الحكومة للمواطنين: عودوا إلى حياتكم بـ"وعي"

كتب: محمد مجدى

الحكومة للمواطنين: عودوا إلى حياتكم بـ"وعي"

الحكومة للمواطنين: عودوا إلى حياتكم بـ"وعي"

أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الفتح التدريجى لعدد من المنشآت، مع رفع حظر حركة سير المواطنين على الطرق العامة، اعتباراً من السبت المقبل.

وقال رئيس الوزراء، فى مؤتمر صحفى عقب ترؤسه اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد اليوم، إنه تقرر إعادة فتح المطاعم، والمقاهى، والنوادى الرياضية ومراكز الشباب مع السماح بوجود 25% من طاقتها الاستيعابية، بمعنى أن المنشأة لو تستوعب 100 فرد، يوجد بداخلها 25 فقط فى مرحلة عودة عملها، موضحاً أن الفتح سيكون تدريجياً، بحيث تزيد النسبة مثلما حدث مع الفنادق، حيث بدأت العمل بـ25% من طاقتها، ووصلنا لنسبة إشغال 50% بعدها.

وأضاف رئيس الوزراء أنه سيتم تقييم الوضع عقب تطبيق تلك الإجراءات على أرض الواقع، للسماح بعودة النشاط الاقتصادى للمنشآت، مضيفاً: «لو ربنا كرمنا والأمر مشى على أرض الواقع بصورة جيدة هيتم زيادة تلك الأعداد».

وأوضح «مدبولى» أنه سيتم المنع التام لشرب الشيشة فى المقاهى وغيرها باعتبارها أحد العوامل التى تؤدى لانتقال المرض من شخص لآخر مهما تم اتخاذ إجراءات وقائية. وأشار إلى أنه تم تحديد الساعة التاسعة مساءً كموعد لغلق كل المحال، على أن يتم غلق المطاعم والمقاهى فى العاشرة مساءً.

ولفت إلى أنه سيجرى استمرار غلق الأماكن التى تشهد تكدساً شديداً من قبل المواطنين لفترة أخرى لحين تقييم الوضع، مثل الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة، مضيفاً: «مهما حاولنا هيبقى فيه تكدس كبير جداً، لذلك سننتظر فترة زمنية». وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تعى أننا قادمون على فصل الصيف، وموسم المصايف، لكن سيتم متابعة التطورات، وقد يتم فتح هذه المنشآت فى مرحلة لاحقة، لنتيح للمواطنين الاستمتاع بالشواطئ العامة.

وسائل النقل الجماعى ستواصل العمل حتى منتصف الليل مع عودة استئنافها الساعة 4 صباح اليوم التالى

وعن وسائل النقل الجماعى، قال رئيس الوزراء إنها ستواصل العمل حتى منتصف الليل، على أن يعود استئناف فتح وسائل النقل الجماعى اعتباراً من 4 صباحاً، حتى يكون هناك فرصة لانتقال من يتوجه لعمله صباحاً.

عودة الصلوات اليومية فى دور العبادة عدا "الجمعة" وقداس الأحد

وعن دور العبادة، أعلن رئيس الوزراء أنه سيتم اعتباراً من السبت القادم فتح دور العبادة لأداء الشعائر اليومية مثل الصلوات، ولكن سيتم تعليق الصلوات الأسبوعية، مثل صلاة الجمعة للمسلمين، وصلوات الجمعة أو الأحد للأقباط، موضحاً أنه سيتم إعلان الإجراءات الاحترازية الخاصة بذلك من قبل وزارة الأوقاف والكنيسة، مثل غلق دورات المياه للحد من فرص انتقال العدوى، مع استمرار غلق دور المناسبات الملحقة بها حتى يتم تقييم الأمر على أرض الواقع.

رئيس الوزراء: المنشآت الخدمية كالنوادى والمطاعم والمقاهى ستعمل بـ25% من طاقتها فى المرحلة الأولى

وأوضح أنه سيتم السماح بفتح المنشآت الثقافية والسينمات والمسارح بـ25% من طاقتها الاستيعابية اعتباراً من السبت، مع وضع الإجراءات الاحترازية لتقييم الوضع، مضيفاً: «وممكن نزيد من نسب الإشغال تدريجياً لو تم التطبيق بصورة جيدة». وتابع رئيس الوزراء أن كل وزير مختص بنشاط معين سيعلن تفاصيل الإجراءات الاحترازية والخطط المتعلقة بالسماح بالعمل فى أحد تلك القطاعات.

