البابا يجمد "المستير" في التناول بسبب كورونا ويوجه رسالة للمعترضين

كتب: مصطفى رحومة:

البابا يجمد "المستير" في التناول بسبب كورونا ويوجه رسالة للمعترضين

البابا يجمد "المستير" في التناول بسبب كورونا ويوجه رسالة للمعترضين

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة على مدار الأجيال هي "أم" ترعى مصالح أبناءها ويهمها حياتهم الجسدية والروحية والنفسية، وأسرارها السبعة أساس إيمانها وتقواها عبر الزمن، وتاريخها شاهد على ذلك.

وفي افتتاحية مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة في عددها الأخير الذي تم نشره اليوم على الموقع الرسمي لها على شبكة الإنترنت، أضاف البابا، إن عدو الخير يقوم من وقت لآخر لكي يشكك في هذا الإيمان المستقيم بشائعات وهرطقات وأكاذيب وضلالات، ودائما الكنيسة من خلال آبائها وشعبها تقف حائط صد ضد أي انحراف إيماني أو عقيدي لأنها لا تعرف الإيمان فقط بل تعيشة وتحياه كل يوم.

وأوضح البابا، إن سر التناول "جسد ودم المسيح" بحسب الاعتقاد المسيحي، لا ينقلان أي عدوى لأنها سر حياة، أما إجراءات تقديم السر فقد تغيرت أشكالها عبر الزمان، وبقى الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو رغم اختلاف الوسائل والأساليب المستعملة لذلك.

وأشار البابا إلى طريقتين لتقديم "سر التناول" في الكنيسة، الأولى تقليدية عبر "المستير"، والثانية تستخدم بدونها في مناولة "المرضى والمسجونين"، وهي ليست بدعا ولا خروجا ولا انتقاضا على قدسية السر، لافتا إلى أنه في زمن تأسيس السر لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف من البشر ويصيب الملايين في معظم أقطار العالم، هذا زمن يحتاج وقاية وحرص بالغ.

وكانت قد أثير جدل حول تغيير طريقة "التناول" في الكنيسة بسبب إجراءات مواجهة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، ورفض البعض طرح البابا دراسة تغيير الطريقة التقليدية بشكل استثنائي.

وأردف البابا في افتتاحية "الكرازة": "هذا زمن توبة وليس زمن كلام ومقالات، هذا زمن ندم واستعداد وليس زمن عناد وقساوة، هذا زمن دموع وليس زمن استعراض ومناقشات، لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خشرها؟ ماذا يستفيد كل من يكتب وينشر على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ويهاجم الكنيسة وآبائها وتدبيرها ويثير سجسا وتعبا بين الناس، غالبا التوبة لم تعرف طريقها إليك، لك أقول: إحترس الموت على الأبواب، قد تؤخذ نفسك في هذه الليلة، أبديتك أهم من أي شيء".

وتابع البابا: "الكنيسة كأم تطبق قواعد المحبة خلال هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء بصورة عالمية وتستخدم الطريقة الاستثثنائية بدلا من المعتادة والتي سنرجع إليها بمجرد عودة الأحوال الطبيعية، هذا تجميد أو تأجيل للطريقة المعتادة وليس الغاء أو حذفا، وهذا هو صوت الحكمة، وإننا لا نعيش بمفردنا في هذا المجتمع، ويجب ألا نكون سببا في بلبلة أحد أو عثرة النفوس التي نحبها".

واختتم البابا: "أن الدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجا عن الإيمان إطلاقا، وها نحن نشهد بوفيات بالمئات وإصابات بالآلاف وانتشار شديد للعدوى، والوباء تعدى إمكانيات المستشفيات والأطباء والأجهزة".

ويأتي مقال البابا، فيما يترأس اليوم السبت، اجتماع اللجنة الدائمة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لاعتماد خطة الكنيسة النهائية لفتح الكنائس.

وقال القس بولس حليم، المتحدث باسمها لـ "الوطن"، إن اللجنة الدائمة للمجمع المقدس ستتخذ القرارات المناسبة لعودة الصلاة بالكنائس وفقا لقرارات مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، حيث سيتم البدء بفتح الكنائس في المحافظات الأقل تضررا بالوباء، وذلك بإعداد قليلة وبإجراءات احترازية مشددة، كمرحلة أولى.

وكانت الكنائس الأرثوذكسية، فتحت خلال الفترة الماضية، باب العضوية الكنسية، من أجل تسجيل كل الأقباط لترتيب عودة فتح الكنائس، عبر إقامة أكثر من قداس في اليوم، على أن يحضر كل قبطي قداس واحد شهريا بصفة مؤقته، بشرط الحفاظ على التباعد الاجتماعي خلالف الصلوات، وتوفير المطهرات، والالتزام بارتداء الكمامات، وتوفير كواشف للحرارة على ابواب الكنائس.

و"طقس التناول" وهو أحد أسرار الكنيسة السبع والتي ترمز إلى جسد ودم المسيح عبر خبز القربان والخمر، وتركز الجدل حول معلقة التناول المعروفة بـ"الماستير" وهي معلقة فضية يناول بها الكاهن في ختام القداس القبطي المتقدم لهذا الطقس في فمه.


مواضيع متعلقة