إبراهيم عبدالمجيد: العالم لن يتغير كثيراً بعد "كورونا".. وتعامل الحكومة مبكراً تحرّك جيد

إبراهيم عبدالمجيد: العالم لن يتغير كثيراً بعد "كورونا".. وتعامل الحكومة مبكراً تحرّك جيد
- فيروس كورونا
- فيروس كورونا المستجد
- كورونا فيروس
- كوفيد19
- ابراهيم عبد المجيد
- فيروس كورونا
- فيروس كورونا المستجد
- كورونا فيروس
- كوفيد19
- ابراهيم عبد المجيد
أشاد الروائى إبراهيم عبدالمجيد بطريقة تعامل الدولة مع الأزمة، خاصة قرار حظر التجوال كإجراء احترازى من انتقال عدوى كورونا، فى حين انتقد الطريقة التى تعامل بها السلفيون فى الإسكندرية مع الوباء، مشيراً فى حواره لـ«الوطن» إلى أنه «موقف سياسى»، فى وقت غير مناسب. وأوضح «عبدالمجيد» أن العالم لن يتغير كثيراً بعد «كورونا»، وستظل الدول الرأسمالية كما هى، والاشتراكية كذلك. وإلى نص الحوار:
كيف تتابع أزمة كورونا؟
- لم يشكل الموضوع -بالنسبة لى- هلعاً أو ذعراً، لكن زوجتى تخاف علىّ بشكل كبير، وباستمرار أجدها تقول لى «اغسل إيدك لو لمست سور البلكونة أو أى سطح»، وتتابع باقى تعليمات النظافة، فأصبح الموضوع أسلوب حياة، حتى إننى صرت أغسل يدى بعد إجراء مكالمة بالتليفون، لأنى أشعر أنى لامست شخصاً آخر، ثم أضحك من نفسى. وعلى جانب آخر أتابع الأخبار السيئة التى تحدث فى العالم، فهناك دول كبرى تنهار، والوضع صعب ومخيف لكثير من الدول، مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
كيف ترى تعامل الحكومة المصرية مع الأزمة؟
- أرى أن الدولة تأخذ إجراءات جيّدة، ومنها حظر التجوال، وإن كان هناك بعض الأسئلة، منها لماذا لا تتوافر الكمامات فى الشوارع بسهولة، وبالنسبة للناس هناك عدد قليل يأخذ الموضوع على محمل الجد، فهناك ناس تنزل وتتجمع، وهذا خطأ حالياً.
كثير من المصريين اعتادوا أن يلقوا بحمولهم على الله.. وتعاملوا بهذا المنطق مع أزمة "كورونا"
بمَ تُفسر عدم التعامل بجدية من جانب قطاع كبير من الشعب؟
- ناس ممكن تقول يعنى ماذا سيحدث أكثر مما نحن فيه، وهو جانب تاريخى معروف فى المصريين، يلقون بحمولهم على الله، وهو جانب ليس له حل، ليس موقفاً سياسياً، لكن لا يعجبنى الخروج إلى الشوارع والوجود فى تجمعات مزدحمة.
الروائى: تجمّعات السلفيين فى الإسكندرية للدعاء على "كورونا" موقف سياسى ليس فى وقته.. والمدينة تشوّهت روحياً بسبب الوهابية
وكيف ترى التعامل الذى حدث فى الإسكندرية من مظاهرات وتجمعات للدعاء على الفيروس؟
- لم يكن تصرفاً طبيعياً للمصريين، وما حدث هو الجانب الوهابى المستورد الذى حوّل العبادات إلى تزمُّت مُنفّر، وهى سذاجة، فالدعاء متاح فى أى مكان، وأرى أن هذه التجمعات كانت موقفاً سياسياً مع أن الوقت غير مناسب للسياسة، بل نحن فى وقت أوبئة.