وتضمنت القرارات، استمرار إجراءات تخفيض العمالة فى المصالح والهيئات الحكومية والإجراءات المستخدمة فى الفترة الماضية عقب تنفيذ الإجراءات الجديدة، مع إعطاء الصلاحيات لكل وزير ليحدد من ينزل للعمل، بحيث لو كان هناك احتياج لعودة كامل العمالة فى قطاع ما سيتم عودة جميع العمالة.

وعن قطاع الخدمات الذى يضم المطاعم والمقاهى والنوادى الرياضية، ويبلغ عدد العاملين به 3.5 مليون مواطن، قال رئيس الوزراء إن هناك معاناة تقع على عاتقهم، وسيجرى فتح تلك المنشآت، مع تطبيق الاشتراطات والمعايير اللازمة. وشدد على أن المنشآت الخاصة التى ستُفتح يجب أن ينفذ فيها الإجراءات الاحترازية بـ«الحرف»، وأى مخالفة ستعرض المنشأة لـ«الغلق الفورى».

العودة للإجراءات الاحترازية المشددة حال وجود ردة فى الإصابات.. والحكومة تجدد الرهان على وعى المواطن

وعلق رئيس الوزراء على مزاح المواطنين على مراهنة الحكومة على وعى المواطنين، مؤكداً أن الدولة ما زالت تراهن على وعى المواطنين، حيث إنه لو خاف كل فرد فينا على نفسه وعلم أنه معرض لخطر الإصابة بالمرض، وإمكانية نقله لأسرته، سيراعى الإجراءات الاحترازية، مضيفاً: «مهما خدنا قرارات لن ننجح إلا لو المواطن التزم بالإجراءات». وشدد على أنه حال مشاهدة الحكومة وجود ردة فى الإصابات وارتفاعها سيتم العودة للإجراءات الحازمة وشديدة الحزم.

وأكد «مدبولى» أن هناك تحديات فى القطاع الطبى والصحى يتم العمل عليها منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذى أسهم فى توفير خدمة جيدة وتحسين الأمور مثل المبادرات الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار وفيروس سى، موضحاً أن الدولة رفعت كفاءة المنظومة الصحية فى الفترة الماضية، وستواصل العمل أيضاً على رفع الكفاءة، مع تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة.

وقال رئيس الوزراء إننا نجحنا ونسبة معقولة جداً فى التعامل مع الأزمة، ولم نرَ بمصر مشكلات صعبة مثلما حدث ومرت بها دول متقدمة، والإصابات بفيروس كورونا تزايدت فى الفترة الماضية، والأعداد تزداد ولن نستطيع عمل شىء، لأنها طبيعة أى وباء أو جائحة، ولكن العمل هو إرجاء تفشى المرض بين أعداد كبيرة، حتى يظل المرض فى نطاق قدرتنا للتعامل معه، والقدرة على تقديم العلاج، موضحاً أن الأمور حتى الآن تحت السيطرة.

وأكمل «مدبولى» أن أعداد الإصابات زادت قبل العيد وأثناءه والأيام التى تلته بصورة كبيرة جداً، بسبب طبيعتنا مثل زيادة التزاحم والتكدس فى الأسواق والأماكن العامة فى تلك الفترة بسبب الظروف الاجتماعية، والمناسبات، ورمضان، والأعياد، وهو ما أدى لوجودنا فى منحنى تصاعدى لمواجهة الفيروس، ونسب الإصابة، والوفيات.

وعن المستشفيات التى تستقبل مصابى كورونا، قال: تم فتح أكثر من 360 مستشفى تابعاً لوزارة الصحة، وعشرات المستشفيات الجامعية، مع بدء عمل مستشفيات ميدانية لمواجهة الأزمة، ومازال هناك رصيد احتياطى فى مستشفيات القوات المسلحة والشرطة المدنية، مضيفاً: «حتى هذه اللحظة القدرة الاستيعابية لا تزال فى نطاق سيطرة وقدرات وزارتى الصحة والتعليم العالى».

