حوار.. ابنة شقيقة عبدالمنعم رياض: شخصية المنسي تشبهه وأتابع "الاختيار"
عزة الخولي لـ"الوطن": لم تعرض علينا فكرة عمل درامي عن الجنرال الذهبي
الفريق عبدالمنعم رياض
بين سيرتي شهيدين الأول أعطى كل فكره وجهده لإعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967 ووصل إلى مستوى الكفاءة التي تحققت لقواتنا المسلحة ونجاحها في تحقيق انتصارات حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر، والثاني جاء بعد عقود منه حارب الإرهاب وقضى على الكثير من البؤر الإرهابية في سيناء ونجح في قتل إرهابيين والقبض على آخرين، يظل الشهيد عبدالمنعم رياض والشهيد أحمد المنسي ضمن السير التي يفخر بها المصريون لما قدماه فداء للوطن، ويتحاكى ببطولاتهما الأجيال المختلفة.
"الوطن" حاورت الدكتورة عزة الخولي، ابنة شقيقة الجنرال الذهبي الشهيد عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا، للحديث عن خالها والشهيد أحمد المنسي ومسلسل الاختيار، ومدى التشابه بينهما رغم اختلاف الحقب الزمنية.
وإلى نص الحوار،،،
- هل تتابعين مسلسل الاختيار؟
بالطبع أتابعه أنا والعائلة يوميا، وأرى أن ما يميزه كعمل درامي أنه استطاع تجسيد تاريخ حديث جدا في فترة مهمة جدا مرت بها الدولة المصرية على أصعدة مختلفة، واستطاع الوصول لقاعدة عريضة من المواطنين ودخل منازل المصريين بكل بساطة بعيدا عن التكلف، لاسيما وأنه نوع محترم من الدراما، وأنا كأستاذة للأدب الإنجليزي في جامعة الإسكندرية لمست هذا في جميع الحلقات التي شاهدتها، فهو مختلف عن ذلك النوع من الدراما التي انتشرت في السنوات الأخيرة.
- وما الذي يميز مسلسل الاختيار من وجهة نظرك؟
المسلسل استطاع الوصول لقاعدة عريضة من المواطنين الذين عاصروا هذه الأحداث التاريخية التي يعالجها المسلسل، وعاشوا جميع الظروف خلال السنوات الماضية بداية من عام 2011 ومرورا بحكم الإخوان وسقوطهم بيد الشعب ووقوف القوات المسلحة مع قرار المصريين وإرادتهم، أما الميزة الأخرى هو التوثيق الممزوج بالدراما في الكثير من المشاهد، مثل حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، والتحقيقات.
- وما رؤيتك للمساحة التي تروي حياة الإرهابي هشام عشماوي بالتوازي مع الشهيد أحمد المنسي؟
بالرغم من أن مسلسل الاختيار يتحدث عن شهيد ضحى بحياته فداء للوطن، وفخر لجميع المصريين وذكر سيرته يعتبر تعظيما له ولجميع الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل المصريين، لكن هناك نقطة إيجابية للغاية أن صناع المسلسل تطرقوا إلى الصراع داخل هشام عشماوي بين الشر الذي انتصر على جانب الفطرة الإنسانية بداخله، ونجح المؤلف والمخرج في هذا الجانب تحديدا في أحد المشاهد بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق عندما ذهب إلى الإرهابي الذي يحركه، وسأله عن الرجل صاحب الكشك الذي استشهد والطفل الذي بترت قدمه، إضافة إلى التطرق إلى عائلته والأسباب التي جعلته متشددا ومشتتا لهذا الحد من خلال طريقة تربية والده له، وطاقم الإعداد للمسلسل نجح وكان موفقا للغاية في إبراز هذا الصراع الذي دار بداخل هشام عشماوي طفلا وشابا وضابطا وإرهابيا، وإظهار خلفية العائلة والزوجة أضفى مصداقية بشكل كبير جدا على السيناريو والحوار.
