المقاتل "شويقة".. مارد سيناء

المقاتل "شويقة".. مارد سيناء
«مارد سيناء»، بتلك الكلمات وصفت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة المقاتل شهيد محمد أيمن شويقة، فى فيلم تسجيلى نادر، لتعريف الشعب المصرى بجزء، ولو قليلاً، من البطولات التى تجرى على أرض سيناء كل يوم. «شويقة»، رغم أنه لم يتجاوز من العمر 20 عاماً، إلا أنه أظهر بطولات فى مواجهة العناصر الإرهابية والتكفيرية فى مدينة العريش، حيث روى قادته أنه كان «قناص نص بوصة»، وأنه كان متميزاً جداً فى إصابة الهدف عبر هذا السلاح، وهو أمر غير موجود فى عدد كبير من المجندين، والذين يحتاجون فترة للتدريب حتى يتقنوا إصابة الهدف.
«الشهيد»، كان يستيقظ مبكراً كل يوم، وعُرف عنه أن الابتسامة هى عنوانه فى مقابلة زملائه، لكنه كان حريصاً على تعلم كل شىء فى «الجندية»، والحياة العسكرية، واستخدام الأسلحة المختلفة حتى يتقنها فى المعركة ضد العناصر التكفيرية والإرهابية، حيث كان يسأل قادته باستمرار عن كيفية الوصول للعناصر الإرهابية واستهدافهم، وإحداث أكبر خسائر ممكنة فيهم.
«قلبى مات»، بتلك الجملة أخبر «مارد سيناء» والدته عقب فترة من قضائه حياة الجندية، بسبب استشهاد العريف بهاء جمعة، زميله وصديقه المقرب أمام عينه، إلا أن ذلك زاده إصراراً على التميز فى القتال لأخذ حق زملائه، ولمنع أى إصابات جديدة تواجهه طالما كان فى ميدان المعركة.
قناص "النصف بوصة" حلم بشهيد يناديه فى المنام.. واحتضن إرهابياً مفخخاً ليفتدى زملاءه
وفى 25 ديسمبر 2015، سطر البطل أروع أنواع الشجاعة والفداء، رواها زملاؤه وقادته فى الفيلم التسجيلى، حيث قالوا إنه لم ينم من الفرحة والسعادة التى تبدو على وجهه، وكأنه كان يشعر بأنه سيُستشهد فى هذا اليوم، خصوصاً بعد أن روى «شويقة» لهم أنه رأى «الشهيد بهاء» فى المنام فى منطقة بها شجرة ومزارع كبيرة، وقال له: «تعالى يا محمد كُل معايا».
وفى هذا اليوم، خرج «الشهيد» مستبشراً بالشهادة، وينظر لزملائه مبتسماً، ويحدق إلى أعينهم كأنه يلقى عليهم «نظرة وداع»، وكانوا فى طريقهم لتفتيش ومداهمة عدة عشش، لكن ظهرت لهم عدائيات، بوجود عشش، والاشتباه فى عناصر بجوارها لتتوقف العربات العسكرية للذهاب للمداهمة، إلا أن الشهيد لمح بعينه فرداً يجرى نحو إحدى العشش، لينزل من سيارته قبل أن تتوقف، ويرقد مسرعاً تجاهه، وصدق حدسه بالفعل، إذ خرج الإرهابى مرتدياً حزاماً ناسفاً لاستهداف القوات. ولم تنسَ الدولة المصرية الشهيد، فتم إطلاق اسمه على منشآت، كما حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على استقبال أهله، وتكريمهم.