رب ضارة نافعة.. تراجع كبير في مستويات التلوث بمئات المدن الصينية

كتب: محمود البدوي

رب ضارة نافعة.. تراجع كبير في مستويات التلوث بمئات المدن الصينية

رب ضارة نافعة.. تراجع كبير في مستويات التلوث بمئات المدن الصينية

غالبا ما يكون للأمراض الوبائية وانتشارها، تأثير سيء وسلبي على البلاد، فإلى جانب الضحايا، واستنزاف مقدرات البلاد، وتراجع السياحة كما حدث حاليا مع انتشار كورونا في الصين والعالم، اضطرت الصين، إلى إغلاق العديد من المدن ومنعت الانتقال والحركة، لوقف انتشار وتمدد الفيروس القاتل، ما ساهم في تراجع حدة التلوث في الصين، بصورة كبيرة وانخفاض مستوياته بشكل هائل.

ومن المعروف، أن الصين وبعض مدنها من بين أكثر دول ومدن العالم تلوثا، حيث ترتفع نسب تلوث الهواء فيها بصورة كبيرة، مثل الارتفاع في غازات الدفيئة، ومن بينها ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، وهو الغاز الضار الذي ينبعث من السيارات ومحطات توليد الطاقة والمنشآت الصناعية.

وقال مسؤول صيني محلي في بكين، الأحد، إن مقاطعة هيبي الشمالية المعرضة للضباب الدخاني، القريبة من بكين، حققت أهدافها الخاصة بجودة الهواء، بهامش كبير خلال فصل الشتاء، بعد جهود متضافرة لمعالجة الانبعاثات، موضحًا أن متوسط تركيزات جسيمات "بي. إم 2.5" في الهواء، خلال الفترة من أكتوبر إلى مارس، انخفض بنسبة 15 في المئة عن العام السابق، لتصل إلى 61 ميكروجرام لكل متر مكعب، في حين انخفضت مستويات ثاني أكسيد الكبريت أيضا، بنسبة الثلث، حسبما أفادت رويترز.

وأرجع معظم الخبراء، الانخفاض الكبير في تلوث الهواء في جميع أنحاء الصين في الربع الأول إلى تفشي فيروس كورونا الجديد، وتدابير الاحتواء الصارمة، التي شهدت إغلاق المدن والمقاطعات بأكملها، وخفضت بشدة حركة المرور والنشاط الصناعي في جميع أنحاء البلاد.

ومع بقاء الملايين في المنزل، انخفضت تركيزات جسيمات "بي.إم 2.5" في الهواء، بنسبة 15 في المئة تقريبا في أكثر من 300 مدينة صينية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، وشهدت شنغهاي انخفاضا في الانبعاثات بنسبة 20 في المئة تقريبا في الربع الأول، بينما في ووهان، حيث نشأ الوباء، انخفضت المعدلات الشهرية للتلوث بأكثر من الثلث مقارنة بالعام الماضي.

يشار إلى أن الصين كانت تشهد تركيزات عالية من جزئيات "بي إم 2.5" وهي مكونة من الغبار والتراب والدخان، ويمكن أن تتغلغل في الرئتين وتتسرب إلى الدم، وتعد مسؤولة عن أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطانات.

وتعاني الصين والهند والعديد من الدول الآسيوية، مما يسمى بـ"الهباء الجوي"، هو جسيمات دقيقة عالقة في الهواء مثل الغبار المصاحب لهبوب الرياح والتلوث الناتج عن المصانع.


مواضيع متعلقة