ولماذا نشعر بتغلغل السلفية فى الإسكندرية تحديداً؟
- السلفية فى القاهرة موجودة بصورة أكبر، لكن لأن الإسكندرية كانت مدينة «كوزموبوليتانية» أو مدينة العالم، تخرج منها الموضة إلى أوروبا، واحتفظت بهذه الروح المتحضّرة حتى بعد خروج الأجانب، فكان من يهاجر إلى الإسكندرية يكتسب ثقافتها، ومع زيادة الهجرة إلى الإسكندرية فى أيام السادات ظهرت العشوائيات، كما توغلت الوهابية وكبر المارد، ومع عودة العمال المصريين العائدين من الخليج، تغيرت المدينة روحياً.
كيف تتخيل العالم بعد أزمة كورونا؟
- سيموت كثيرون، لكن أتمنى ألا يكون العدد كبيراً، لكن لن يحدث تغيير فى العالم كما يُقال، فلن تُعيد الرأسمالية التفكير فى نفسها، ولن تعود الاشتراكية أو الشيوعية لمجدها، ففى فرنسا وألمانيا تُقدم خدمات التعليم والعلاج مجاناً، وهذا لم يأتِ من الشيوعية، وإنما من نضال النقابات والمجتمع الأهلى بشكل أساسى أكثر من المؤسسات الرسمية، والمكاسب التى تحققها الشعوب فى هذه الدول من خلال المجتمع المدنى أكثر بكثير من المكاسب التى حققها الناس فى زمن الاتحاد السوفيتى، وأتمنى أن تحدث الأزمة أثراً طيباً مماثلاً فى مصر على مستوى الحركة الشعبية والأحزاب فى تقديم خدمات جيدة للمنتسبين إليها.
ما تصورك لانعكاس الأزمة على الأدب؟
- أتوقع أن تتم كتابة روايات وأشعار وإنتاج أعمال أدبية وفنية عن هذه الأيام التى مر بها العالم والذعر بسبب كورونا، ورواياتى فيها استشراف للمستقبل ناتج عن صدق فنى وإحساس الأبطال بزوال العالم كنوع من الألم، لكنه ليس تنبؤاً بالمستقبل، فمثلا فى رواية «بيت الياسمين»، صادرة فى 1986، كان البطل يرغب فى السفر إلى الكويت، بينما كنت أقول على لسان أحد الأبطال إن المنطقة ستشتعل، وبالفعل حدثت حرب الخليج فى التسعينات، فى 2009، نشرت رواية «فى كل أسبوع يوم جمعة»، ولما حدثت ثورة يناير 2011، كانت تؤخذ اقتباسات من الرواية التى تعتبر يوم الجمعة يوم النهايات ويوم البدايات أيضاً، لكنه غير مقصود.
مسلسل «فى كل أسبوع يوم جمعة» المأخوذ عن رواية لك حقق نجاحاً جماهيرياً، فإلى أى حد تتدخّل فى الكتابة؟
- لم أتدخل فى السيناريو، وأى عمل فنى مأخوذ عن رواياتى لا أحب التعليق عليه إلا كما كان يفعل كاتبنا نجيب محفوظ، بتوجيه الشكر للمخرج والمنتج والسيناريست والممثلين وجميع العاملين فى المسلسل.
وهل تهتم بتحويل رواياتك إلى أعمال فنية؟
- أحب طبعاً أن تتحول رواياتى إلى أعمال فنية، لكننى لا أتحمس لكتابة السيناريو، الرواية فيها حرية أكبر بالنسبة لى، والأزمة الكبرى فى الإنتاج، وبعض الفنانين يشتكون من قعدة البيت، فقد بعت جزءاً من رواية منها: «بيت الياسمين» 3 مرات، لكنه لم يتم تصويرها، وكذلك «عتبات البهجة» و«طيور العنبر»، وكل ما تصدر لى رواية جديدة أتلقى عرضاً من مخرجين وفنانين، لكن العقبة فى الإنتاج.
الأدب فى الدراما
الابتعاد عن الرواية أحد أسباب انهيار السينما، ولا أتحدث عن رواياتى بالخصوص، فالسينما والدراما قامت فى الأصل على الأدب، وبُعد السينما عن الأدب يعتبر إحدى مشكلات السينما، التى تدهورت، كما أن إنتاج الدراما ليس كثير العدد كما يتخيل، فالموضوع يتم حسابه إلى عدد السكان، والموضوع لا يقاس بما يعرض فقط فى شهر رمضان، ولكن على مدار العام.