خبراء يطرحون بدائل مواجهة التعنت الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة

خبراء يطرحون بدائل مواجهة التعنت الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة
- سد النهضة
- مصر وإثيوبيا والسودان
- اتفاقية إعلان المبادئ
- مجلس الأمن
- اتفاق واشنطن
- سد النهضة
- مصر وإثيوبيا والسودان
- اتفاقية إعلان المبادئ
- مجلس الأمن
- اتفاق واشنطن
أكد خبراء وقانونيون أن إثيوبيا تواصل سياسة المراوغة فى مفاوضات سد النهضة، وأن مصر لديها العديد من الخيارات لمعالجة تلك الأزمة، إذا أصرت إثيوبيا على البدء فى ملء السد دون التوصل لاتفاق مكتوب بين الدول الثلاث.
"بدر الدين": مجلس الأمن والوسيط الأمريكى أحد الحلول
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المفاوضات طال أمدها، ويعتمد الطرف الإثيوبى على سياسة المراوغة وإضاعة الوقت، إلى أن وصلت إلى ما يشبه الطريق المسدود، رغم أن مصر أبدت حسن النية، وقبلت بعدة توافقات منها اتفاق واشنطن، لكن إثيوبيا تفرض رأياً أحادياً، ولا تلتزم بما قالته من قبل، ونحن نقترب من موعد بدء الملء، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مصرية أمريكية، واتصالات مصرية أفريقية تجرى حالياً فى قضية سد النهضة لتقريب وجهات النظر، بالتوازى مع المفاوضات السودانية المصرية الإثيوبية، وربما يتم التوصل إلى حل مبدئى خاص بمرحلة بدء الملء، موضحاً أنه حال عدم التوافق والوصول إلى وجهة نظر متقاربة وتوقيع اتفاق أولى، فإن مصر أمامها حالياً مسارات محدودة، أهمها تدويل القضية فى مجلس الأمن، والدعوة لجلسة عاجلة لمناقشة القضية، وتشكيل لجنة خاصة للبحث، مشيراً إلى أن المسارات البديلة، هى مخاطبة مجلس الأمن، وأمريكا، والبنك الدولى، والمؤسسات المانحة، لتتخذ إجراءات مناسبة تجاه الجانب الإثيوبى.
وأضاف «بدر الدين» لـ«الوطن» أن الاجتماعات مستمرة بين الدول الثلاث، ويصدر بيان دورى، لكن المفاوضات استغرقت وقتاً طويلاً ولم تسفر عن جديد خلال الأيام الماضية، ولننتظر الجولة النهائية من المفاوضات الجارية أمس، التى لم تنته حتى مثول الجريدة للطبع، فقد طلبت مصر وضع جدول زمنى محدد، فى إطار المبادئ الحاكمة للاتفاق، لكن ما زال هناك تعنت إثيوبى، حيث إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الجانب الإثيوبى يريد العودة للتفاوض، مشيراً إلى أنه إذا اتجه الجانب الإثيوبى للملء، وفرض نظرية الأمر الواقع، فستتوقف هذه المفاوضات.
وأشار إلى أن المسار الثانى فى نظره، هو حشد الجهود الدولية بالاعتماد على الجانب الأمريكى، حيث سيفيد ذلك فى مجلس الأمن، الذى سيعمل على مخاطبة المنظمات الدولية المانحة التى تعمل فى ملف السد، لتوقف دعمها للسد، ولإثيوبيا بصورة كاملة، متابعاً:«نحن أمام مرحلة جديدة عمرها أقل من أسبوعين، حيث يتبقى أسبوعان على الملء، والبيان الرسمى الصادر عن مفاوضات الدول الثلاث حالياً غير مبشر». وتابع أن الإثيوبيين يعودون إلى أحاديث قديمة، ويكررون نفس الكلام، بقصد كسب الوقت حتى الوصول للملء نفسه، مشيراً إلى أن القاهرة لن تقبل باستئناف المفاوضات بعد بدء الملء.
"سلامة": غياب "حُسن النية" الإثيوبى وراء تأزُّم المشاورات
وقال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى، بالأكاديمية العسكرية، إن الممارسات الدولية فى شأن تسوية النزاعات الدولية لا تحظر لجوء أطراف النزاع إلى وسائل بديلة متوازية فى ذات الوقت، ومزاعم إثيوبيا بأن مصر ما كان لها أن تلجأ إلى مجلس الأمن، وذلك تجاوز للبند العاشر من اتفاقية إعلان المبادئ لسد النهضة عام 2015، هى مماطلة إثيوبية، تعودنا عليها منذ عام 2011.
وأضاف «سلامة» لـ«الوطن» أن المفاوضات المباشرة بين أطراف أى نزاع دولى، تعد الوسيلة الأمثل والأصح والأكمل، والأكثر مرونة، بل والأسرع فى تسوية النزاعات الدولية، ولكن بشرط أن يتوافر حسن النية لدى الفرقاء، وبالنظر إلى تأزم المشاورات الفنية الحالية، بين الفرقاء الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان، ومع الوضع فى الاعتبار، وبالنظر لاشتراك المراقبين الدوليين الممثلين للدول والمنظمات الدولية فى هذه المشاورات الفنية، فإنه من الضرورى أن يقوم هؤلاء المراقبون بموافاة دولهم، ومنظماتهم الدولية التى يمثلونها أولاً بأول عن تطورات مجريات المشاورات، ويبدون ملاحظاتهم بكل حيدة واستقلالية وشفافية، ولكن تظل الصخرة الإثيوبية، هى العقبة الكؤود، التى تتحطم عليها كل الجهود الدولية لحلحلة هذا التأزم فى المشاورات.