مسحراتى يعزف ويغنى لأطفال كفر صقر: هاتوا الفوانيس يا ولاد
«محمود» محاطاً بأطفال «كفر صقر»
«هاتوا الفوانيس يا ولاد، هاتوا الفوانيس، هنزف عريس يا ولاد، هنزف عريس»، أغنية اعتاد محمود متولى، مسحراتى، غناءها وسط مجموعة من الأطفال، فى كفر صقر التابع لمحافظة الشرقية، وهم يمسكون بفوانيسهم ويطوفون الشوارع، صانعين حالة من البهجة والفرحة.
طيلة 25 عاماً، يمارس «محمود»، هذه العادة بجمع أطفال الكفر حوله، يغنى معهم، ويدق على طبلته، فيزيد الأجواء سعادة: «عمرى ما قطعت عادة زى دى، وكل السكان والأطفال بيستنوا أعدى عليهم ويخرجوا من بيوتهم أول ما يسمعوا صوت الطبلة بتاعتى»، لافتاً إلى أنه لا يتمتع بصوت قوى، لكنه يغنى على صوت الطبلة أغانى شهر رمضان الشهيرة، ومنها: «رمضان جانا، وحوى يا وحوى»، وبسبب حالة البهجة التى يضيفها، يُلقبه أهالى الكفر بـ«المسحراتى الفرفوش»: «صوتى مش حلو بس الأطفال هنا بيفرحوا أوى بالشوية اللى بغنى فيه معاهم».
طوال ممارسته لهذه العادة السنوية، قابل أجيالاً كثيرة منذ طفولتهم وحتى شبابهم: «أنا فاكر الولاد الصغيرين اللى كنت بنادى عليهم فى رمضان عشان يقوموا يتسحروا، كبروا دلوقتى وخلفوا وبقيت بنادى على ولادهم زى ما كنت بنادى عليهم وهما صغيرين، ودى أكتر حاجة بتفرحنى أنى قدرت أفرح أجيال»، يقوم بالغناء والتطبيل فى مواعيد ثابتة يومياً، من الحادية عشرة مساءً: «بنزل بدرى عشان ألحق ألف على شوارع الكفر كلها وأغنى مع كل الأطفال وأسعدهم»، وقبل أن يخرج من منزله، يقوم بالتعقيم والتطهير جيداً ليديه وللطبلة: «بوصى الأطفال قبل ما يخرجوا من بيوتهم يكونوا معقمين هما كمان ويغسلوا أيديهم كويس قبل وبعد ما يرجعوا لبيوتهم تانى».