هل كان فرج فودة يكره الإسلام؟ عضو الجماعة الإسلامية السابق يجيب

هل كان فرج فودة يكره الإسلام؟ عضو الجماعة الإسلامية السابق يجيب
هل كان الدكتور فرج فودة يكره الإسلام.. أم جماعات الإسلام السياسي؟.. سؤال طرحه وليد البرش، عضو الجماعة الإسلامية السابق، وأحد مؤسسي جبهة "تمرد الجماعة الإسلامية"، وأجاب عليه على حسابه بـ"فيس بوك".
وقال "البرش"، عاش فودة لأجل التفريق بين الدين وجماعات الإسلام السياسي، فقد كرس حياته لحماية الدين، وقد استفدت من كتاباته أيما استفادة لمعرفة الفرق بين الإسلام وجماعات الاستغلال السياسي.
وأوضح أنه يحفظ نصوصًا عن ظهر قلب توضح "فودة" للدين، ومطالبته بالتفرقة بينه وبين جماعات وأفكار الإسلام السياسي التي انتشرت في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن النصوص من كتابي "الحقيقة الغائبة"، و"نكون أو لا نكون"، واستعرض بعضها في عدد من النقاط التالية:
1- القرآن لا يفسر نفسه بنفسه، والإسلام لا يطبق نفسه بنفسه، وإنما يتم ذلك من خلال المسلمين.. وما أسوأ ما فعل المسلمون بالإسلام.
2- عليهم أن يجاهدوا في نفوسهم هوى السلطة، وزينة مقاعد الحكم، وأن يجتهدوا قبل أن يجهدوا الآخرين بحلم لا غناء فيه، وأن يفكروا قبل أن يكفّروا، وأن يواجهوا مشاكل المجتمع بالحل لا بالهجرة، وأن يفتصدوا في دعوى الجاهلية حتى لا تقترن بالجهل، وأن يعلموا أن الإسلام أعز من أن يهينوه بتصور المصادمة مع العصر، وأن الوطن أعز من أن يهدموا وحدته بدعاوى التعصب، وأن المستقبل يصنعه القلم لا السواك، والعمل لا الاعتزال، والعقل لا الدروشة، والمنطق لا الرصاص، والأهم من ذلك كله أن يدركوا حقيقة غائبة عنهم، و هي أنهم ليسوا وحدهم.. جماعة المسلمين.
3- إن تطبيق الشريعة الإسلامية وحده ليس هو جوهر الإسلام، فقد طبقت وحدث ما حدث - يقصد أحداث الفتنة في عهد عثمان–، وأخطر من تطبيقها بكثير وضع قواعد الحكم العادل المتسق مع روح الإسلام، فقد رأينا أن الشريعة كانت مطبقة، وأن الحاكم كان صالحًا، وأن الرعية كانت مؤمنة، وحدث ما حدث لغياب ما غاب، وأظنه لا يزال غائبًا، ولعل ما حدث في السودان خير دليل على مغبة البدء بالوجه العقابي للإسلام ، وهو ما حدث حيث أن الحاكم – يقصد جعفر النميري – بدأ في تطبيق الشريعة، وبدأ في إقامة الحدود في مجتمع مهدد بالمجاعة، الأمر الذي ترتب عليه أن أصبح أنصار تطبيق الشريعة الإسلامية بعد تلك التجربة أقل بكثير من أنصارها قبل التطبيق، فالبدء يكون بالأصل وليس بالفرع، وبالجوهر قبل المظهر، وبالعدل قبل العقاب، وبالأمن قبل القصاص، وبالأمان قبل الخوف، والشبع قبل القطع.
4- وأدركت في كل الأحوال أنهم طلاب دنيا لا دين، وهواة حكم لا حكمة، وأنصار سلطان لا قرآن، وأن الدين لديهم وسيلة، وأنهم يحملون للمجتمع حقدًا لا حد له، وللحضارة كراهية لا مدى لها، وللوحدة الوطنية اشمئزازًا لا مزيد عليه، وللقومية المصـرية ازدراء لا نهاية له، وللتاريخ إنكارًا لا عرفان فيه، وللمستقبل رفضًا لا سبيل فيه إلى قبول، وأنهم يعشقون التدمير لسهولته، والرفض ليسـره وبساطته، وسفك الدماء لأنه يتناسق مع ما هيأوا وجدانهم له.
5- أيها الصارخون، وإسلاماه وإسلاماه، وفروا صراخكم، فالإسلام بخير، والخطر كله على الإسلام إنما يأتي منكم. حين تدفعون بشباب غض في سن الصبا، إلى ترك الجامعة لأن علومها الحديثة علمانية، وتحشون رءوسهم بخرافات أهونها أن الرعد ضراط شيطان عظيم، وأن المرأة باب الشر، وأن المجتمع كله جاهلي، والله وحده يعلم أنكم أجهل أهل الإسلام بالإسلام، فالإسلام كان ولا يزال وسيظل دين العقل.