إنسانيتهم حب للوطن.. محمد نبيل دون سيرة 18 شهيدا في حكايات الولاد والأرض

كتب: عبدالله مجدي

إنسانيتهم حب للوطن.. محمد نبيل دون سيرة 18 شهيدا في حكايات الولاد والأرض

إنسانيتهم حب للوطن.. محمد نبيل دون سيرة 18 شهيدا في حكايات الولاد والأرض

"نعلم أن الرجال لا تموت، بل فقط ترحل، ونرث منهم الفخر والشرف".. كلمات حواها كتاب "حكايات الولاد والأرض"، الذي يوثق سير الشهداء والأبطال، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حماية الوطن، كان دافعا له للبحث عن أسر الشهداء ومعرفة تفاصيل حياة الأبطال، لتكون مرجعا للشباب والأجيال القادمة، للتعرف على وطنية هؤلاء البواسل. 

أسباب عديدة كانت دافعا للكاتب محمد نبيل، لتأليف كتابه "حكايات الولاد والأرض"، أبرزها انعدام الحكي في الأسرة المصرية، فلم تعد الجدة تقص لأحفادها تاريخ وتضحيات الأبطال، كذلك الأم لم تواظب على حكي بطولات من ضحوا بحياتهم في سبيل حماية مصر، خاصة في تلك الظروف التي تعاني منها من تهديدات خارجية عديدة.

"حكايات الولاد والأرض"..

يروي نبيل لـ"الوطن"، أن كل كلمة من اسم الكتاب لها دلالة، "الحكايات"، يقصد بها سيرة الأبطال الذين استشهدوا في سبيل حماية أرض مصر، "الولاد"، يقصد بها الشباب المصري الذين يجب أن يكونوا على علم بتلك البطولات، أما "الأرض"، فيقصد بها مصر الوطن، والتحديات التي تواجهها منها في سد النهضة، وليبيا، والبحر المتوسط.

لمدة 5 أشهر متواصلة ظل "نبيل"، يبحث عن أسر الشهداء ويتواصل معهم، بهدف كتابة سيرة بطولاتهم، ثم مرحلة الكتابة، التي استمرت أيضا لعدة أشهر، وتسليم الكتاب للهيئة العامة للكتاب بهدف طباعته، ليتستفد منه المصريين جميعا وخاصة الشباب، "وأبلغت المسؤولين عن بتنازلي عن المقابل المادي للكتاب، فهؤلاء الأبطال قدموا أعظم التضحيات ولا يمكن البحث عن المال بعد تضحياتهم".

"علموني كيف أحب مصر"، ذلك هو الانطباع الذي خرج منه المؤلف خلال عمله على الكتاب المكون من حكايات لـ18 شهيدا، وتحدث فيه أمهاتهم وزوجاتهم واشقائهم، وهم المحور الثاني للكتاب الذي يتناول البطلة في حياة الشهيد الأم أو الزوجة، والذين يعملون على إخراج أبطال جدد للوطن يؤمنون به ويسعون للدفاع عنه.

لم يتطرق الكتاب إلى النواحي العسكرية، ولكنه اهتم بالملامح الإنسانية والاجتماعية للشهيد، لرسم علاقاته مع والدته وزوجته واصدقائه وزملائه، حتي يتمكن القارئ من مشاهدة وجه آخر للجندى أو الضابط الشهيد، "وحرصت أن يكون أبطال الكتاب من محافظات مختلفة وأماكن متباعدة ليشمل الكتاب أكبر قدر ممكن من المناطق المختلفة".

حكايات عديدة سمعها "نبيل"، من أسر الشهداء أثرت فيه كثيرا، منها الشهيدين عمر السقا ومحمد غنيم فكل منهما كان يطلب من والدته أن تدعو له بالشهادة وهو يوعدها أنه عقب شهادته سوف يدعوا لها بالصبر،  "كذلك البطل محمد عبد الفتاح الذي كانت تستيقظ زوجته تجده يدعوا الله بعد صلاة الفجر أن يتقبله الله من الشهداء".

كذلك شهيد الداخلية البطل محمد أنور، الذي بعد أن خدمة 3 سنوات في سيناء تقدم بطلب استثنائي ان تستمر خدمته في سيناء "وكان يقوال لوالدته ربما لم يرضي عني الله في السنوات الماضية لأن أكون من الشهداء ويتقبلني في السنة الرابعة"، والشهيد محمد إدريس الذي لقبه التكفيريين بـ"نيرون"، لأنه كان يحرق أوكارهم ويقاتلهم بشجاعة".

سعادة كبيرة شعر بها "نبيل"، بعدما نال كتابة أكثر من 4 الآف عملية تحميل على منصة وزارة الثقافة في فترة وجيزة، والفترة القادمة ستشهد عملية طبع الكتاب وعرضه في الأسواق بسعر مناسب، "وطلبت وزيرة الثقافة أن يكون الكتاب مؤلف من 10 أجزاء، وبالفعل جرى تسليم جزئين آخرين يتم اعدادهم داخل الهيئة العامة للكتاب"، حسب حديثه.

إحساس بالفخر شعر به "نبيل"، بعدما استعرض الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لكتاب "حكايات الولاد والأرض"، وكان بمثابة دفعة كبيرة له لاستكمال سير الأبطال، "كذلك هو تكريم لكل الأدباء والمفكرين لأننا في معركة وعي وليس بارود فقط".


مواضيع متعلقة