بعد زيادة تعداد السكان.. خبراء: السبب مفاهيم دينية ومجتمعية خاطئة

كتب: محمد حامد

بعد زيادة تعداد السكان.. خبراء: السبب مفاهيم دينية ومجتمعية خاطئة

بعد زيادة تعداد السكان.. خبراء: السبب مفاهيم دينية ومجتمعية خاطئة

الزيادة السكانية إحدى المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها الدولة، لما تمثله من خطر كبير على معدلات التنمية الاقتصادية، في ظل عدم التوازن بين عدد السكان، والموارد المتاحة للإنفاق على الخدمات من تعليم وصحة ومرافق وبرامج حماية اجتماعية.

مبادرات عديدة على مدار السنوات الماضية أطلقتها الدولة لمواجهة سرعة النمو السكاني من خلال توعية المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة، لكن الأهداف المرجوة دائما ما تصطدم ببعض العادات الاجتماعية والثقافية في المجتمع، فضلاً عن المعتقدات الدينية الخاطئة حول كثرة الإنجاب.

وأعلنت الساعة السكانية الالكترونية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أنَّ عدد سكان مصر سجل اليوم السبت نحو 100 مليون و320 ألف نسمة، ما يعني حدوث زيادة سكانية 320 ألف نسمة خلال أقل من 90 يوما.

وأعلن اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في 11 فبراير الماضي وصول عدد سكان مصر إلى 100 مليون نسمة في الداخل.

وأرجعت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، تفاقم أزمة الزيادة السكانية إلى المفاهيم الدينية الخاطئة وترويجها من قبل بعض الدعاة لحث المواطنين على زيادة النسل من خلال استنادهم إلى بعض الأحاديث النبوية.

وأكدت نصير لـ"الوطن"، أنَّ العصر الذي نعيش فيه يختلف عن زمن الرسول الذي حث على زيادة النسل لقلة عدد المسلمين آنذاك، والواقع المجتمعي الراهن يختلف عن عصر الرسول، وأصبح تعدادنا كبيرا جدا، كما أن الرسول في حديث له حذر من الكثرة التي تسير كغثاء السيل، بسبب قلة الموارد.

وتابعت أن الهدف هو ضبط النسل وليس تحديد النسل لمواجهة الزيادة السكانية لتتناسب مع موارد الدولة، مشددة على ضرورة تصحيح المفاهيم والعادات الخاطئة حول كثرة الإنجاب، واستخدام رسائل بسيطة لشرح التأثيرات السلبية للزيادة السكانية على الدولة.

وبدوره، أكد الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، أهمية وجود آليات وإجراءات من الدولة تلزم المواطنين بتحديد النسل للحد من الزيادة السكانية، موضحا أنّ خطر هذه المشكلة لا يقف عند الأسرة فقط.

وقال صادق لـ"الوطن"، إنّ الدولة عليها أن تسرع في اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه الأسرة التي تنجب أكثر من طفلين، بفرض ضرائب أو رفع الدعم وغيرها، موضحا أنّ مصر تزيد سكانيا بشكل كبير وفي خلال أشهر قليلة.

وأضاف أنّ الحملات الإعلامية في مواجهة الزيادة السكانية غير كافية، ويجب أن يكون هناك دور أكبر للتوعية في الشارع، خاصة في القرى والمناطق الشعبية التي تفتقر إلى الثقافة والوعي والتعليم، وترتفع بها نسبة الإنجاب، لقناعتهم بتقاليد مجتمعية ومفاهيم دينية خاطئة.

وشدد صادق على أهمية دور الأئمة في المساجد والخطاب الديني، لزيادة توعية المواطنين بضبط النسل لخفض المواليد، موضحا أنّه لا طائل من كثرة الإنجاب دون قدرة مالية للإنفاق عليهم، وقدرة على تطوير مهاراتهم وقدراتهم لخدمة أنفسهم ومجتمعاتهم، فضلا عن أعبائها المضاعفة على الخدمات العامة كالتعليم والصحة والمرافق.

وفي ذات السياق، قال المستشار بهاء أبوشقة، رئيس حزب الوفد، رئيس لجنة الشؤون التشريعية بمجلس النواب، إن الزيادة السكانية تمتص جميع عائدات الإنتاج والتنمية وتعرقل جميع خطوات الإصلاح الاقتصادي.

وأضاف أبوشقة لـ"الوطن"، أن الدولة المصرية تواجه تحديات عديدة لعل أخطرها الزيادة السكانية، مشيرا إلى أن الزيادة الكبيرة في النسل خلال شهور قليلة يحتاج من الجميع التكاتف خلف الدولة لمواجهة هذه الأزمة.

وتابع أن عدد المواليد في مصر وصل إلى 2 مليون و750 ألف سنويا، وإذا استمرت الزيادة السكانية بهذا الشكل سيصل عدد المواليد إلى 200 مليون عام 2050، ولابد من تدخل الدولة بمشروع قومي يكون بمثابة حل حاسم لهذه المشكلة.


مواضيع متعلقة