مشروع "كلمة" يصدر "سراي السلطان" بمعرض أبو ظبي للكتاب

كتب: رضوى هاشم

 مشروع "كلمة" يصدر "سراي السلطان" بمعرض أبو ظبي للكتاب

مشروع "كلمة" يصدر "سراي السلطان" بمعرض أبو ظبي للكتاب

على هامش الدورة الرابعة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب المنعقدة حالياً أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابُ "سراي السلطان" والذي دوّنه سفيرُ جمهوريّة البندقيّة في اسطنبول أُتَّفيَانو بُون خلال الأعوام 1604-1608م، ونقله عن الإيطالية المترجم زيد الرواضية. ويعدُّ "سراي السلطان" واحداً من النصوص الأوروبية المشوّقة التي تناولتْ تفاصيلَ الدّولةِ والمجتمعِ العثماني أوائلَ القرن السّابع عشر؛ إذ يتضمّنُ وصفاً للقصرِ السّلطانيّ وأجنحته ومَرَافِقهِ، وتفصيلاً للوظائف العثمانيّة، كما يسهبُ في بيان أحوالِ الأتراك وعاداتهم وطرائقهم، ويأنسُ القارئُ في ثنايا النصّ إشاراتٍ غنيةً حولَ الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للدولة آنذاك. كما يعتبر "سراي السلطان" عملاً فريداً في شكله، فلا يكادُ يدخلُ في بابِ التقارير السفارية أو الدبلوماسية أو الرحلات الرسميّة؛ فهو يُقدِّمُ عرضاً للحياةِ السياسيّة والإدارية في القُسْطنطينيّة، ويعرضُ للجوانبِ الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ويتوقَّفُ عندَ العادات: الدِّينيَّة منها والتَّقليديَّة، ويبدو أنَّ النَّصَّ موجّهٌ للقارئ العادي لا للنخبةِ السياسيّة. ولهذا الكتاب أهميّة تتمثّلُ في كونه يوثق لنا انطباعات الغرب المسيحي عن المشرق الإسلامي في أوائل القرن السابع عشر إضافة لدقّة المعلومات الواردة فيه وتطابقها مع المصادر التاريخيّة والتزام الكاتب الموضوعيّةَ على خلاف كثيرٍ ممن سبقوه ومن جاؤوا بعده. كما يحوي الكتابُ اشاراتٍ ومعلومات قد لا تتوافرُ في كتبِ التاريخ المباشر، وبهذا فإنّ صدوره يعدُّ محفزاً لدراسةِ النّصوص الأوروبية القديمة وترجمتها ونشرها. ولد أُتّفيانو بون في البندقية سنة 1552م. وفي سنة 1604 أوكلت إليه مهمة السفارة في القسطنطينِية على إثر اعتلاء السلطان أحمد الأول العرش. تمكن بون من إقرار معاهدة صلح بين البندقية والدولة العثمانية، منجزا بذلك مهمّة في منتهى الخطورة لحماية تجارة بلاده. انتخب خلال العام 1622 حاكما على مدينة بادوا، وكان ذلك في أواخر أيامه، حيث توفي في العام اللاحق.