دراما الواقع: "الفتوة".. "رجالة الجمالية" يستعيدون ذكرياتهم

دراما الواقع: "الفتوة".. "رجالة الجمالية" يستعيدون ذكرياتهم
وكأنك تقرأ إحدى روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ، أو تشاهد فيلماً عربياً بالأبيض والأسود، فالحديث مع سعد زغلول، آخر فتوات الجمالية، يأخذك إلى سنوات بعيدة، تسمع قصصاً وحكايات لم تعد موجودة فى عصرنا الحالى، لكن المؤلف هانى سرحان والمخرج حسين المنباوى والفنان ياسر جلال، أعادوها إلى عام 2020 من خلال مسلسل «الفتوة» الذى يتحدث عن عصر فتوات مصر.
كان للفتوات دور كبير فى مراحل مختلفة من القرن الماضى، يدافعون عن حقوق الضعفاء وينصرون المظلومين ويدفعون الأذى عن الآخرين، فيما كان بعضهم يحيد عن تلك القواعد بفرض القوة وممارسة العنف على أهالى منطقته، كما ظهر فى المسلسل وفى الروايات التى قدمها محفوظ، يحكى سعد زغلول، آخر من تبقى من هذا العصر، ولا يزال يمارس فتونته حتى الآن: «المسلسل بيمثل حياتنا زمان، أيام ما كنا بنقف ندافع عن الغلابة والمظلومين ونرجع لهم حقهم من اللى بيفتروا عليهم، دلوقتى دور الفتوة اختلف، مابقيناش نضرب زى زمان ولا نمارس عنف ولا نفتون على بعض، آخرنا جلسة صلح بنعملها بين الأطراف المتنازعة بيحضرها الرجالة الكبيرة فى المنطقة، وكل واحد بياخد حقه من غير لا ضرب ولا خناقات»، مؤكداً بصوت ينطلق من حنجرة قوية رغم كبر سنه: «محدش يقدر يضرب حد فى وجودى أو فى غيابى، ولو ده حصل بيكون حسابه معايا عسير».
«الفتونة رجولة والرجولة نجيب حق الغلابة مش نيجى عليهم»، جملة يرددها «حسن»، الدور الذى يجسده ياسر جلال، وهو ما يؤمن به «زغلول» الذى كان يقف فى وجه البلطجية ومثيرى الشغب حتى لا يحصلوا على إتاوات من المواطنين: «ماكانش بييجى لى نوم إلا ما أطمن على إن المظلوم خد حقه، وحتى لما كبرت فى السن والزمن اتغير مش بيهدالى بال إلا لما أفض بين المتنازعين وكل واحد ياخد حقه بالتراضى، بعمل قعدة للرجالة فى بيتى وأحل كل المشكلات، وكلمتى سيف على رقبتهم، الفتوة لحد دلوقتى كلمته مسموعة».
كان محمد فتحى، فتوة، يستخدم النبوت والشومة والسلاح الأبيض والجنزير، حينما يضطر لخوض إحدى المشاجرات: «ولو كل ده مش موجود كنت بدخل أتخانق بدراعى وراسى واضرب اللى قدامى بالروسية، بس دلوقتى الدنيا بقيت أهدى وكل حاجة بقت تتحل بالعقل مش بالدراع». مؤكداً أنه لا يزال يحتفظ بالنبوت فى منزله، ويستعمله أحياناً للرقص به فى الأفراح الشعبية: «مش كل الفتوات وحشين أو نموذج خارج على القانون، إحنا دورنا لحد دلوقتى نساعد الناس الغلابة اللى لا حول ولا قوة لها».