باحث أثري: المصري القديم أول من عرف حقوق العمال ووضع قوانين عمل

باحث أثري: المصري القديم أول من عرف حقوق العمال ووضع قوانين عمل
يحتفي العالم اليوم بعيد العمال وسط ظروف استثنائية غير مسبوقة أغلقت المصانع وأوقفت عجلة الإنتاج.
وقال الباحث الأثري مجدي شاكر إن مصر أول بلد في التاريخ عرفت حقوق العمال حيث بدأنا ذلك مبكرا من حيث تنظيم العمل والعمال مما أنتج حضارة كانت محط أبهار العالم أجمع كان نظام العمل نظاما صارماً، كان صعبا إلى حد ما، ما جعل المؤرخ "هيرودوت" يشير خطأ إلى أن المصريين استخدمهم الملوك في السخرة وهو أمر عارٍ تماما من الصحة.
وتابع تعاليم "بتاح حتب" ، التي ترجع لعصور أقدم بكثير من هيرودوت نصحت بمعاملة العمال معاملة جيدة "لأن ذلك سيكون مستحسنا من الإله بتاح إله العمال والحرفيين، ويرى كبير كهنة أمون روما- روى أن التقرب إلى العمال يكون من خلال تجديد ورشة العمل التي يعمل بها العمال وأوضح أنه أصلح الورشة التي يعمل بها العمال وكانت جدرانها وأبوابها على وشك الانهيار، فبعمله هذا جعل العمال يتحمسون للعمل.
وتابع أن الكاهن "باكن- خونسو" افتخر في تعاليمه بعلاقته الممتازة مع العمال عن طريق ما فعله لهم، فهو كان بمثابة الأب لهم، ويمد يديه إلى البائسين منهم، ويعطي القوت للمحتاجين منهم، وحتى الملك رمسيس الثاني لم ينس في إحدى لوحاته بأن يظهر أنه رجل ذو "ضمير اجتماعي"، وكان يوفر للعمال عامة كل ما يحتاجونه من مأكل وملبس ومشرب وخاصة عمال الحدائق والفخرانية وعمال تشييد السفن.
وتابع شاكر أن اللبس جاء من قوانين العمل التي وضعها المصري القديم والعقوبات ومنها أن التأخير عن العمل أو المشي مبكرا ( التزويغ ) كان جريمة خطيرة، ويعاقب العامل بالحبس ستة أشهر أو العمل بالسخرة أو الغرامة ، وفي بردية بمتحف بروكلين تتحدث عن سجن امرأة عاملة في طيبة لأنها تركت عملها المكلفة به وهربت خارج البلد، ولكن بسبب ظروف مرض أحد أعضاء أسرتها تم إعفاؤها من السجن وكانت الدولة تلجأ لاستخدام العمال في مشاريعها الملكية وقت الفيضان لأن الزراعة في هذا الوقت لا تصلح، وكان الملك خوفو أحد الذين استخدموا العمالة وقت الفيضان في بناء الهرم الأكبر، كما أشار لذلك المؤرخ اليوناني هيرودوت.
في حالة التراخي والكسل كانت بالتهديد، ففي بردية برلين رقم 10643 ، والتي ترجع لعصر أمنحتب الثاني وتؤرخ لمنتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، يوجد بها رسالة أرسلها عمدة طيبة (الأقصر) إلى المستأجر المزارع "باكي" وفي هذه الرسالة يهدد عمدة المدينة عامله: "ويطلب منه عدم التراخي لأنه يعلم أنه كسول ومغرم بتناول الطعام على السرير، وفي بردية آني هناك نصائح كثيرة تقدم للعامل عندما يتعامل مع رئيسه: "لا ترد علي رئيسك الغاضب ودعه بطريقته"، "تكلم بلطف عندما يتحدث بشدة فلطفك علاج يهدأ القلب".