دينا أبوالمجد تكتب: ولكم فى أيمن مختار أُسوة

دينا أبوالمجد تكتب: ولكم فى أيمن مختار أُسوة
- دينا أبوالمجد
- أيمن مختار
- محافظ الدقهلية
- فيروس كورونا
- كورونا
- دينا أبوالمجد
- أيمن مختار
- محافظ الدقهلية
- فيروس كورونا
- كورونا
أستهل مقالى بأن أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسر من فُقدوا بمرض «كورونا»، داعية المولى عز وجل أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يعينهم على تحمل مصابهم العظيم، وأتضرع إلى الله أن يجنب مصر وأهلها شر البلاء.
فـ«كورونا» فى ظاهره مرض يصيب الإنسان، لكن فى حقيقته ابتلاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فبمجرد أن يُبتلى به المرء تُكشف عنه الحجب، ويرى الحقائق مجردة، وحينئذ يدرك المرء أنه ابتُلى ابتلاءً عظيماً؛ ابتُلى أن يتحمل آلام مرض عجز العلم عن إيجاد علاج له، ابتُلى أن يعيش مع أوجاع فراق الأهل منعزلاً عن العالم.
إن مريض «كورونا» يدخل فى صراع مع المرض وتبعاته من آلام تفوق احتمال أى إنسان، وإحباط من حالته، فإما أن يستسلم فيهزمه المرض، أو يأخذ بأسباب الشفاء ويتسلح بالعزيمة على هزيمته والإصرار على مواصلة الحياة، وقد استلهمتنى تجربة الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، مع مرض «كورونا»؛ فمنذ اللحظة الأولى التى أعلن فيها إصابته بهذا المرض اللعين وقد انتابتنى الدهشة من طريقة تعاطيه مع حالته، لكونه لم يعر أى اهتمام للمرض، ولم يعبأ بما قد تؤول إليه حياته جراء إصابته بهذا الفيروس الخطير، بل أخذ بأسباب الشفاء وتسلّح بإيمانه بالله والصبر على قضائه، وعقد العزم على هزيمة المرض بالعمل ولا شىء سوى العمل، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، صدق رسول الله، فأصبح أكثر نشاطاً، ولم يُعقه العزل الصحى عن أداء عمله ومراعاة مصالح المواطنين، بل ظل يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه عن أداء الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وباشر بإصدار التعليمات والتوجيهات للمسئولين والمختصين، وظل يعمل ويعمل حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً، ومنذ أيام أُثلجت صدورنا جميعاً بخبر تحول حالته من إيجابية إلى سلبية بعد اختبار المسحتين الأولى والثانية، وكأن السماء أرادت أن تكافئه على تفانيه فى عمله وإصراره وتمسكه بالحياة.
وبحكم كونى من أبناء محافظة الدقهلية، وطبيعة عملى كصحفية تجعلنى دائماً حريصة على متابعة كل ما يخص المحافظة بشكل عام، وأداء المحافظ بشكل خاص، فقد جاء تعيين الدكتور أيمن مختار محافظاً للدقهلية متماشياً مع توجهات الدولة بوجوب الدفع بالكفاءات من الشباب لتولى المناصب القيادية، وقد أتت هذه السياسة ثمارها بمحافظة الدقهلية، وعلى الرغم من كونها تعد من أكبر المحافظات تعداداً للسكان، فإنها أصبحت تدار بأسلوب عصرى حديث وبفكر تنموى منفتح على كل ما هو جديد، ومنذ توليه هذا المنصب عمل على تعظيم إيرادات المحافظة، وترشيد النفقات إلى أقصى حد ممكن، واعتمد فى إدارته على عدة محاور أهمها: تعظيم استغلال أصول المحافظة، وحل مشاكل المستثمرين، وتذليل العقبات التى تعيق تدفق رؤوس الأموال للمحافظة، وطرح خيارات استثمارية متعددة ومتنوعة أمام رجال الأعمال منها: الزراعية، والحيوانية، والصناعية، والعقارية، والتجارية، وذلك بالتوازى مع انتهاج المحافظة سياسة صارمة ورادعة تجاه حالات المخالفات فى البناء والتعدى على الأراضى الزراعية وأراضى الدولة، ما أدى إلى اختفاء هذه الظاهرة، فقلما نراها فى المحافظة، بالإضافة إلى القضاء على ظاهرة انتشار القمامة، ومتابعة أسعار السلع وتوفيرها للمواطنين، وحل مشكلة الاختناق المرورى وازدحام الشوارع، وإزالة الإشغالات بجميع المحافظة، ورصف الطرق حرصاً منه على المظهر الحضارى والجمالى الذى يتماشى مع عراقة المحافظة، حيث يتابع جميع الأعمال بنفسه من خلال الجولات الميدانية التى يقوم بها ليل نهار دون راحة.
وبالرغم من كل هذه النجاحات والإنجازات التى حققها خلال ستة أشهر فقط على توليه منصبه، فإنها لم تشفع له عند أعداء النجاح، وقوى الشر التى تحيطه، وأصحاب المصالح والنفوذ ممن يخشون على مصالحهم ونفوذهم أن تطالها يد القانون جراء سياسة التطهير ومواجهة الفساد والمفسدين التى ينتهجها، فبدلاً من أن يتكاتفوا معه للنهوض بالمحافظة، عقدوا العزم على محاربته، وتشويه صورته، والتقليل من حجم ما تحقق من إنجازات بالمحافظة، فتارة يطلقون عليه الشائعات، وأخرى يكيدون له المكائد، مستعينين فى ذلك بضعاف الأنفس أمام إغراءات السلطة والمال، وهو فى مواجهة ذلك يستعين بالصبر والعمل وتقوى النفس وقول الله تعالى «إن ينصركم الله فلا غالب لكم» صدق الله العظيم.
فأدعو الله أن يعينه على هذا الحمل الثقيل، ويستكمل مسيرته فى تحقيق أجندة الطموحات التى يحملها لشعب الدقهلية.
ولا يسعنى فى هذا المقام إلا أن أقدم خالص التحية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على صائب رؤيته فى منح الفرصة للشباب ووضع كامل ثقته فيهم، ووضعهم بالمناصب القيادية إيماناً منه بإمكانياتهم وقدرتهم على العمل والنجاح.