وزير الأوقاف يخصص الخاطرة الثامنة عشرة لتوضيح صفات القول البليغ

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

وزير الأوقاف يخصص الخاطرة الثامنة عشرة لتوضيح صفات القول البليغ

وزير الأوقاف يخصص الخاطرة الثامنة عشرة لتوضيح صفات القول البليغ

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن للقول البليغ صفات عديدة، منها ما تضبطه القواعد والمعاجم، ومنها ما يدرك بالحاسة والذائقة الأدبية والخبرة والدربة، ويدق الأمر في شأن القول إلى درجة من الفروق قد تدرك و لا تكاد توصف، مضيفا: "ألا ترى أنك قد تنظر في أمر جوادين نجيبين مستوفيين لكل درجات ومقومات العتق والنجابة، غير أن أحدهما يفوق الآخر بأشياء قد تدرك ولا تكاد توصف، وإن وصفها فلا يقوى على ذلك إلا  واسع الخبرة والتجربة طويل الممارسة والمدارسة والمعايشة للأمر المقضي في شأنه، وهكذا الأمر والشأن في تمييز التمور  والثياب والحرف والصناعات، غير أن الأمر في شأن الكتابة والبلاغة شعرا أو نثرا، قصة أو رواية، مقالة  أو مقامة أدق".

وأضاف في الخاطرة الثامنة عشرة من خواطر رمضانية، "أكتفي  في هذه الخاطرة السريعة بإلقاء الضوء  على عنوان واحد عريض ودقيق، وهو حسن المطلع والمقطع والانتهاء، فالكلام بمطلعه، وهو ما يعرف ببراعة الاستهلال، والمطالع سعد أو نحس، وقديمًا قالوا: الكلام يعرف من عنوانه، والعنوان نصف الكلام، وربما كان الكلام كله". 

وتابع، من براعة الاستهلال إلى حسن الانتقال، فينساب الكلام انسيابا كسلاسل الماء الزلال أو حبات اللجين الصافية، بلا تنافر أو مطبات إيقاعية أو سياقية، فينتقل الكاتب بين ثنايا موضوعه انتقالًا هينا لينًا لا يشعر معه المتلقي بأي فجوات أو نتوءات في القول، بحيث يقطع الكاتب المسافات ويردم الفجوات وكأنه صائغ ماهر لأدق الجواهر التي لا ترى فيه جوهرة واحدة غير متسقة مع جارتها، بل تراها جميعا منتظمة غاية الانتظام في عقد فريد صاغه فنان بارع المهارة في الحس والذوق والصنعة. 

وأوضح، ثم يكون مسك الختام بحسن الانتهاء وتهيئة المتلقي له، بحيث لا يمحو سوء الختام ما كان من تنميق الكلام، ومعلوم أن الأمور بخواتيمها، يضاف إلى ذلك حنكة الشاعر أو الكاتب أو الخطيب أو القاص في تقدير كل قسم من هذه الأقسام، وبصره بما يحتاج إلى مقدمات وما لا يحتاج، وما يجب التخلص منه مما ملته الأسماع من المقدمات الرتيبة التي لا تعد من صلب القول ولا من صميم المقام. 


مواضيع متعلقة