إندبندنت: أردوغان يسعى لإغراق جيش بلاده في حروب خارجية من أجل الحكم

إندبندنت: أردوغان يسعى لإغراق جيش بلاده في حروب خارجية من أجل الحكم
كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قواته العسكرية إلى العراق، لمنع جنرالات الجيش من محاولة الإطاحة به.
وتحت عنوان "أردوغان يرسل الجيش التركي إلى العراق لمنع جنرالاته من محاولة الإطاحة به"، للكاتب الصحفي أحمد أبو دوح، ذكرت الصحيفة أنّ الانقلاب العسكري الفاشل في يوليو 2016 أعاد إلى أردوغان هواجسه وخوفه من أن يطرده الجيش من السلطة وفقا لموقع "تركيا الآن".
وأضافت أنّ حملات التطهير الهائل في صفوف الجيش بعد محاولة الانقلاب كانت تهدف لإعادة تمركز الجيش في الحياة السياسية، وذلك كان يمثل تهديدًا للرئاسة، وجرى تمشيطه بالفعل من جميع أتباع الداعية فتح الله جولن، مؤكدة أن الهدف الرئيس للرئيس التركي هو إعادة تشكيل الجيش التركي وفق مصالح أردوغان.
في السنوات الأخيرة، سمح الرئيس التركي لحلفاء حزب العدالة والتنمية الإسلاميين بتشديد قبضتهم على المناصب العسكرية الحرجة. ولم يكن التطهير عملية تهميش الضباط ذوي الميول السياسية المختلفة فحسب، بل كان محاولة أسلمة الجيش أيضًا.
وساعدت حدة هذا الخوف المتبادل العسكري - المدني على تشكيل التوسع التركي في الخارج، وهذا واضح في الحرب الأهلية الليبية المستمرة، إذ أدى الدعم العسكري التركي لحكومة طرابلس ضد الجنرال خليفة حفتر إلى تغيير ميزان الحرب.
في وقت مبكر من الأربعاء، أطلقت أنقرة عملية برية "المخلب - النمر" ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، التي ينظر إليها الكثيرون على أنها غزو للدولة المجاورة لتركيا.
وهذا هو ثالث توغل عسكري كبير لأردوغان خارج تركيا ضد الأكراد منذ عام 2016، بعد شهر واحد فقط من الانقلاب الفاشل، أمر أردوغان قواته بعبور الحدود السورية كجزء من عملية درع الفرات، لدفع مقاتلي داعش للخروج من المدن الكردية والاستيلاء عليها، وفي عام 2018 أمر بعملية معروفة إعلاميا بـ"غصن الزيتون".
وإضافة إلى ذلك، أرسل أردوغان مستشارين عسكريين ومرتزقة إلى ليبيا، وأنشأ قواعد عسكرية في أفغانستان وقطر والصومال، ولا يزال يتنافس على مواقع عسكرية في السودان وتونس، يشرف الرئيس بشكل فعال على أكبر موقف عسكري تركي في الخارج منذ العصر العثماني.
وأضاف المقال أنّ رؤية أردوغان هي إحياء الإمبراطورية العثمانية في جميع أنحاء المنطقة، وأنّه يغرق الجيش عمدًا في صراعات معقدة في الخارج.
ويعتقد الرئيس التركي أنّ لديه فرصة نادرة لإنهاء التهديد العسكري ضده مرة واحدة وإلى الأبد، كأحد تكتيكاته لتحقيق هذا الهدف هو إبقاء الجيش مشغولا بعمليات متكررة، وتحالفات دائمة مع الميليشيات في سوريا وليبيا، واستمرار الأزمة الناجمة عن سلوك الجيش المتهور بشأن التنقيب عن الغاز القبرصي في البحر الأبيض المتوسط. إن استنفاد الجيش يعني هدم أي مساحة سياسية قد يرغب الجنرالات في الحفاظ عليها.
كما أنّ الهدف الاستراتيجي لأردوغان هو تغيير تركيا والشرق الأوسط، قد يستغرق تحقيق هذا الهدف بعض الوقت، لكن الخطر الذي تواجهه تركيا هو رؤية الجيش يعاد بناؤه على شاكلة أردوغان – ونتيجة لذلك أصبح أداة استبدادية ومتطرفة.