ماتت والدته وعمره عام.. وضحى من أجل والده.. حكايات من حياة الطبيب محمد حشاد شهيد كورونا

كتب: حسن صالح

ماتت والدته وعمره عام.. وضحى من أجل والده.. حكايات من حياة الطبيب محمد حشاد شهيد كورونا

ماتت والدته وعمره عام.. وضحى من أجل والده.. حكايات من حياة الطبيب محمد حشاد شهيد كورونا

روى عبد النبي حشاد، موظف بالتموين، والد الطبيب الشاب محمد حشاد، أول شهداء كورونا من الجيش الأبيض بمستشفى ناصر العام صاحب الـ35 عاما الذي لقي ربه شهيدا متأثرا بإصابته بالفيروس، التفاصيل الكاملة لإصابة ووفاة نجله بالفيروس.

وقال إن والدة الطبيب توفيت وعمره عاما أثناء ولادتها لشقيقه الأصغر فكانت المفارقة أن يموت الام والابن شهداء ونحتسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله، موضحا أنه أصيب بالفيروس ودخل مستشفى قها للعزل يوم 31 من مايو الماضي وابنه الطبيب حشاد هو من كان يخدمه منذ إصابته بالمرض داخل المنزل وهو من نقله للمستشفى أيضا قائلا "ضحي بنفسه من أجلي".

وأضاف الأب المكلوم أنه مكث بمستشفى قها 11 يوما وبعدها خرج ومنذ أن ودعه نجله في بداية دخوله المستشفى لم يره وكان يهاتفه يوميا حتى قبل الوفاة بأيام كان هاتفه مغلق وهو لم يكن يعلم بأمر إصابة نجله بكورونا فطلب من شقيقه الاطمئنان عليه فاوضح له أنه مصابا بكورونا، ويخضع للعلاج فظللت أدعو له.

وعن خبر وفاته، أنه لم يودع نجله ولكن  سمع شقيقه أثناء تلقيه مكالمة فجرا من أصدقاء الطبيب يخبره بوفاته مشيرا إلى أنه ردد بعدها "سبحان الحي الذي ل ايموت ونشهد أن لا إله إلا الالله وأن محمد رسول الله" محتسبه عند الله شهيدا مختتما انه يتمني من الله الصبر والثبات ويعوضه الله في أحفاده خيرا.

جاء ذلك فيما انتابت حالة من الحزن الفريق الطبي بمستشفى ناصر العام عقب سماعهم خبر استشهاد نجلهم طبيب الأطفال محمد حشاد متأثرا بإصابته بكورونا لأنه لم يكن طبيب فقط، ولكنه فاعل خير يتبرع من زملائه لتوفير احتياجات المرضى من الأطفال وذويهم يعمل نجارا وسباكا وكل ما تقتضيه الحالة داخل المستشفى يصلح صنابير المياه، وكشافات الإضاءة وأي شيء تقع عينيه عليه إنه الشهيد الدكتور محمد حشاد رئيس قسم المبتسرين بمستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة والذي توفي اليوم متأثرا باصابته بفيروس كورونا.

وأشار محمود عوض مدير العلاقات العامة بناصر العام وصديق الطبيب إلى أنه كان محبا للخير ينشره أينما حل ويتبرع بوقته وماله وصحته في خدمة المرضى والمستشفى ولذلك فإن المستشفى بالكامل من مرضى وعاملين في حالة نفسية سيئة منذ سماع خبر وفاته.

وأكمل عوض أن الطبيب  ترأس حملة خير وتبرع مع زملائه من الطاقم الطبي ووفر كراسي لجلوس مرافقي المرضى ومراوح وألبان للأطفال وفوتو للحضانات و"كروكس" للمرافقين وقت الزيارة، مشيرا إلى أنه كان يعمل سباكا أو كهربائيا أو نجارا حسب ما تقضيه حالة المستشفى وإذا وجد لمبة لا تعمل يقوم بإصلاحها بنفسه.

وأشارت أسماء محمود، مشرفة قسم التمريض بالمستشفي ان اخر ما طلبه منها الدكتور حشاد قبل وفاته ان توصل تلك الرسالة زملائه وهي بالنص "ادعولي ياجماعة.. أنا مش خايف من حاجة غير من إن حد منكم كتمريض أو دكاترة أو من أهلي وأصحابي يكون زعلان مني في حاجة.. واللي زعلان مني يسامحني.. أكتر حاجة مزعلاني إني مش عارف أتوضا وأصلي".


مواضيع متعلقة