"قلبت دماغ إسرائيل".. الكنيسي يسترجع ذكرياته مع الإذاعة: تمردت ونجحت

كتب: كريم عثمان

"قلبت دماغ إسرائيل".. الكنيسي يسترجع ذكرياته مع الإذاعة: تمردت ونجحت

"قلبت دماغ إسرائيل".. الكنيسي يسترجع ذكرياته مع الإذاعة: تمردت ونجحت

فى تمام الساعة السادسة و45 دقيقة من مساء يوم 31‏ مايو عام 1934، بدأت الإذاعة المصرية بثها الأول بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، تلاها صوت أم كلثوم، لتستمر رحلة العطاء إلى اليوم، وتسطر 86 عاما من الإبداع والإقناع.

على مدار كل هذه السنوات، كانت الإذاعة المصرية شاهدة على تاريخ مصر، وحافظت على مكانتها رغم تطور الوسائل المختلفة، بعد أن حملها أشخاص أصبح كل منهم بعد ذلك أيقونة للإذاعة، بينهم الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي.

وفي هذا الصدد، قال الإعلامي حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين الأسبق، إنّ ارتباط عيد الإعلاميين بيوم انطلاق الإذاعة، شهادة كبيرة للإذاعة ودلالة على أنّها وسيلة إعلامية قوية لا زالت صامدة، رغم المنافسة الشرسة مع الوسائل الأخرى مثل التلفزيون والإنترنت، لافتًا إلى أنّه من الجميل في هذا العيد تذكر مشوار حياته الشخصي مع الإذاعة.

وأضاف الكنيسي، لـ"الوطن"، أنّه دخل مجال الإذاعة مع سبق الإصرار والترصد، عقب تخرجه في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1963، قبل أن يرفض الالتحاق بأي مجال آخر انتظارا لمسابقة الإذاعة.

"بدأت كمدرس لغة إنجليزية في قرية بسيون بلد النجم المصري محمد صلاح، وأغلب زملائي سعوا للالتحاق بمسابقات معينة، لكنني أصريت على انتظار مسابقة الإذاعة، رغم أنّه وقتها كانت إسناد مهمة الميكروفون أمر غاية في الصعوبة والتعقيد"، حسب ما قال الكنيسي.

وأشار نقيب الإعلاميين، إلى أنّه تخطى اختبارات لغة عربية وأجنية وشفهية ومراجعة صوتية، وتفوق على أقرانه المتقدمين للإذاعة والذي وصل عددهم إلى 8000 مذيع، وحصد المركز الأول برفقة صديقه الإذاعي فايق فهيم. 

وأوضح أنّه تم تعيينه في البرنامج العام للإذاعة كمذيع تنفيذ، وظيفته الربط بين الأخبار والنشرة، ولم يكن متاحا له عمل البرامج: "كل ما أفعله هو نطق ما يملى علي فقط، كنت أقول هنا القاهرة ننتقل من نشرة الأخبار إلى الأغنية الفلانية".

وأكد الكنيسي أنّه تمرد على دور مذيع التنفيذ، وقدم طلبا لنقله إلى البرامج، وبدأ تقديم برامج ثقافية، ثم استمرت المسيرة حتى جاءت أهم محطاته المهنية والحياتية بشكل عام، وهي تغطية حرب 1973، التي تعد أهم نجاحاته.

وتذكّر نقيب الإعلاميين نجاحه في تلك الآونة، قائلًا إنّه أول وآخر إعلامي تذاع برامجه في إذاعتين رئيستين في وقت واحد، إذ كان يذاع برنامجه "صوت المعركة" في البرنامج العام، إضافة إلى "يوميات مراسل حربي" في إذاعة صوت العرب، ونجح الاثنين ومثلا أهم مراحل حياته الإعلامية والوطنية أيضًا. 

وأردف أنّ نجاح برنامج "صوت المعركة" جعل لجنة إسرائيلية خاصة تبحث أسباب انتشاره بين العرب والفلسطينيين، ما جعل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يتصل بوزير الإعلام آنذاك، ليقول له: "حمدي الكنيسي ده اتكرم ولا لأ، ده قلب دماغ إسرائيل".

وتابع أنّ وزير الإعلام تقدم إليه بترقية استثنائية من الدرجة السادسة إلى الرابعة، حين كان شاب في العشرينات من عمره، وهو أمر عظيم لشاب مثله، ولكنه لم يرض بذلك: "قلت له أنا لا أريد ترقية استثنائية، أريد إنشاء نقابة للإعلاميين".


مواضيع متعلقة