في ذكرى هزيمة الجدري.. تعرف على رحلة الوباء القاتل وضحاياه

في ذكرى هزيمة الجدري.. تعرف على رحلة الوباء القاتل وضحاياه
في 8 مايو 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية، تحرر العالم وشعوبه، من "الجدري"، ليقول الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "أصبح الجدري اليوم أول مرض بشري يُستأصل على الإطلاق، وهي شهادة على ما يمكننا إنجازه عندما تعمل جميع البلدان معاً كيد واحدة".
ولقي بسبب هذا المرض 300 مليون شخص مصرعهم خلال القرن العشرين وحده، فيما أُبلغ عن آخر حالة مصابة ومتوطن بها الجدري في الصومال عام 1977، حيث تمت السيطرة عليه، وذلك بعد أن عانى العالم بأسره من الجدري ما يقارب من 3 آلاف عام، قبل أن يتم القضاء عليه نهائيا.
وفي أواخر ستينيات القرن الماضي، كان الجدري لا يزال متوطناً في أفريقيا وآسيا، وكان الغرض المنشود من حملات التطعيم وتدابير الترصد والوقاية هو احتواء أماكن استفحال الوباء، وتحسين إعلام الفئات السكانية المتضرّرة بأنه يتم تنفيذ جميع الاستراتيجيات لمكافحة المرض.
هو مرض تلوثي معدٍ يسببه فيروس يدعى "فيروس الجدري"، وهو فيروس شديد العدوى ومميت، وكانت آخر حالة معروفة حدثت في الولايات المتحدة في عام 1949، ولكن بسبب برامج التطعيم في جميع أنحاء العالم، تم القضاء على هذا المرض تماما.
تم إنشاء أول لقاح ضد الجدري عام 1758، ومع ذلك، استمر المرض في إصابة الناس وقتلهم على نطاق واسع لمدة 200 عام أخرى، وطبقت منظمة الصحة العالمية (WHO) معيارًا صارماً للتطعيم من أجل إبطاء معدل الإصابة، حيث وقعت آخر حالة طبيعية معروفة في عام 1977 في الصومال.
ولا تظهر أعراض على الشخص المصاب، لفترة تتراوح بين سبعة و17 يوما، إلا أنه بمجرد انتهاء فترة حضانة الفيروس، تظهر أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، تتمثل في ارتفاع في درجة الحرارة، وقشعريرة برد، و صداع بالرأس، وألم شديد بالظهر، ووجع بالبطن وقئ، ومن ثم تختفي هذه الأعراض في غضون يومين إلى 3 أيام، ثم يشعر المريض بالتحسن، ومع ذلك، يظهر طفح جلدي على المريض، ثم يبدأ الطفح الجلدى في الظهور على الوجه ثم ينتشر على اليدين والساعدين والجزء الرئيسي من الجسم، وسيكون الشخص شديد العدوى حتى يختفي الطفح الجلدي.
ويعد الجدري مرضا مميتا، كونه يحمل جوًا، ويميل إلى الانتشار السريع، عبر السعال أو العطس أو الاتصال المباشر بأي سوائل جسدية يمكن أن ينشر فيروس الجدري، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي مشاركة الملابس أو الفراش الملوثة إلى الإصابة.
ولا يوجد علاج لفيروس الجدري، ولكن تم استئصال الفيروس نتيجة لبرامج التطعيم المتكررة في جميع أنحاء العالم، والوحيدون الذين يُعتبرون معرضين لخطر الجدري هم الباحثون الذين يعملون معه في بيئة معملية.
و في حالة التعرض لفيروس الجدري على الأرجح، فإن التطعيم خلال يوم إلى 3 أيام يساعد في منع خطورة المرض، ويمكن أن تساعد المضادات الحيوية في الحد من الالتهابات البكتيرية المرتبطة بالفيروس.
ولقاح الجدري عبارة عن تلقيح فعال بغرض الوقاية من عدوى الجدري عن طريق استثارة جهاز المناعة لإنتاج الحماية الخاصة (الأجسام المضادة) ضد الفيروس، إلا أنه قبل الاستخدام العلاجي لـ لقاح الجدري عند اتخاذ قرار باستخدام اللقاح، يجب الموازنة بين الأعراض الجانبية والآثار الإيجابية.
وكان من المقرر افتتاح معرض عن استئصال الجدري أثناء دورة جميعة الصحة العالمية القادمة في مايو الجاري 2020، إلا أنه لم يعلن عن شيء في هذا الإطار حتى الآن.