- وماذا عن اختيار الممثلين في مسلسل الاختيار؟
اختيار الممثلين ممتاز للغاية، فنجد نجوم صف أول ظهروا لدقائق، وأثروا في الحلقات بشكل رائع، وجميعهم وطنيون ويقدمون فنا راقيا، فعلى سبيل المثال الضابط الشهيد الذي قام بدوره الفنان محمد عادل إمام، قام نجلي بالبحث عن البطل الحقيقي والتسجيل بصوته، وأنا سمعت هذا المقطع، كما أن المصريين خاصة الشباب بدأوا في البحث عن الأبطال الحقيقيين مثل الجندي الذي جسد دوره الفنان كريم محمود عبدالعزيز، والضابط الشهيد الذي جسد دوره الفنان آسر ياسين والضابط الذي جسده الفنان الأردني إياد نصار، بكل صدق رغم أنهم ضيوف شرف إلا أنهم استطاعوا في مشاهد لم تستمر لأكثر من دقائق التأثير في الشارع.
- وماذا عن الأبطال الرئيسيين للمسلسل؟
الفنان أمير كرارة من الواضح أنه درس الدور جيدا جدا، واختياره كان رائعا من قبل صناع العمل الدرامي، أما الفنان أحمد العوضي بكل صراحة لفت انتباهي بشكل قوي وأرى أنه ممتاز، والاثنان جسدا أدوارهما ببراعة شديدة وحرفية واحترافية.
- وما أوجه التشابه بين الشهيد عبدالمنعم رياض والشهيد أحمد المنسي؟
الشهيدان لا يخافان، وعلى الرغم من أن الخوف شعور إنساني لكنهما وضعا هدفا أسمى من الخوف البشري وقاما بإعلاء مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية وغريزة البقاء، والفريق عبدالمنعم رياض كان خفيف الظل ويحب المرح ومحبا للحياة ويحب الخروج للتنزه، ومحبا للعائلة، والروايات عن المنسي والمشاهد في المسلسل تؤكد هذا التشابه، فالاثنان كانا يعطيان العمل حقه والعائلة حقها والترويح عن النفس حقه، كما أن الفريق عبدالمنعم رياض كان مثقفا ويتحدث 4 لغات، والمنسي اجتاز الكثير من الدورات كما أن تفكير شخص مثل المنسي يؤكد أنه كان يتمتع بقافة عالية، كما أنهما لديهما روح مبادرة ويدرسان أي عمل قبل القيام به، ويجدان بدائل وحلولا للمشكلات ومهتمين بالتعلم لأبعد مدى من الممكن تخيله، ويبذلان وقتا ومجهودا لإتمام واجبهما تجاه الوطن على أكمل وجه.
- هل تتمنى عائلة الشهيد عبدالمنعم رياض أن ترى عملا دراميا عن حياته؟
بالطبع، لكن للأسف بعد كل هذه السنوات لم يعرض أحد الفكرة، لكنه أخذ حقه من الناس فلا يوجد مدينة من الإسكندرية لأسوان ليس بها ميدان أو مدرسة أو طريق أو شارع باسم الفريق عبدالمنعم رياض، نرفع رؤوسنا لاستشهاده على الجبهة، فهو رمز للبطولة والتضحية وعلمنا أن الوطن أغلى من الأشخاص، حيث إن مصر بالنسبة له مقدسة، هذا الرجل العظيم كان مثالا للوطنية، لم يحب الحراسة الكثيرة، وأنا لم أنسَ هذا المشهد حتى الآن، جنازته كانت شعبية وليست عسكرية فقط، والبلد كانت في حالة سيئة بعد النكسة والشعب رأى استشهاد رئيس الأركان على الجبهة شيئا عظيما واستشهاده نجم عنه لحظات مشحونة بالعواطف والحزن والفخر كنت أتمنى ذلك.