عمال مشروع تطوير مدينة نصر: "بالعرق نبني ونعمر"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

عمال مشروع تطوير مدينة نصر: "بالعرق نبني ونعمر"

عمال مشروع تطوير مدينة نصر: "بالعرق نبني ونعمر"

بالجهد والعرق تبنى الأوطان لا بالشعارات التي لا فائدة منها، هذا هو حال عمال مشروع تطوير مدينة نصر وحي مصر الجديدة الذين يواصلون العمل ليل نهار، في ظل ظروف قاسية وأجواء صعبة ووباء لا يفرق بين أحد، تلك ظروف لا يتحملها سوى ما كان قلبه عامرا بحب وطنه، جنيهات قليلة يحصل عليها هؤلاء الكادحين ولكنها تغنيهم عن أموال العالم، وكأنها بوركت لهم من الله نظير جهد وكفاح.

طريق طويل وممتد يبدأ من الحي السادس بمدينة نصر حيث شارع الطيران حتى مكرم عبيد، في الجزيرة الوسطى لهذا الطريق تنتشر معدات الحفر والاخشاب، وبعض العمال الذين يعملون في وضح النهار دون غطاء يحمي الرؤوس من أشعة الشمس القاسية التي جعلتهم بتصببون عرقا، مرتدين كمامات تجنبا للعدوى، اقتربنا منهم لنتعرف على أحوالهم، حول آلة حفر صغيرة وقف هؤلاء العمال أحدهم فوق الآله يضع عمود حديدي ويحركه تمهيدا لغرسه في الأرض، إلى جواره مساعدين له يقومون بتثبيت هذا العامود في الأرض، إلى جانب وضع خرطوم المياه الغليظ ذو اللون القاتم في الحفرة الصغيرة التي قام بحفرها العمال ووضعوا مادة كيميائية بداخلها مخلوطة بالماء تساعد على الحفر.

 سمير علي، ٣٦ سنة، حفار، أحد هؤلاء العاملين وقف ليستريح من عناء اليوم، بعد ساعات من العمل المتواصل وذلك من أجل أخذ "جسات" من التربة وإرسالها للمعمل المختص لتحليلها تمهيدا لإرسالها إلى شركة الإنشاءات كي يتم تحديد توع الاساسات المناسبة لنوعية التربة، يقول الثلاثيني لـ"الوطن"، إنه يعمل في مجال الحفر منذ ٧ سنوات: "شغال على حفار جسات اختبار، بناخد عينات من التربة علشان نحدد العمق، والماكينة دي حفر ميكانيكي بالبونت نايت، وده مادة بتسهل الحفر، بنحفر كل متر، ونعمل اختبار التربة ونبعتها للمعمل"، يوميا يستيقظ ابن محافظة البحيرة فجرا للصلاة ومن ثم التجهيز لليوم الجديد: "واخدين شقة إيجار في فيصل، بنصلي الفجر ونطلع ٦ الصبح، ونوصل الموقع على ٨، وبنخلص ٥ مساء، ولينا راحة ساعة في اليوم"، وعن الإجراءات الاحترازية التي يتخذها العامل للحفاظ على نفسه من الفيروس يقول: "بنشتغل بالكمامة، ودايما بنغسل ونطهر، والأكل كل واحد بيجيب وجبته معاه وهو جاي علشان ما ناكلش حاجة من بره، حتى المياه كل واحد له إزازة خاصة".

وعن شعوره بالعمل في هذا المشروع يقول "سمير" أنه يشعر بفخر كبير لأنه أحد أفراد منظومة التطوير: "شرف لينا المساهمة في المشاريع القومية اللي بتخدم الكل".

وأكد محمود ناجي ٣١ سنة من محافظة قنا، أنه يعمل مع مساعد صنايعي على ماكينة أخذ الجسات: "باخد تعليمات من الأسطى، ودوري أزود مواسير علشان الحفر وبقالي ٣ سنين شغال في المجال ده، وأكيد مبسوط بكل الانجازات اللي بشارك فيها"، ويقول عادل أدهم، من محافظة البحيرة ٢٤ سنة، مساعد حفار، أن دوره يقتصر على تشغيل طلمبة الماء والسحب، وذلك من خلال إنشاء حفرة بجوار ماكينة الحفر، وإنزال خرطوم مياه، يأخذ من الحفرة المياه إلى الماكينة ومن ثم عمود الحفر: "عمقها نص متر في ٧٠ سم عرض، فيها مياه وبونتنايت للمساعدة في الحفر"، ويضيف: "إنجازات لازم احكيها لأولادي"ز

بملابس الحفر التي غير لونها الزيت المتساقط جلس مصطفى خير، ٣٥ سنة، من محافظة أسوان، على ماكينة الحفر، لتغير أحد الأجزاء الميكانيكية بعد أن تلفت بفعل الرمال التي تصل إليها أثناء الحفر: "بغير الكاوتشة الموجودة في طلمبة الطفلة ودي وظيفتها بتساعد في الحفر وبترفع الرملة لفوق، لأنها بتدي ضغط هواء، ودي بتبوظ بسبب الرمل، فيها أربع مسامير بفكها وأخرج منها الكاوتشة واركب غيرها"، يشير فني الصيانة إلى أنه يحافظ على نفسه من العدوى من خلال اتباع إجراءات الوقاية التي حددتها وزارة الصحة، من خلال الحرص على ارتداء كمامة طوال فترة العمل.

فيما قال شنودة زكريا، ٣٢سنة، حفار في موقع التأسيس، إن دوره يقتصر على تجميع أجزاء ماكينات الحفر، وتركيب عمود حفر الخازوق: "المكن بيجي مطبق وأنا دوري أجمعه"، عن الصعوبات التي يواجهها العامل في تلك الفترة يقول أنه يخشى على زوجته من العدوى ما يدفعه إلى عزل نفسه عنها حتى لا ينقل لها العدوى: "لما رجعت بيتنا، عزلت نفسي ووديت مراتي لأهلها ١٤ يوما، لكن بشكل عام أكيد سعيد إني شغال في مشروع بيخدم البلد".

اقرأ أيضًا:

مصر الجديدة.. ماكينة التطوير لا تتوقف

مواطنون: متخيلناش جمال مصر الجديدة بعد التطوير.. رجعت زي زمان

مهندسو تطوير مدينة نصر: بنشتغل 24 ساعة وهنسلم الكباري في زمن قياسي

خبير صحة مهنية: عمال المواقع مثل الجنود في المعركة ولابد من حمايتهم

سكان المناطق المحيطة بمصر الجديدة: مكناش نحلم باللي بيحصل ده


مواضيع متعلقة