إلهام شاهين.. تؤسس «أحباب الإخوان» ثم تُشْرِف على الواعظات!!

حسين القاضى

حسين القاضى

كاتب صحفي

الحملات التى يتعرض لها الأزهر متعددة، منها: القول بأن مناهجه تُنشئ العقلية المتطرفة، وهو قول غير صحيح، وقد فرَّق العلماء بين مناهج الأزهر التى حفظت الدين من الغلو، وبين المقررات الدراسية الأزهرية التى تحتاج تجديداً وتطويراً، ومنها: القول بأن عقيدة الأزهر مضطربة أو منحرفة، وهو قول خوارج العصر من الوهابية والسلفيين الجدد، وقد تبنى هذا القول مشرف أروقة الأزهر!!.

لكن تظل هناك ثغرة خطيرة تسىء إلى الأزهر وشيخه الجليل من داخله، إنه اختراق وتسلل ممن يلبسون اليوم ثوب المدافعين عن الأزهر وشيخه، يتمثل فى الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات.

فالدكتورة هى مؤسسة جروب (أحباب الإخوان)، وكتبتْ عند تأسيسه تقول: (أنشأتُ هذه المجموعة وأرجو من جميع أصدقائى المشاركة فيها إذا كان يحب الإخوان بالفعل، سواء أكان من الإخوان أم لم يكن، ويخبرنا إذا كان يحب الإخوان ولماذا يحبهم؟)!!، ثم كتبتْ: (لكلٍ منا رأيه فى الإخوان، قد تنتمى وقد لا تنتمى إليهم، لكن هناك انتماءً قلبياً أو عقلياً أو فكرياً، ولذلك أريد أن تجمع المجموعة كل هؤلاء)!!

وانظروا إلى قولها حين سألها أحدهم: هل نحتاج للسلفيين والإخوان بعد أن استعاد الأزهر دوره؟ فأجابت: نحن نحتاج الجميع، لأن كلاً منهم يؤدى خدمةً جليلةً للإسلام والمسلمين، وأرى أن تفريغ المجتمع من هذه الجماعات بحجة أن الأزهر قام من سباته هو أمر غير حكيم، لأن الحكمة تقول: «لا تضع البيض كله فى سلة واحدة»!!.

تلك هى أفكار التى تتولى اليوم محاربة التنظيمات المتطرفة لدى الواعظات! أرأيتم كم وصل الاختراق بالأزهر؟! وإن دهشتنا -وحزننا أيضاً- ليس فقط فى أن تصدر هذه الأشياء من أستاذة جامعية، فعدد من أساتذة الجامعة يتبنون هذه الآراء، إنما المدهش حقيقة أنها تتولى تكوين عقول الواعظات، وتعلمهن محاربة التنظيمات المتطرفة!!، هذا على فرض أنها تقوم بذلك فعلاً، وهو فرض مستبعَد، ولذلك لا تجد لها سطراً فى مواجهة فكرة واحدة لحسن البنا أو سيد قطب، أو مواجهة صريحة لفكر الإخوان، وإنما تجد لها كلاماً مائعاً فضفاضاً عن محاربة الإسلام للتطرف والإرهاب والقتل!!

قد يقول قائل: وما المشكلة فى أنها قالت هذا ثم تغيَّر رأيُها؟

والواقع أن كثيرين أيدوا فكراً ظنوه صواباً ثم تراجعوا عنه، ولا يخفى أن الشيوخ المراغى والشعراوى والباقورى وغيرهم أيدوا الإخوان، ثم تراجعوا، فكان تراجعهم محموداً مشكوراً.

والرجوع عن الأفكار إما بالإقرار بالرجوع صراحة، وإما أن الشخص ينبذ ما كان يعتقده، وإن لم يصرح برجوعه، والحالتان غير منطبقتين على المذكورة، فلا هى أقرت برجوعها عما كانت تقوله، ولا هى حاربت تيارات التطرف التى دعّمتها، بل كل ما هنالك أنها رجعت إلى منشوراتها (بعد تعيينها فى منصبها بفترة طويلة)، وضغطت على زر فأعطاها خيارات: (حفظ المنشور - إيقاف الإشعارات - حذف - تعديل - نسخ)، فاختارت «حذف» وكفى، ثم زعمت أن صفحتها مسروقة!!.

وهى تعلم تماماً أنها غير مسروقة، وبدلاً من المصارحة والمكاشفة والاعتراف بأن الأمور لم تكن واضحة، وأنها كانت أيام فتنة تُحيِّر اللبيب، فإذا بها تنكر أن هذا كلامها، مع أن القارئ لو دقق فى كلامها هنا وكلامها اليوم لاكتشف بكل سهولة أن كله يخرج من مشكاة واحدة، وأن الكاتب واحد فى أسلوبه وطريقته، ولذلك أزعم أنها لا تستطيع اللجوء للقضاء، لأن القضاء يسهل عليه معرفة الحقيقة (ملحوظة: على صفحتى أنشر لقطات من كلامها).

عموماً.. أحسب أن هذا المقال مدخل فقط، وأن السؤال المحورى هو: كيف لجماعة الإخوان أن تنفذ لهدم الأزهر من خلال الدكتورة إلهام؟ هذا السؤال أجيب عنه فى المقال القادم إن شاء الله.