زي النهاردة.. استشهاد النقيب مصطفى عثمان: سلام على أسد الصفا

زي النهاردة.. استشهاد النقيب مصطفى عثمان: سلام على أسد الصفا
- استشهاد ضابط
- وزارة الداخلية
- شهداء الشرطة
- شمال سيناء
- الأمن المركزي
- استشهاد ضابط
- وزارة الداخلية
- شهداء الشرطة
- شمال سيناء
- الأمن المركزي
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر من صباح يوم 21 يونيو 2019، تلقى النقيب مصطفى عثمان، اتصالا من أسرته لتهنئته بعيد ميلاده، متمنين له حياة هادئة وعمرا مديدا وأن يعود لهم ولزوجته وأصدقائه في مسقط رأسه بأسيوط، سالما.. المكالمة انتهت ولحقت بها عبارات تهنئة على موقع التواصل الاجتماعي، تتضمن نفس المضمون.. كانت هذه العبارات تشد من عزيمة المقاتل الذي يواجه مع زملائه ارهابا غاشمًا في سيناء، والذي اعتاد على ألا تفارقه الإبتسامة.
بعد مرور 4 أيام على التهاني والتبريكات بعيد الميلاد.. كان موعد نفاذ أقدار الله واستشهاد مصطفى أو كما لقبه زملاؤه بـ"أسد الصفا" أو "نسر أسيوط"، فقد لقى ربه مقبلًا غير مدبر، مدافعا عن أرضه وقواته، بعد هجوم مسلح لعناصر ارهابية انتحارية، على الكمين بجنوب غرب العريش، ومات بعدما كبدهم خسائر فادحة، مُقتصا لنفسه وللمجندين المرافقين له.
حكاية مصطفى عثمان، عرفها الناس هناك في شمال سيناء وتحديدا بأحد أكمنة قوات الشرطة جنوب غرب العريش بكمين الصفا، حيث كان يقود قوة أمنية ويباشر مهام عمله في التأمين، وفجأة داهم أحد العناصر التكفيرية الارتكاز ومعه عناصر إرهابية أخرى، مساء يوم 25 يونيو 2019، إلا أن الشهيد تصدى لهم وقتل عنصرين تكفيريين، وتمكن الانتحاري من تفجير حزامه الناسف ليلقى مصرعه، واستشهد "مصطفى" متأثرا بجراحه، وغادر الدنيا.. غادرها دون استئذان.
وُلد الشهيد مصطفى عثمان، عام 1993، وكان حلم حياته الالتحاق بكلية الشرطة، وتخرج منها عام 2015، والتحق بإدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي في قطاع سلامة عبدالرؤوف بالقاهرة، ثم نقل لقطاع الأمن المركزي في أسيوط، حيث كان يعمل قرابة 16 ساعة يوميا، وبدأت علاقته بسيناء في هذه الفترة حيث كان يتم ايفاده في مأموريات الى سيناء كل 3 أشهر والعودة مجددًا.
وعمل الشهيد مصطفى في الأمن المركزى بأسيوط وتخصص في مكافحة الإرهاب، وكانت طبيعة المأموريات هي التعامل مع عناصر تكفيرية في الجبال في أسيوط وقنا والوادي الجديد، والتصدي لهم.وانتقل الشهيد للعمل بشمال سيناء حتى يوم استشهاده، حيث كان معينا للخدمة في كمين الفواخرية بالعريش، بينما كان أحد الضباط من دفعة 2017 سيتوجه إلى كمين الصفا، ولعلم الشهيد بخطورة كمين الصفا، طلب استبدال الخدمة والتوجه إلى كمين الصفا حيث استشهد هناك، بعدما فجر انتحاري نفسه في الكمين.
ما سبق كان الجانب العملي والمهني في حياة الشهيد، لكن الجانب الإنساني كان زاخرا بالمواقف التي تنم عن حميد الخيال التي نشأ عليها وصفاء سريرته، حيث كان في مأمورية بالوادي الجديد فى الجبل وواجهوا عناصر ارهابية، وحصل على مكافأة قدرها 1000 جنيها، أعطاها لوالده وطلب منه التصدق بها للفقراء والمساكين.
وتزوج الشهيد عام 2017، بعد عامين من تخرجه، ورزق بأول مولود واسماه "محمد"، كما حملت زوجته قبل استشهاده، ووضعت ابنتهما "ماسة" بعد استشهاده بـ5 أشهر، لتشارك أخاها محمدًا الفخر بوالدهما البطل "نسر أسيوط". مر عام على استشهاد مصطفى، لم ينساه أحبته وأسرته، كما هو حال مصر التي لا تنسى من ضحى من أجلها وقدم روحه رخيصة في سبيل أمنها واستقرارها.