واجهته مثل القمر وعمره 922 عاما.. حكاية مسجد "الأقمر" بشارع المعز

واجهته مثل القمر وعمره 922 عاما.. حكاية مسجد "الأقمر" بشارع المعز
في شارع المعز لدين الله الفاطمي تخطفك واجهته التي حوت تصميما هندسيا خاصا، ورغم تواضع حجمه مقارنة ببقية المساجد المحيطة بالمنطقة الزاخرة بالجوامع لكنه يظل مختلفا عمن حوله، إنه الجامع الأقمر المشع بالحجارة البيضاء مثل وجه القمر.
حسب كتاب تاريخ العمارة والأثار الإسلامية، أنشأ الوزير أبو عبد الله محمد البطائحي الملقب بالمأمون في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله، جامع الأقمر، عام 519هـ/1125م، وجدد المسجد في العصر المملوكي الجركسي الأمير يلبغا السالمي الذي تولى العديد من المناصب في عهد السلطان برقوق، خاصة المتصلة بالخانقاوات فقد كان متصوفًا، وقد تم سجنه بالإسكندرية ثم خنق في محبسه، وهو صائم في عهد السلطان الناصر فرج بن برقوق.
جدد يلبغا السالمي خلال عام 799هـ المئذنة والمنبر وحوض الدواب المجاور له، وأقام بركة مياه معلقة في الصحن ومحلات وطوابق سكنية أعلاها عند الباب الشمالي للجامع، وسجل ذلك على لوحة رخامية أعلى محراب الجامع ومنبره.
وفي عام 815 هـ تمت إزالة المئذنة لوجود ميل إنشائي بها، ويتكون الجامع من فناء أوسط يحيط به أربع ظلات أكبرهم ظلة القبلة "بيت الصلاة"، وسقف الجامع من القباب الضحلة، وتشرف عقود الفناء بزخارف جصية وآيات من سورة النور، أما واجهة الجامع فحجرية ذات دخلات من عقود مشعة وعبارات شيعية أهمها الدوائر متحدة المركز التي تتوسطها كلمتا "محمد وعلي"، وطرفها الشمالي مشطوف لوجود حارة جانبية تنتهي من أعلى بحنايا، وفي أوائل القرن العشرين الميلادي تم تصميم واجهة المتحف القبطي على نسق واجهة جامع الأقمر مع وضع العبارات المسيحية والصلبان بدلًا من الإسلامية كدليل على الوحدة الوطنية.