أسد جبال "أبو حزام".. حكاية الشهيد المحمدي رجب

كتب: هيثم البرعى

أسد جبال "أبو حزام".. حكاية الشهيد المحمدي رجب

أسد جبال "أبو حزام".. حكاية الشهيد المحمدي رجب

في إبريل 2018، عقد ضباط قطاعي الأمن العام والأمن المركزي، اجتماعا داخل أحد مكاتب مديرية أمن قنا، استعدادا لمأمورية ضخمة يجرى التجهيز لها لمداهمة بؤرة إجرامية فى جبال أبو حزام بنجع حمادي، وضبط عدد من العناصر الخطرة المطلوبة على ذمة قضايا جنائية.

عرض ضباط الأمن العام معلوماتهم حول جغرافية البؤرة المستهدفة، وبدأ ضباط الأمن المركزي، في وضع تصور للمداهمة، وتم تحديد ساعة الصفر للهجوم.

كان الملازم أول محمدي رجب الحسيني، ابن مدينة الزقازيق بالشرقية، من بين الضباط المشاركين فى المأمورية، متحمسا لها، عرف كل ضابط مكانه وتمركزه على الأرض، وانطلقت مدرعات الشرطة قاصدة قرية أبو حزام بنجع حمادي يوم 10 إبريل 2018.

وبدأت العناصر الإجرامية في إطلاق النار ناحية القوات، التي ردت على مصدر النيران، ما أسفر عن مقتل مسجل خطر مطلوب ضبطه على ذمة قضايا قتل عمد وسرقة بالإكراه، وإصابة 3 آخرين، فضلًا عن استشهاد الملازم أول محمدي بطلقة في الصدر، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال، كما أصيب ضابط آخر، ومجند نتيجة تبادل إطلاق النيران، وتم نقلهم جميعا لمستشفى قنا الجامعي.

وفي اليوم التالي، وصل جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه بالزقازيق، وشيعه الآلاف من المسجد الكبير بمنطقة الإشارة، بحضور محافظ ومدير أمن الشرقية، وباقي القيادات الأمنية والتنفيذية.

"ما تسعى إليه ساع إليك".. هذه العبارة تنطبق على الشهيد المحمدي، الذي طالما تمنى الشهادة ثأرا لزملائه الذين قدموا أرواحهم في سبيل أمن بلادهم.

وتخرج الشهيد محمدي في كلية الشرطة، عام 2015، والتحق بالخدمة في قطاع الأمن المركزي بقنا، وشارك في مداهمات وعمليات أمنية ضد الخارجين على القانون كما شارك في عمليات أمنية موسعة بشمال سيناء، لكنه كان من أشد الحريصين على المشاركة في مأمورية ابو حزام واللحاق بها، يصبو إلى شهادة طلبها فنالها.

وتمكنت وزارة الداخلية، من ملاحقة العناصر الإجرامية المطلوبة والقضاء على عدد منهم، بينما ألقت القبض على عدد اخر وتم تقديمهم للمحاكمة، وفي نوفمبر 2019، قررت محكمة جنايات قنا إحالة أوراق 8 متهمين لفضيلة مفتي الديار، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم.


مواضيع متعلقة