السوشيال ميديا تطيح برئيس أكاديمية الأزهر.. وخبراء: سلاح ذو حدين
![د. ياسر عبد العزيز](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/2643617361444338359.jpg)
د. ياسر عبد العزيز
نجحت مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، في إحداث تحركات كبرى داخل مشيخة الأزهر خلال الأيام الماضية.
ففي أول رد فعل سريع من مشيحة الأزهر، أقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الدكتور عطا عبدالعاطي محمد محمد السنباطي، العميد السابق لكلية الدراسات العليا وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، المنتدب للعمل رئيسا لأكاديمية الأزهر لتدريب وتأهيل الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى، وذلك بعد تداول تدوينات سابقة له من على حسابه بفيس بوك شارك فيها راوبط لفيديوهات وموضوعات مؤيدة لجماعة الإخوان الإرهابية، واعتصام رابعة.
وصدر قرار انتداب السنباطي منذ أيام وتحديدا في 29 إبريل الماضي، وقد شن نشطاء الفيس بوك حملة كبرى ضد السنباطي، بسبب تدوينات متعددة له على حسابه بـ"فيس بوك"، شارك خلالها تدوينات وروابط لموقع حزب الحرية والعدالة تهاجم الدولة المصرية، وفيديوهات من اعتصام رابعة وهجوم على الدولة ومؤسساتها.
بدوه قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي، لـ"الوطن"، إن السوشيال ميديا لها العديد من الأدوار، والاختلاف يكون بحسب نوع القضية المثارة، فقد تكون لها دور سلبي من خلال القيام بتشير موضوعات ما تنعكس بالسلب في وقت الأزمات والمشكلات لأنها تروج لأحداث غير يقينية.
وأضاف أنه قد تكون إيجابية حينما يتعلق الأمر بتعيين شخص في منصب ما، فيتم تزويد المجتمع بمعلومات، وتواريخ وزيارات قديمة، وتوجهات غير إيجابية للشخص، وهو ما حدث مع رئيس أكاديمية الأزهر والذي أقيل، فحينما وضعت السوشيال ميديا المعلومات الحاسمة السريعة أمام صانع القرار، داخل الأزهر راجع نفسه وأقال هذا الشخص، ويجب أن نستفيد من تلك الأدوار الإيجابية.
فيما قال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، لـ"الوطن"، إن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين لأنها منحت قدرة كبيرة لقطاعات من الجمهور، للتأثير في إدارة المؤسسات وصناعة القرار، فهناك آليات متعددة تسمح لتلك القطاعات باستعادة الأرشيف وبلورت اتجاه معين والحشد من أجله.
وأضاف أن المؤسسات انتبهت لهذا الدور المتصاعد وتأثير في صنع القرار، وبدأت دول عديدة في سن قوانين، والهدف من سن القوانين هو التفريق بين الحملات الشعبية التي يقوم بها نشطاء من أجل إبراز الحقائق أو تعديل أوضاع مغلوطة في الأداء العام وبين الاستخدامات السياسية والتجارية المغرضة.
وتابع أن حكومة المغرب في شهر إبريل الماضي صدقت على مشروع قانون يمكن أن يسجن مستخدمي السوشيال ميديا في حال إساءة استخدامها عبر مقاطعة منتجات معينة، لكن هذا المشروع واجهت معارضة كبير حتى أن الحكومة سحبته الأسبوع الماضي، فالإشكالية هنا تتمحور حول، هل هذه الحملات تشمل حقائق أم تسعى لتحقيق أهداف متفق عليها؟
وأوضح عبدالعزيز، أن السوشيال ميديا نجحت في أزمتي حنين حسام وسما المصري وغلق برنامج لمذيعة مشهور، فيبدو موقف السوشيال ميديا حاسما في بعض الأحيان، والمطلوب هو أن هذا التأثير الكبير يجب أن يستخدم بعيدا عن التأثيرات المشبوهة والمغرضة خصوصا في ظل تصاعد أثر ما يسمى باللجان الإكترونية.
وتابع أن السوشيال ميديا لها مزايا فريدة في بلورة المسؤولية الاجتماعية وتعديل أداء بعض المؤسسات والأطر، لكنها في نفس الوقت مازالت تشتمل على كثير من أنماط التأثير المصانع والضار ودورنا أن نبقي السوشيال ميديا حر بقدر التزامها بالدور المسؤول.