"جيشنا الأبيض".. "مي" ممرضة بعيدة عن أسرتها في رمضان: بفطر مع زمايلي

كتب: سمر صالح

"جيشنا الأبيض".. "مي" ممرضة بعيدة عن أسرتها في رمضان: بفطر مع زمايلي

"جيشنا الأبيض".. "مي" ممرضة بعيدة عن أسرتها في رمضان: بفطر مع زمايلي

مضى شهر كامل لم تر فيه الممرضة مي منسي أطفالها الصغار لتأدية مهما عملها في مستشفى قها للعزل بالقليوبية، تركت أمور رعايتهم لشقيقتها حتى بدأ الشهر الكريم وهي أيضا في عملها، تقضيه بعيدا عن أسرتها، لأول مرة، يجمعها بهم يوميا فقط محادثات هاتفية ومرئية إلكترونية عبر الإنترنت تصطبر بها ويطمئن قلبها عليهم، تدعو الله في صيامها وصلاتها كل يوم أن تنكشف الأزمة وتستمتع بحضهم وابتسامتهم الملائكية كل صباح كما كانت من قبل.

مع دقات التاسعة، تتسلم "مي" صاحبة الـ27 عاما، مهام عملها في الشيفت الصباحي هي وزملائها، يتابعون المرضى على أسرتهم إذا احتاج أحدهم شيء، يمرون عليهم لإعطائهم جرعات الدواء في وقتها بعد التأكد من ارتداء كافة الملابس الواقية لهم، ومع قرب أذان المغرب يتسلمون وجبات الفطار وتبدأ الطواقم في تقسيم بعضها مجموعات صغيرة لا تتجاوز الأربعة أفراد لتناول وجبة الفطار.

وبحسب رواية "مي" لـ"الوطن": " بنتقسم مجموعات دكاترة وتمريض ومسؤول الصيانة وبنفطر في أي أوضة في السكن بتاعنا الملحق بالمستشفى ولما المجموعة الأولى تخلص تاكل المجموعة التانية بعدها"، وهكذا لضمان مراعاة المرضى على مدار اليوم.

في الفطار والسحور ينقسم الطاقم الطبي إلى مجموعات صغيرة لتناول الطعام معا

التجمع على مائدة واحدة لتناول الفطار ومن بعدها أداء صلاة المغرب في جماعة، مع مراعاة التباعد والعدد القليل، خفف قليلا من وطأة شعور الممرضة العشرينية بالحرمان عن أطفالها الصغار بخاصة في تلك الأيام، "اللمة وصلاة الجماعة عملت أجواء روحانيات مختلفة وسمحت لينا نعيش أجواء رمضان زي بيوتنا".

في الثامنة مساءً يحين موعد صلاة العشاء ومن بعدها التراويح، تحرص "مي" وزملائها على أداء الصلاة في وقتها بالتناوب بينهم، وبعد الانتهاء من آخر ركعة يجلسون دقائق قليلة يسبحون ويتضرعون إلى الله، حتى إذا جاء موعد انتهاء عملهم ينصرفوا إلى غرفهم للراحة قليلا.

مشهد الفطار يتكرر في السحور أيضا، ينقسم الطاقم الطبي إلى مجموعات صغيرة يتناول كل منهم وجبته على مائدة واحدة متباعدين فيما بينهم، حتى يٌرفع أذان الفجر ويذهب كل منهم إلى غرفته للنوم حتى يأتي موعد عملهم في الصباح، "بنشارك بعض كل حاجة عشان نحس بأجواء رمضان وإحنا بعيد عن بيوتنا"، حسب تعبير الممرضة بمستشفى قها للعزل.


مواضيع متعلقة