كرم جبر.. من رئاسة الهيئة إلى المجلس لضبط المشهد الإعلامي - "بروفايل"

كرم جبر.. من رئاسة الهيئة إلى المجلس لضبط المشهد الإعلامي - "بروفايل"
الوحيد الذي ترأس اثنتين من الهيئات الإعلامية الثلاث الوليدة بنص دستور 2014، هو الكاتب الصحفي كرم جبر، إذ ترأس الهيئة الوطنية للصحافة عام 2017، والتي تعد تجربة وليدة في تاريخ مصر خلفا للمجلس الأعلى للصحافة، إلا أن الهيئة معنية بالمؤسسات القومية، وأمس انتقل إلى خطوة أشمل في طريق ضبط المشهد الإعلامي عبر تعيينه رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلفا للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد.
وبالرجوع بالذاكرة خطوة للوراء، نجد أن "جبر"، وعد بعد توليه رئاسة الهيئة بالتصدي للمشكلات المزمنة التي تعاني منها المؤسسات الصحفية القومية، لاسيما الخسائر الفادحة والديون، معترفا بوجود أزمة ثقة بين الحكومة والصحافة القومية، بسبب عدم تنفيذ الصحافة القومية خطط الإصلاح منذ فترة، كما أن ديون المؤسسات الصحفية لن تنتهي بدون خطة استثمارية، موضحًا في الوقت ذاته أن دمج المؤسسات الصحفية القومية سيكون اختياريا من قبل مجالس إدارة المؤسسات والجمعيات العمومية، كما أن الدمج لن يحدث إلا بعد إتمام عملية إصلاح الهياكل التمويلية.
وبالانتقال إلى الحاضر، يتبين أن المهمة المتمثلة في رئاسة المجلس أكثر ضخامة وتأثيرا ورغم ذلك فقد استهلها كرم جبر بزيارة رئيس المجلس السابق في منزله، مؤكدا أن المجلس يستهل أعماله بعد تشكيله الجديد، بالاحتفال بالكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس السابق، "بشكل يليق بتاريخه ومكانته المرموقة في الصحافة والإعلام، واعترافاً بدوره الكبير في خدمة قضايا الحريات العامة والوقوف في ظهر الدولة المصرية، مدافعاً قوياً عن قضاياها وتحدياتها" بحسب تعبيره.
وقال "جبر"، في أول تصريح رسمي له عقب توليه منصبه إنه قام بزيارة لمكرم في منزله وقدم له الشكر على الدور العظيم في المجلس خلال الفترة التي تولى فيها رئاسته، وجهوده الكبيرة التي لم تتوقف لحظة واحدة، وطلب منه أن يكون مساندا بالمشورة والرأي والخبرة.
ومن جانبه، حرص مكرم، على تهنئة خليفته، مشيراً إلى أنه أدى دوره على الوجه الأكمل، وتمنى لرئيس المجلس والأعضاء الجدد التوفيق والسداد، وأكد أنه لن يبخل في أي وقت في تقديم خبرته، استكمالاً للمسيرة التي قادها بنجاح، بحسب بيان "جبر".
وبالعودة للمهام الجسام التي تنتظر رئيس المجلس الجديد نجدها تتركز في 7 محاور تتفرع منها مهام أكثر، أولها ضبط المشهد الإعلامي في ظل التحديات التي تواجهها الدولة في الداخل والخارج، ثم توفيق الأوضاع وتطبيق لائحة التراخيص التي أصدرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مؤخرا، والتي من المقرر أن تنتهي المهلة التي حددها المجلس بشأنها وتنتهي في 16 أغسطس المقبل، مرورا بضبط المشهد الإعلامي الرياضي في ظل استمرار أزمات التراشق بين الأندية ومسؤوليها والتي تصاعدت مؤخرا، وخاصة مع الحديث عن عودة بطولة الدوري ورفض عدد من الأندية للقرار.
وسيواجه "جبر"، أيضا تحديا في ضبط المشهد الإعلامي فيما يخص البرامج المؤجرة أو القنوات التي تبيع وتؤجر الهواء لغير المتخصصين الذين أساءوا لصورة الإعلام، ووضع حد للبرامج الطبية المؤجرة للهواء والتي أصبحت ساحة لغير المتخصصين، حيث شرع المجلس السابق في إعداد كود لتنظيمها، فضلا عن التنسيق مع نقابة الإعلاميين بشأن توفيق أوضاع المذيعين الذين يظهرون على الشاشات، وأيضا التنسيق مع وزارة الدولة للإعلام بشأن الملفات المشتركة بين الجهتين، وأخيرا حماية الحقوق الاقتصادية للصحفيين والإعلاميين في ظل تضرر المؤسسات اقتصاديا في أعقاب جائحة كورونا.
كرم جبر ابن محافظة أسيوط، والمولود في عام 1954، والذي عمل لأكثر من ثلاثين عامًا كصحفي بروز اليوسف، إلى أن وصل إلى رئاسة مجلس إدارتها.