عمرها 100 عام.. خطة نيويورك المقترحة لاستئناف الحياة الطبيعية

عمرها 100 عام.. خطة نيويورك المقترحة لاستئناف الحياة الطبيعية
صرحت اللجنة المكلفة بالترتيب لإعادة فتح نيويورك لرويترز إن المحادثات بشأن تنظيم ساعات وأيام العمل بالمكاتب لا تزال في المراحل الأولى. وقد يكون تنسيق الأمر معقدا في مدينة بها 220 ألف شركة، معظمها شركات صغيرة.
لكن باتريك فوي رئيس سلطة النقل بالمدينة يطرح الفكرة على قيادات قطاع الأعمال، موضحا أنه يعتبرها مهمة لإعادة الثقة في شبكة القطارات المتشابكة التي تمتد نحو 1070 كيلومترا والتي نقلت 5.5 مليون شخص في اليوم السابق لفرض إجراءات العزل العام في مارس.
وبحسب "سكاي نيوز"، بينما تخطط مدينة نيويورك لاستئناف الحياة الطبيعية خلال الشهور المقبلة، ينفض المسؤولون الغبار عن الأساليب التي استخدمت في مواجهة جائحة الإنفلونزا في عام 1918، فحينها صدرت أوامر للشركات ببدء ساعات العمل في أوقات مختلفة لمنع تحول قطارات الأنفاق إلى وسائل لنقل للمرض.
وتتمثل الفكرة حينها والآن في توزيع الركاب، على مدار اليوم، لتفادي الازدحام الذي يخشى الخبراء أن يُحول قطارات الأنفاق إلى أرض خصبة لانتقال فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص في المدينة.
الإنفلونزا الإسبانية
ما بين عامي 1918 و1920، مرت البشرية بأسوأ جائحة أنفلونزا عرفها التاريخ حيث شهد العالم ظهور وتفشي الأنفلونزا الإسبانية التي تسببت خلال أشهر في وفاة ما يزيد عن 50 مليون شخص وهو الرقم الذي قدّر بأضعاف عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى التي انتهت يوم 11 نوفمبر 1918.
وسميت هذه الجائحة بالأنفلونزا الإسبانية بشكل خاطئ نسبة لإسبانيا بسبب التعتيم الإعلامي على أعداد الضحايا الذي مارسته الأطراف المشاركة بالحرب العالمية، حيث قدّمت إسبانيا التي حافظت على حيادها حينها تقارير وأرقام مفزعة عن المرض الذي نسب إليها بعد أن آمن كثيرون بظهوره بها.
وبالولايات المتحدة الأمريكية، أصيب 28 بالمائة من إجمالي المواطنين المقدر عددهم بحوالي 105 ملايين نسمة بالأنفلونزا الإسبانية وفارق 600 ألف منهم الحياة بسبب تبعات هذا المرض.
على الرغم من خطر تفشي الأنفلونزا الإسبانية، رفضت سلطات فيلادلفيا منع التجمعات ووافقت بعد حوالي 10 أيام فقط على إقامة استعراض محلي سنوي تدافع خلاله نحو 200 ألف شخص.
وبعد مضي 72 ساعة فقط عن نهاية الاستعراض، تكدّس عدد كبير من المصابين بالأنفلونزا الإسبانية بمستشفيات فيلادلفيا. وبعد أيام ذهل الجميع لسماعهم بخبر وفاة أكثر من ألف شخص بسبب المرض، بحسب "العربية".
ومع بلوغه لنحو 20 ألف حالة يوم 3 أكتوبر 1918 وافقت سلطات المدينة أخيرا على إغلاق المدارس والكنائس والمسابح العمومية والمسارح أملا في منع التجمعات.
إجراءات وتدابير صارمة لمواجهة الوباء
مع غياب الدواء والتلاقيح، مثّلت الإجراءات الاستباقية كمنع التجمعات وإغلاق المدارس والكنائس والمسارح واعتماد الحجر الصحي خط الدفاع الأول للتصدي للأوبئة.
وعمدت بعض المدن لإجراءات قاسية لإجبار المواطنين على احترام قواعد الصحة المفروضة. ففي سان فرانسيسكو أطلق شرطي الرصاص على 3 أشخاص بعد أن رفض أحدهم ارتداء القناع الواقي، المعروف أيضا بالكمامة، بحسب العربية.
كما اعتقل أفراد الأمن كل من ارتداها بشكل خاطئ وأجبروه على دفع غرامة مالية وبأريزونا حصل كل من خرج للشارع بدون كمامة على غرامة قدرت بعشرة دولارات.
كما صدرت أوامر للشركات ببدء ساعات العمل في أوقات مختلفة لمنع تحول قطارات الأنفاق إلى وسائل لنقل للمرض.
وتتمثل الفكرة حينها في توزيع الركاب، على مدار اليوم، لتفادي الازدحام الذي يخشى الخبراء أن يُحول قطارات الأنفاق إلى أرض خصبة لانتقال فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص في المدينة، بحسب "سكاي نيوز".