أهالي مصر الجديدة عن "أحداث الاتحادية": أصعب أيام.. و"الاختيار" أبكانا

كتب: دينا عبدالخالق

أهالي مصر الجديدة عن "أحداث الاتحادية": أصعب أيام.. و"الاختيار" أبكانا

أهالي مصر الجديدة عن "أحداث الاتحادية": أصعب أيام.. و"الاختيار" أبكانا

في 4 ديسمبر 2012، تظاهر الآلاف أمام قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة؛ احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أقره المعزول محمد مرسي، في نوفمبر من العام نفسه، من أجل تحصين قراراته وجماعته الإرهابية، ليتوافد في اليوم التالي أعضاء وأنصار الإخوان، ويتعدوا عليهم بالضرب والسحل، ويندلع اشتباك بين الطرفين، ما أسفر عن سقوط 10 قتلى، بينهم الصحفي الحسيني أبوضيف، وإصابة أكثر من 700 شخص.

مشاهد قاسية لا تزال آثارها المؤلمة مطبوعة في قلوب ملايين من المواطنين، رغم مرور أكثر من 7 أعوام عليها، لتقفز إلى الأذهان مجددا وتعيد مرارتها بعد أن سلطت الحلقة الثانية من مسلسل "الاختيار"، الذي يتناول قصة حياة الشهيد أحمد منسي، الضوء على أحداث الاتحادية، التي سرعت من إسقاط حكم الإخوان، لتلقى تفاعلا كبيرا بين المواطنين.

يمنى: شوفت الإخوان بيضربوا الناس قدامي والدم في الشوارع

رغم صعوبة تلك الأحداث على العديد من المواطنين، إلا أنها أشد وطأة بين أهالي الاتحادية الذين عايشوا تلك الاحتجاجات عن قرب ووثقوها في أذهانهم بألم، ليكونوا خير شاهد على عنف الإخوان، ومن بينهم المهندسة يمنى أحمد المقيمة في شارع الأهرام، الذي يقع فيه قصر الاتحادية، لتصف تلك الفترة بـ"الأسوأ في حياتها": "كنت بشوف الناس وهي بتتضرب من الشباك ونسمع صوت الصريخ والخناق، والدم في الشوارع"، مبدية سعادتها باهتمام المسلسل لعرض تلك الأحداث وتوثيق تلك الفترة المريرة.

طوال فترة الاعتصام، لم تتمكن يمنى من الخروج من منزلها للمشاركة مع المحتجين، بسبب ترويع الإخوان حينها، حيث كانوا ينتشرون في الشوارع؛ لمنع انضمام المزيد من المواطنين للمتظاهرين، فضلا عن انتشارهم بكل الشوارع وتدوين عبارات لدعم الإخوان على الجدران وتشويه القصر الرئاسي والمناطق المحيطة به، على حد قولها، مضيفة: "كنت واثقة وقتها إن الإعلان الدستوري ده مش هيعدي بالساهل، ولما أحداث الاتحادية حصلت كرهتهم أكتر وأتمنيت الكابوس ده ينتهي بأقصى سرعة، علشان كده كنت من أول المشاركين في ثورة 30 يونيو اللي محصلش فيها كده أبدا".

يارا: لما المشاهد جات في المسلسل عيطت.. حاولنا نحمي المتظاهرين وقتها

يارا الأبيض، أحد أهالي الاتحادية، التي انضمت للمحتجين في بادئ الأمر لساعات قليلة بسبب مخاوف أسرتها، حيث وثقت من شرفة منزلها العديد من جرائم الإخوان حينها، التي حاولت تجاوزها منذ سقوط الجماعة، قبل أن يسلط مسلسل "الاختيار" الضوء عليها من جديد، قائلة: "أول لما شوفتها قشعرت وفضلت أدمع، رجعت تاني كل الأصوات والأحداث لدماغي.. كنت فاكرة إن أنا والناس نسيناها، بس فعلا المسلسل خطفنا كلنا".

أصوات هتافات الإخوان ضد المتظاهرين، قفزت إلى ذهن المعلمة الثلاثينية لتتذكر "بتعادوا ربنا يا كفرة، جايين تحتجوا على الرئيس مرسي"، والتي كانت تضم العديد من الإهانات للشعب، فضلا عن أصوات الخرطوش والضرب، الذي فور بدايته سارعت بفتح باب عقارها لإيواء المواطنين وحمايتهم من بطش الإخوان الإرهابي: "حاولت أساعد الاس أنا وأهلي على قد ما نقدر مقدرناش نقف نشوفهم كده في الشارع ومنتحركش".

خالد: الإخوان ضربوني أنا وصحابي قدام القصر.. ومفيش تهاون معاهم

بينما خالد موسى، القاطن بالشارع المواجهة للاتحادية، كان من بين صفوف المحتجين يوم 5 ديسمبر 2012، ليقرر منذ ذلك الحين أنه سيكون واحدا من المعارضين المشاركين بأي مظاهرات ضد الإخوان، حيث شهد على عنف وكراهية حقيقية منهم، لذلك: "مهما صور أو فيديوهات طلعت مش هتقدر تشوف كل حاجة، زي ما كنت تبقى موجود فيها، ده إحنا محصلناش كده وقت مظاهرات يناير".

اعتدى الإخوان على خالد وأصدقائه حينها باستخدام العصا التي انهالوا بالضرب بها على ظهورهم في أثناء جلوسهم أمام القصر، بعنف بالغ موجهين لهم الإساءات والتوبيخ، واتهامهم بمعاداة الله والإسلام، حيث حاولوا تفريقهم من أمام الاتحادية، وهو ما أدى إلى إصابتهم بكدمات عدة حينها، لذلك أسعده اهتمام القائمين على المسلسل بتذكير المواطنين بمدى عنف الإخوان لتجنب أي تهاون معاهم.

مسلسل الاختيار مستوحى من أحداث حقيقة، عن قصة الأسطورة الشهيد أحمد منسي، يتناول تفاصيل الأحداث الإرهابية على أرض سيناء المصرية، منذ سنوات ماضية، بطولة أمير كرارة، تأليف باهر دويدار، من إخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سنرجي.


مواضيع متعلقة