"جيشنا الأبيض".. عبدالمسيح يصوم رمضان مع صديقه أحمد في "عزل إسنا"

"جيشنا الأبيض".. عبدالمسيح يصوم رمضان مع صديقه أحمد في "عزل إسنا"
قبل 23 عاما، كان أول لقاء جمع بين مشرفي التمريض أحمد عبدالفتاح وخير عبدالمسيح، من داخل أحد المدارس الابتدائية بمحافظة الأقصر، زادت أواصر العلاقة بينهما يوما بعد يوم، لم تعد مقتصرة على المدرسة فقط، يتبادلان الزيارات المنزلية ويقضيان ساعات طويلة من اللعب معا، وفي مرحلة التعليم العالي تخصصا في نفس التخصص العلمي، ومن بعدها عملا في طاقم التمريض بمستشفى الأقصر الدولي، حتى إذا بدأت أزمة فيروس كورونا انتقلا للعمل معا في مستشفى إسنا للعزل في قسم الرعاية المركزة وفي السكن يقتسمان غرفة واحدة ويتناولان الطعام على نفس المائدة.
مع التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، من كل يوم يبدأ الشابان صاحبا الـ30 عاما، استلام مهام عملها كإشراف تمريض في قسم الرعاية المركزة بمستشفى إسنا للعزل، يباشران حالة الحالات الحرجة التي تحتاج أجهزة تنفس صناعي، وبعد انتهاء مواعيد العمل الخاصة بهما يتوجهان معًا إلى الغرفة التي يقيمان بها في السكن المخصص للطواقم الطبية بجانب المستشفى نفسها، "بنقسم أكلنا سوا ونريح كام ساعة لحد الصبح وننزل من تاني على الشغل"، يقول خير عبد المسيح مشرف التمريض لـ"الوطن".
خير يصوم نهار رمضان ويشارك أحمد الفطار والسحور
أجواء شهر رمضان داخل مستشفى العزل اختلفت بالنسبة للصديقين، مع أول وجبة سحور حرص "عبدالمسيح" مشاركة صديقه أحمد، حتى قرر الأول صيام نهار الشهر الكريم مع صديقه لمشاركته، "مش بياكل ولا بيشرب طول النهار بيصوم معايا ووقت الفطار بنقعد ناكل سوا"، يقول مشرف التمريض أحمد عبدالفتاح لـ"الوطن" في وصف علاقته بصديقه.
العاملون بالمكان حرصوا على تعليق الزينة قبل أيام من حلول الشهر الكريم حتى يشعر جميعهم ببهجة المناسبة، وأما "أحمد" وصديقه وثقا تواجدهما معًا في المهمة الإنسانية بصور مختلفة بجوار الفانوس والزينة الرمضانية.
حين يذهب أحمد لأداء صلاة المغرب يستغل صديقه تلك الدقائق في تجهيز وجبات الفطار الخاصة بهما ويجلسا مع زملائهم بالقسم لتناول الفطار والحلوى من بعده، وفي السحور تقع مهمة إحضار الوجبات من المطعم على عبد المسيح، وبحسب وصفه، "بنزل أجيب السحور من المطعم ولما أطلع بناكل مع بعض لحد ما يجي الفجر هو يصلي وننام بعدها لمعاد الشغل بتاعنا الصبح".
يتخلل يوم الصديقين خلال الليل، ساعات قليلة يتابعان فيها بعض أحد المسلسلات والبرامج الرمضانية، كنوع من الترفيه والخروج من أجواء المرض والحديث عن الوباء، "بنحاول نفصل آخر اليوم عشان نقدر الصبح نواصل بنفس الطاقة مع المرضى".