وزير الأوقاف: القرآن فصل كثيرا من الحقوق والالتزامات المالية

كتب: سعيد حجازي

وزير الأوقاف: القرآن فصل كثيرا من الحقوق والالتزامات المالية

وزير الأوقاف: القرآن فصل كثيرا من الحقوق والالتزامات المالية

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن القرآن الكريم قد ذكر أمر العبادات التي بين العبد وربه مجملة، وفصَّل كثيرًا من الحقوق والالتزامات المالية، ومن ذلك: ما فصَّله القرآن الكريم في سورة النساء من أحكام المواريث، والتي ختمها سبحانه وتعالى بقوله: "تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ"، والحد: فاصل بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام، "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ"، بأن يحرّف، أو يبدّل، أو يغيّر، أو يتدخّل في تقسيم الله تعالى، "يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ"، ويقول نبينا: "إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ وَارِثٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ"، ولم يقل (صلى الله عليه وسلم) : قسمت أنا، وإنما نسب القسمة إلى الله تعالى، فإن الله لم يترك أمر الميراث لأحد من خلقه، فإن الله تعالى قسم لكل وارث حقه ، فمن منع وارثًا حقه منعه الله تعالى جنته يوم القيامة ، والذي يتدخّل ويغيّر ويبدّل فيعطي هذا ويمنع هذا وبخاصة من يحرمون المرأة من حقها في الميراث ، ومن يخصصون أموالهم لأبنائهم من البنين دون البنات، ويقولون : لا نعطي الميراث لأحد من الغرباء، أو من أزواج البنات، أو هكذا جرت عاداتهم الخاطئة المخالفة لشرع الله (عز وجل) ، فنقول لهم: من يتدخل فيكتب لهذا ، أو يعطي هذا ويحرم هذا ، أو يسجل لهذا ويمنع هذا ، كأنه يقول(والعياذ بالله تعالى) : تقسيم الله تعالى لا يعجبني ، أو يقول : أنا أقسم تقسيمًا أحسن من قسمة الله تعالى ؛ لأنه إذا كان يرضى بتقسيم الله تعالى فلماذا يتدخل فيما قسمه الله (عز وجل) ؟.

وأضاف الوزير،  خلال برنامج ”في رحاب القرآن الكريم”، والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف، يروي الناس أن أحدًا منع ابنته من الميراث ، واختص بالمال والعقار أبناءه من البنين ، فظلت البنت صامتة حتى جاءت لحظة شديدة حاسمة ، وهي لحظة غسل أبيها ، فقالت: أروني أنظر إليه حتى أودعه ثم وقفت على رءوس الأشهاد من الحاضرين ، وقالت : اللهم إنك تعلم أنه قد حرمني بعض نعيمك في الدنيا ، اللهم إني أسألك أن تحرمه من نعيم الآخرة ، قابلت عقوقًا بعقوق ، وجحودًا بجحود ، فمن ينتظر لنفسه مثل هذا الموقف ، حتى وإن لم تقله المرأة بلسانها فإن حالها ومقامها يقول ذلك ، "وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ " .

وبين أن من الحقوق التي أكد القرآن الكريم عليها ، حقوق الناس في الكيل والميزان، وقد خصص سبحانه سورة كاملة للتحذير من تطفيف الكيل والميزان، يقول تعالى: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ"، هلاك شديد، وقال بعض المفسرين: "ويل" واد في جهنم تستغيث سائر الوديان من شدة حره، "الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ"، إذا اشتروا أخذوا حقهم كاملًا غير منقوص، "وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ"، وإذا باعوا لغيرهم لم يعطوا الحق كاملًا، "أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"، ألا يعلم هؤلاء أنه سيأتي اليوم الذي يقال لهم فيه: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤولُونَ"، سيسألون عن كل شيء، وذكر بعض الصالحين أن رجلًا حضرته الوفاة وبجانبه من يلقنه الشهادة فحبس لسانه عن النطق بها، فيحدثه في أمر الدنيا فيتحدث، ويحدثه عن أبنائه فيتحدث، يعاوده للنطق بالشهادتين فلا ينطق، فهمس له: حينما أحدثك في أمور الدنيا تتحدث، وعندما ألقنك الشهادتين فلا تنطق، فقال: إن لسان الميزان منعني عن النطق بهما، فتطفيف الكيل والميزان حبس لسانه عن النطق بالشهادتين ، قال بعض أهل العلم: ويل لمن يبيع جنة عرضها السماوات والأرض بحبة أو حبتين، أو بشيء يسير، أو عظيم من متاع الدنيا.


مواضيع متعلقة