أبطال الجيش الأبيض.. محمود ممرض بدرجة داعم نفسي لمرضى عزل قها

كتب: سمر صالح

أبطال الجيش الأبيض.. محمود ممرض بدرجة داعم نفسي لمرضى عزل قها

أبطال الجيش الأبيض.. محمود ممرض بدرجة داعم نفسي لمرضى عزل قها

بوجه بشوش وخطوات هادئة يدخل الممرض محمود أبو الهدى على مرضاه النائمين على أسرتهم بقسم الرعاية المتوسطة في مستشفى قها للعزل، بعدما تحصن جيدا بملابسه الواقية، يداعب الأطفال منهم ويدعم الشباب وكبار السن، نفسيا لتخطي الأزمة دون خوف نظرا لدور الحالة النفسية للمريض في الشفاء، حتى اشتهر بين المرضى بما يفعله من أجلهم، والأطباء يطلبونه أحيانا للتعامل مع المرضى حين يبدي أحدهم خوفه أو يأسه من مواجهة الفيروس المستجد، فأضحى ممرضًا بدرجة داعما نفسيًا بالمستشفى.

مع اليوم الأول لتحويل مستشفى قها بالقليوبية إلى مستشفى للعزل لمصابي فيروس كورونا، في مارس الماضي، انضم محمود إلى الطاقم الطبي المكلف بالمهمة، يعمل يوميا على مدار 12 ساعة، يستقبل الحالات ذات الحالة المتوسطة بعد خروجهم من العناية المركزة، وبحسب روايته لـ"الوطن"، أغلبهم من كبار السن يرهبون الموقف الجديد عليهم ولذلك يحرص على التحدث معهم باستمرار لتهدئتهم وتبسيط الأمر عليهم.

محمود: الدعم النفسي للمريض بيساعد في تقدم حالته الصحية 

يقضي الممرض العشريني أوقاتا طويلة بجانب مرضى قسم الرعاية المتوسطة، يهون عليهم التجربة بشرحه لطبيعة المرض ونوعية العلاج الذي يلتقونه على مدار اليوم بجرعات محددة، إلى جانب محاولته لتبسيط الأمر عليهم، "أوقات بيخافوا أو يتعبوا نفسيا لما يسمعوا عن حالات اتوفت في الرعاية المركزة وبحاول أطمنهم على حالتهم الصحية طول الوقت عشان ميخافوش وده مهم في تقدم الحالة"، حسب تعبيره.

لم ينس محمود دعم الأطفال المرضى بالغناء تارة وباللعب مرة آخرى بمشاركة زملائه في طاقم التمريض في المستشفى، حتى اعتاد المرضى على وجهه وبات مألوفا لهم ومصدرًا للبهجة، كما وصفته الصفحة الرسمية للمستشفى عبر موقع "فيس بوك".

الحاجة صفاء، واحدة من المرضى الذين ساعد محمود في دعمهم نفسيا حتى تجاوزت المرض، كانت في الرعاية المركزة وبعد رؤيتها حالة وفاة أصيبت بأزمة نفسية شديدة خوفا مما رأته بعينيها، حاول الأطباء نقلها إلى القسم الذي يعمل به الممرض الشاب لنجاحه في دعم المرضى نفسيا بكلامه من قبل مع كثير من الحالات، "نقلوها القسم بتاعي قعدت اتكلم معاها بهدوء ووصفتلها حالتها والعلاج بتاعها اللي بيجيب نتيجة كويسة عشان أطمنها لحد ما استقرت حالتها النفسية وهديت".

في رمضان، يحرص محمود على تناول وجبة الفطار في مقر إقامته بالسكن الملحق بالمستشفى بصحبة زملائه، وكذلك في وجبة السحور للمشاركة والشعور بأجواء رمضان فيما بينهم، دون تقصيره طوال ساعات عمله مع مرضاه، وبحسب وصفه، "مبتأخرش عنهم وطول الوقت اللي بيحتاج حاجة بيلاقيني جنبه عشان المريض لما يتطمن حالته النفسية بتتقدم وده بيساعد في العلاج".


مواضيع متعلقة