"جيشنا الأبيض".. "بسمة" في مهمة تطوعية بمستشفى العزل: بكيت أول يوم رمضان

"جيشنا الأبيض".. "بسمة" في مهمة تطوعية بمستشفى العزل: بكيت أول يوم رمضان
- كورونا
- فيروس كورونا
- رمضان 2020
- التراويح
- رمضان
- مستشفى العزل
- كورونا
- فيروس كورونا
- رمضان 2020
- التراويح
- رمضان
- مستشفى العزل
مع بدء تسجيل أولى حالات فيروس كورونا الجديد، كانت الأمنية الأولى للطبيبة الصيدلانية بسمة أشرف هو اختيارها ضمن الطواقم الطبية المكلفة بالعمل في مستشفيات العزل، لم يقع الاختيار عليها فتواصلت مع النقابة ومديرية الصحة بمحافظتها كفر الشيخ، وطلبت التطوع للانضمام بأحد مستشفيات العزل، الأمر الذي استقبله العديد بالضحك وبنوع من عدم التصديق، "أهلي وصحابي الكل كان فاكرني بهزر ومش متخيلين إن الموضوع بجد"، تقول "بسمة" في بداية حديثها لـ"الوطن".
أيام مضت، انتظرت فيها الصيدلانية العشرينية كل ساعة قبول طلبها بالتطوع، حتى تلقت مكالمة هاتفية في أول أبريل تخبرها بقبول طلبها وحددوا لها موعد التاسع من أبريل بداية للانضمام لفريق مستشفى العزل قها بالقليوبية، فرحتها بالخير لم تدم طويلا حين بدأت تواجه مشكلات ومشادات من أسرتها وزملائها، وصفتها بسمة بقولها، "أمي أغمى عليها أول ما قولتلها وبابا كان خايف جدا وصحابي قالولي هنمعنك تروحي وناس قالتلي مش عايزين نشوفك لما ترجعي انتي كدة وباء".
استقبلوا كلامي بالضحك في البداية.. وبعد ما اتوافق على طلبي أمي "أغمى عليها"
من بين الساخرين والرافضين لرغبة "بسمة"، ساندها أحد زملائها الطبيب أحمد البدالي، بعد أن رأى فيها رغبة في خدمة الناس في تلك المحنة، "أجلت سفري يومين من كفر الشيخ لحد ما اتطمنت على أمي وهديت، وزميلي شجعني ووصلني لقدام المستشفى، قالي أنا واثق فيكي وانتي قد المسؤولية"، ما اعتبرته حافزًا لها لبدء مهمتها التي جاءت من أجلها.
بخطوات محسوبة دخلت "بسمة" إلى مكان عملها الجديد بمستشفى عزل قها بالقليوبية، وجدت نفسها الصيدلانية الوحيدة المتواجدة بصيدلية المستشفى، لا تعرف أحد من حولها وتجهل المصير الذي ستبدأ في مواجهته، "أول يوم كنت رايحة مكان معزول مش عارفة الناس ولا متخيلة شكل الناس اللي تعبانة، كنت بفضل أتأكد كويس إني غسلت ايدي كل شوية، مش خايفة بس تايهة"، حسب وصفها.
العمل بصيدلية مستشفى قها للعزل على مدار 24 ساعة، فهي الوحيدة المتواجدة في تلك المهمة، مسؤولة عن الجرعات المحددة للمرضى، إذا أرادت النوم استرقت ساعة في وسط اليوم تغفو فيها وتستفيق فيها على صوت أحدهم يطلب منها صنف معين من الدواء، ولكن كل ذلك رغم مشقته لم يجعل "بسمة" تفكر في التراجع عن قرار التطوع، وبعد أن انقضت مدتها الأولى المحددة بـ14 يومًا أمدتهم بأسبوعين آخرين لاستكمال مهمتها.
"خلال الشهر ده نفسيًا اتغيرت، شوفت حالات بتموت وناس بتفرح بالشفاء وعربيات إسعاف جاية الفجر"، كل ذلك أحدث تغييرا في نفس الطبيبة الصيدلانية ابنة محافظة كفر الشيخ، الأمر بالداخل وصفته بـ"حالة حرب" ولكن العدو مجهول لا تراه ولا تعرف من أين يأتي، يراودها تساؤلات عدة كل ليلة هل ستخرج إلى العالم من جديد بعافية أم ستصاب بالفيروس؟.
أول يوم رمضان معرفتش أفطر.. وقعدت أعيط في أوضتي
أول أيام رمضان كان الأصعب على "بسمة"، لم تشعر فيه بأجواء رمضان التي طالما اعتادت عليها كل عام وسط أسرتها، انسحبت من بين زملائها وأغلقت باب غرفتها عليها ومعها وجبة الفطار وأبعدت الطعام عنها قليلا وجلست تبكي لافتقادها والدتها وأسرتها، "أول يوم معرفتش أفطر قعدت أعيط وماما اتصلت بيا وقت الفطار وكانت بتعيط.. أول مرة أغيب عنهم ويكونوا قلقانين عليا".
زملاء "بسمة" في مستشفى قها، بعد أن لاحظوا انعازلها في غرفتها وقت الفطار والسحور، حرصوا على دعوتها لتناول الوجبتين معهم، كنوع من الدعم النفسي لبعضهم البعض في تلك الظروف، واستجابت لدعوتهم، "بقيت أفطر معاهم بدل ما كنت باكل لوحدي بس رمضان هنا ملوش طعم خالص"، ولكن ما يدعوها إلى الصبر كل يوم هو أنها جاءت لمهمة إنسانية طوعًا دون تكليف من أحد، بحسب تعبيرها.