"السيدة عائشة" من مقابر إلى كوبري.. الاتنين بيشيلوا "أموات"

كتب: شيماء جلهوم

"السيدة عائشة" من مقابر إلى كوبري.. الاتنين بيشيلوا "أموات"

"السيدة عائشة" من مقابر إلى كوبري.. الاتنين بيشيلوا "أموات"

قالوا إن لعنة الأموات تطارده، ورفات الجثث التي نقلوها من ترابها تركت آثارها على كوبري السيدة عائشة، فأصبح الموت يطارد العابرين عليه يوميًا، قد تنجيهم منه دعوة يرددها راكب سيارة قبل صعود الكوبري، أو قراءة الفاتحة على الراقدين أسفل الكوبري التي أصبحت الوصفة السحرية للمرور من كوبري "الأموات"، السيدة عائشة "سابقًا". ما يزيد عن 500 حادث مروري على مدار 32 عامًا، عمر كوبري السيدة عائشة، الذي كان الغرض من إنشائه تحقيق سيولة مرورية على طريق صلاح سالم، أهم الطرق السريعة في ذلك الوقت، البعض أرجع تكرار الحوادث لعوامل تتعلق بالبناء الهندسي للكوبري، أو طاقته الاستيعابية أو تجديده وصيانته، لكن كان للسيدة "أم علاء" الصوفية، التي تزور مقابر الأولياء في المنطقة رأي آخر: "ده عدل ربنا وغضب الأولياء اللي ردموا على قبورهم عشان يبنوا الكوبري ده"، "أم علاء" تواظب على زيارة من رحلوا قسرًا عن المكان، لكن عظامهم ما زالت موجودة وصورهم لا تفارق منامها "الرسول وأهل البيت، الشيطان ما يجيش في صورهم واللي بيجي عليهم مش هيشوف يوم حلو". ما تعتبره الحاجة "أم علاء" حقيقيًا ومؤكدًا، يراه خالد مصطفى، المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرة، "خزعبلات"، مؤكدًا أن حوادث كوبري السيدة عائشة، إن تكررت، مثلها مثل أي حادث في أي مكان مزدحم، مضيفًا: "مصر من أكبر الدول في حوادث الطرق مش معقول الحوادث دي كلها عشان عفاريت المقابر مستقصدين الحكومة". مصطفى يؤكد أن هناك مشروعات لتوسعة وتطوير كوبري السيدة عائشة يتم إعدادها، قائلاً: "المشكلة في المنطقة دي أنها كانت بعيدة عن الكردون السكني قديمًا لكن دلوقتي بقت في قلب المدينة وقلب الازدحام، ونقلها سيتم بمنتهى الحذر حتى لا تتكرر مأساة البناء عليها مرة أخرى".