زكي طليمات.. "حامل البردعة"

كتب: هبة أمين

زكي طليمات.. "حامل البردعة"

زكي طليمات.. "حامل البردعة"

بعد تدخل الاحتلال الإنجليزي، ورفضه استمرار عمل معهد الفنون المسرحية بمصر، غضب مؤسسه ورائد المسرح زكي طليمات، وحاول أحد أصدقاءه دعمه داعيًا إياه بأن يكون صبورًا في معركته مثل الحمار، وأن "يحرن" ويكون لديه "طول بال"، وعلى الفور قرر "طليمات"، تأسيس "جمعية الحمير" ويكون أعضاءها من المثقفين.

وكان الاحتلال الإنجليزي، قد نبّه الملك فؤاد وقتها، بخطورة إنشاء هذا المعهد الفني الذي سيتحدث في أعماله المسرحية عن الفساد، وبالفعل أصدر الملك قرارًا بإغلاق معهد الفنون المسرحية.

واتجه زكي طليمات، الذي ولد في مثل هذا اليوم 29 أبريل من عام 1894، إلى تأسيس جمعية الحمير لدعم الحركة المسرحية، وانضم لها كبار الأدباء والفنانون وقتها وعلى مدار سنوات تأسيسها، على رأسهم عباس محمود العقاد، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، والسيد بدير، وأحمد رجب، ومصطفي حسين، ونادية لطفي، التي انضمت للجمعية بعد طلب من "طليمات" الذي شاركها فيلم "الناصر صلاح الدين"، وترأست الجمعية بعد ذلك حتى رحيلها في بداية عام 2020.

وكان لـ "جمعية الحمير" ألقاب يحصل عليها الأعضاء، حيث يحصل العضو الجديد على لقب "حرحور أو جحش صغير"، حتى يصل إلى لقب "حامل البردعة" أي الحمار الكبير، وهو اللقب الذي حصل عليه زكي طليمات، وتحولت الجمعية إلى "فعل الخير" ومساعدة الفقراء، وجمع التبرعات، ورعاية المرضى، ودعم المستشفيات، والاهتمام بالأشجار.

وواجهت "جمعية الحمير" فور إنشاءها، عقبات كثيرة بسبب ما اعتبره البعض وقتها بأن اسمها غير لائق، واستطاعت الجمعية تجاوز هذه العقبات، وبفضل عملها استطاعت إعادة فتح معهد الفنون المسرحية من جديد.

ويعد الفنان زكي طليمات، أحد رواد المسرح، وأول مديرًا لمعهد التمثيل، وقدم العديد من المسرحيات والأعمال الفنية، وتتلمذ على يديه كبار نجوم زمن الفن الجميل، حتى رحل عن عالمنا يوم 22 ديسمبر من عام 1982.

 

وقبل رحيلها بنحو عامين حكت الفنانة نادية لطفي، عن "جمعية الحمير"، التي أسسها زكي طليمات، وكيف آلت رئاسة الجمعية إليها، وطالبت المحاور أن يقول لها "يا حضرة الحمارة".


مواضيع متعلقة