ووصف رئيس الوزراء «القاهرة الكبرى» بـ«التحدى الكبير»، نظراً لاحتوائها على 50% من المصابين بالفيروس، و60% من الوفيات، مرجعاً ذلك لوجود قرابة 25% من تعداد سكان مصر فى تلك المحافظات، وهى القاهرة، والجيزة، والقليوبية، وكذلك يوجد إصابات كبيرة فى المنوفية، والشرقية، والفيوم، والإسكندرية، لكنها أقل حدة من «القاهرة الكبرى». وأكد ضرورة حرص أهالى تلك المحافظات بصورة أكبر للتقليل من انتشار الفيروس قدر الإمكان.

وشدد على أن هناك توجيهات للمحافظين بالمتابعة على أرض الواقع، واتصالاً بصفة يومية مع جميع المحافظات، خاصة الأكثر انتشاراً، للوقوف على المستجدات، وحجم التردد على المستشفيات، والمستلزمات، والأدوية، ونسب الوفيات. وأشار إلى وجود شكاوى قدمت من المواطنين أثناء إجازة العيد وما بعدها، لنتعامل مع تلك الأزمة بصورة فورية، فى ظل ظروف شديدة الاستثنائية.

وثمَّن رئيس الوزراء من جهد الأطقم الطبية الذى وصفه بـ«الهائل والاستثنائى ودور مقدر»، لكن هناك بعض المحافظات والأماكن التى شهدت تغيباً وعدم انتظام للأطقم الطبية، تعرضت لتفاقم فى الإصابات والوفيات، موضحاً أنه سيتم اتخاذ إجراءات إدارية ضد المتغيبين وغير المنتظمين.

ووجه رئيس الوزراء الشكر لغرفة مقدمى الرعاية الصحية على وجود تعاون كبير بينهم وبين الدولة فى مواجهة كورونا. وأكد «مدبولى» مجدداً توافر السلع والأدوية وقال إنه لا داعى لتخزينها على الإطلاق. وأشار إلى وجود توجيه لهيئة الدواء المصرية، والشركات المنتجة للأدوية بالعمل على مدار الـ24 ساعة، حيث تعمل 3 ورديات، والآن ما ينتج فى أسبوع يكفى الاستهلاك من 3 إلى 4 أشهر، لكنها قد تنفد خلال أيام بسبب التكالب والتخزين، مشدداً على أن المواد الخام موجودة، وخلال أسبوع ستختفى ظاهرة النقص، وستكون كل الأدوية والمستلزمات موجودة ومتاحة لدى الصيدليات.

ولفت إلى أنه عقد اجتماعات مع الشركات والقطاعات الاقتصادية حتى لا يحدث إغلاق أو تسريح للعمالة، مؤكداً تمسك الحكومة بالإجراءات الاحترازية لنظل مستمرين فى مواجهة الفيروس، مضيفاً: «كل همنا عجلة الاقتصاد تعود بقوة، مع الحفاظ على المواطنين»، وهناك قطاعات تأثرت بصورة كبيرة جداً، وهناك ملايين من الأسر أكل عيشها من تلك القطاعات، مثل السياحة والمطاعم، والخدمات التى تقدم بصورة يومية للمواطنين، ومن ثم نتجه للفتح التدريجى.

وعن إجراءات الوقاية من الفيروس، قال إنه يجب استمرار إجراءات التباعد الاجتماعى، وإنه رغم تباين آراء الخبراء والمنظمات على أهمية ارتداء الكمامات؛ فإننا نشدد عليها فى أماكن التجمعات ووجود الأفراد لأنها تقى بصورة كبيرة من الإصابة بالمرض، وأوضح أنه يتوافر حالياً ملايين الأعداد من «الكمامات»، وبدأنا بقوة إنتاج الكمامات القماش بدلاً من كمامات اليوم الواحد، لتكون فى متناول المواطن، وتستخدم لفترة زمنية أطول. وشدد على أن عدم الالتزام بارتداء الكمامات سيعرض المخالف والمنشأة للعقوبات والغرامات التى وضعتها الدولة، وأنه سيتم متابعة الأمور على أرض الواقع بصفة دورية، ومراجعة القرارات فى الفترة المقبلة.


مواضيع متعلقة