «حفتر» ضد الإسلاميين فى بنغازى. وخلافاً لموقف بلادها الرسمى، أكدت «جونز»: «لن أتقدم شخصيا وأندد بجهوده للقضاء على مجموعات تدرجها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية، مع أن واشنطن لا تؤيد العنف المستخدم لتحقيق تلك الغاية». وأضافت «جونز»: «لم يعلن حفتر أنه يسعى إلى الحكم، وكان إعلان موعد الانتخابات التشريعية هو أحد أهدافه. لقد أعلن أنه يريد أن يتنحى المؤتمر الوطنى العام لأنه فشل حتى الآن فى اتخاذ أى إجراء للرد على استياء العديد من الليبيين لتجاوزه المهلة المحددة له، وأنه لا توجد آلية لحمله على التنحى». فى سياق متصل، أكد «حفتر» خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «الحدث المصرى» على قناة «الحدث»، مساء أمس الأول، أن «الإخوان» شكلوا جماعات كبيرة جداً فى ليبيا من الإسلاميين المتطرفين ومنحوهم جوازات سفر ليبية، لافتا إلى أن مصر كثيراً ما شكت من هذا الوضع. وأضاف: «عندما انفجرت هذه القضية فى مصر، تفتحت عيون الليبيين وعرفوا حقيقة الإخوان»، مؤكداً أنه يتمنى لقاء المشير عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى وزير الدفاع السابق، باعتباره رجلاً عسكرياً ذا كفاءة عالية وسيقود مصر إلى الاستقرار. من جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن رفض رئيس الوزراء الليبى أحمد معيتيق مقترح اللواء المتقاعد خليفة حفتر بتشكيل حكومة طوارئ، يعقد الأزمة السياسية فى البلاد، لا سيما أنه يصعد المواجهة مع «حفتر». ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن «معيتيق» يأتى من «مصراتة» التى تعد موطناً للميليشيات القوية المتحالفة مع الإسلاميين فى البرلمان.