في ذكراه.. قصة "مارمرقس" أول بابا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية

كتب: مصطفى رحومة:

في ذكراه.. قصة "مارمرقس" أول بابا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية

في ذكراه.. قصة "مارمرقس" أول بابا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية

يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الجمعة، بحسب "السنكسار الكنسي"، بعيد "مارمرقس" مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأول بابوات الكنيسة.

"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الجمعة، 30 من شهر برمودة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم سنة 68 ميلادي استشهد "مارمرقس" مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأول بابوات الكنيسة، وأحد السبعين رسولًا وكان اسمه أولا يوحنا.

وبحسب السنكسار الكنسي، فإن مرقس كان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأ الرسول بعد المسيح، ويشير السنكسار إلى أن هذا القديس ولد في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم، إسرائيلي المذهب، ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم.

ويذكر السنكسار أن مرقس ذهب ليبشر بالمسيحية في الإسكندرية سنة 61 ميلادي، وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه وكان عند الباب إسكافي اسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه فصاح من الألم وقال باليونانية "اس ثيؤس" (يا الله الواحد) فقال له القديس مرقس: "هل تعرفون الله؟"، فقال "لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه"، فتفل على التراب ووضع على الجرح فشفي للحال، ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض فمخالفة آدم ومجيء الطوفان إلى إرسال موسى وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم.

ويتابع السنكسار: "أنه حينما كثر عدد المسيحيين في المدينة أراد الوثنيين قتله، فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسًا وشمامسة، وعاد إلى الإسكندرية فوجد عدد المسيحيين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية على شاطئ البحر وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 ميلادي وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون "جروا الثور في دار البقر" فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه وفي المساء أودعوه السجن، وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى توفي، وأخذ المسيحيين جسده إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة."

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.


مواضيع متعلقة