خبير مصري يدعو لتكرار "حظر كورونا" أسبوع كل 3 أشهر للقضاء على التلوث

كتب: خالد عبد الرسول

خبير مصري يدعو لتكرار "حظر كورونا" أسبوع كل 3 أشهر للقضاء على التلوث

خبير مصري يدعو لتكرار "حظر كورونا" أسبوع كل 3 أشهر للقضاء على التلوث

دعا الدكتور سيد سالم، خبير الصحة الحيوانية بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وأستاذ الفيروسات والوبائيات بمعهد بحوث الصحة الحيوانية التابع لمركز البحوث الزراعية، إلى تكرار حظر الطيران والنقل الذي تم تطبيقه خلال أزمة كورونا، على مستوى العالم لمدة أسبوع كل ثلاثة أشهر، بشكل مستمر، حتى بعد انتهاء هذه الأزمة، وذلك بعدما أحدثه هذا الحظر من آثار بيئية إيجابية غير مسبوقة، كان من بينها إغلاق ثقب الأوزون وتنقية الجو من التلوث ومن ثم انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها السابقة.

وقال "سالم"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن" إنه بعد سنين طويلة من الحديث عن ضرورة تقليل مستويات التلوث وانبعاثات الكربون والعمل على إغلاق ثقب الأوزون، جاء الحظر المصاحب لأزمة فيروس كورونا ليحقق نتائج غير مسبوقة في هذا الصدد، حيث قلت نسبة الكربون عن معدلاتها بمعدل 2%، وانخفضت درجات الحرارة التي سبق وارتفعت بسبب التلوث لأكثر من 5 درجات عن معدلاتها الطبيعية، فضلا عن إغلاق ثقب الأوزون نتيجة لأننا أوقفنا حركة الطيران والنقل والمصانع الملوثة لمدة شهر أو شهرين فقط.

وبناء على ما سبق، يقترح "سالم" تكرار فكرة الحظر على مستوى العالم ككل وفي نفس التوقيت لمدة أسبوع مثلا أو 10 أيام، كل 3 أشهر من السنة، أو أسبوعين كل أربع أشهر، حسبما يتم الاتفاق عليه عالميا، ليكون بمثابة إجازة وفرصة "لكي تأخذ الأرض فيها نفسها، وكذلك البشر الذين عانوا من معدلات مرتفعة من التلوث، داعيا الحكومة المصرية لتبني الفكرة والدعوة إليها على المستوى الدولي، ومشيرا إلى أن كل المنظمات الدولية يمكن ان تعمل لخدمة هذا التوجه بداية من الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، واليونسكو، والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وغيرها من المنظمات.

وأشار في المقترح الذي طالب مجلس الوزراء بتبنيه، إلى أنه يمكن ألا يكون هذا الحظر شاملا لكي لاتقف الحياة بشكل كامل، حيث يمكن مثلا السماح أن تعمل حركة الطيران بنسبة 10% فقط للحالات الطارئة، وكذلك المصالح الحكومية يمكن أن تعمل جزئيا، كما هو الحال الآن، وألا ينزل للعمل في هذه الفترة الموظفين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل إجازة في هذه الفترة، ويتم الاكتفاء بالقيادات والشباب.

وأكد الخبير بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن ذلك لن يكون له آثار سلبية على الاقتصاد، قائلا "قبل ذلك رصد العالم مليارات لمحاولة إغلاق ثقب الأوزون وتقليل معدلات التلوث والكربون من العالم وكان يتم عمل دراسات وأبحاث ومشاريع بمليارت من أجل ذلك، ولم تكن معدلات التلوث تقل أو يغلق ثقب الأوزون، وكنا نخسر هذه المليارات، أما الآن فإن فنسب الكربون في الجو قلت بنسبة 2%.

وأكدت د.أمل سعد حسين، رئيس شعبة البيئة وأستاذ صحة البيئة والطب الوقائي بالمركز القومي للبحوث، تأييدها لأي جهد أو مسعى من ِشأنه تقليل نسببة التلوث، باعتبار أن ذلك سينعكس بالتأكيد على صحة البشر وتحسين جودة حياتهم، إلا أنها أشارت إلى أن تحديد المدة بدقة التي يمكن أن تحدث تأثيرا ينبغي أن يخصع لنقاش أكثر من المتخصصين في علم تلوث الهواء، لبيان ما إذا كان أسبوع كافي أو أسبوعين أو شهرين.

وفي السياق نفسه، قال الدكتور ناصر عبداللطيف، رئيس قسم تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث، إن أي تقليل لنسب الملوثات والانبعاثات الضارة في الهواء من شأنه، سيكون له بلاشك تأثيرات إيجابية على الصحة وتحسين جودة المنتج الزراعي، نظرا لأن الملوثات والانبعاثات الضارة تؤثر سلبا على كل الكائنات الحية، بما في ذلك النبات، بل وتؤثر سلبا حتى الجماد، مثلما يحدث من آثار سلبية بالنسبة للآثار.

ودعا "عبداللطيف" لضرورة إشتراك خبراء من كل العالم، في تقييم أثر مثل هذا المقترح، في ضوء الحلقات المختلفة لعملية التنمية المستدامة والتي تشمل البيئة والاقتصاد والمجتمع، لافتا إلى أن الأمر سيكون له فوائد اقتصادية بالتأكيد تتمثل في انخفاض الانفاق على الصحة نتيجة لتقليل معدلات التلوث، وتحسين جودة المنتج الزراعي، وهو ما يستدعي اشتراك خبراء اقتصاديين، بل وسياسيين أيضا، أيضا في تقييم أثر هذا المقترح وفوائده.


مواضيع متعلقة